الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: طرق القياس
لدينا خمس طرق للقياس هي:
1-
الطرق التي تستخدم وحدة قياس واحدة.
2-
الطرق التي تستخدم النسبة بين وحدتين قياسيتين لمنطقة واحدة.
3-
الطرق التي تستخدم النسبة بين وحدة قياس واحدة لظاهرتين مختلفتين.
4-
الطرق التي تستخدم النسبة بين وحدتين قياسيتين لظاهرتين.
5-
الطرق التي تستخدم الفرق بين القيمة المطلقة والقيمة النسبية.
وفيما يلي نوضح ما ذكرنا من واقع أمثلة في علم الجغرافية:
1-
الطريقة الأولى أبسط الطرق، يختار فيها الباحث الوحدة القياسية قبل استعمالها، ففي ميدان الجغرافية الطبيعية، نستخدم كمية المطر الساقطة "بوصة، سنتم، مليم" عدد ساعات سطوح الشمس، درجة الحرارة، سرعة الرياح
…
2-
الطريقة الثانية: وفيها يلجأ الباحث إلى مقارنة قياس واحد بآخر حين دراسة منطقة معينة، على اعتبار أن هذا يعطيه نتيجة أوضح وصورة أشمل ورؤيا أبعد من الصورة التي يستخدمها فيها مقياسا واحدا، ففي مجال الجغرافية الطبيعية، الرطوبة النسبية، نسبة إشعاع الشمس، نسبة التصريف النهري.
3-
الطريقة الثالثة: لمعرفة مقدار تركز ظاهرة من الظاهرات في منطقة أو مكان ما ينبغي توضيح نسبة هذا التركيز، بوساطة المقارنة مع منطقة أخرى ضمن القطر الواحد أو خارجه فإذا أردنا معرفة النسبة بين التصريف النهري وسرعته يمكننا ذلك بوساطة مقارنته بنهر آخر مشابه وتكون الصورة أوضح إذا أخذنا بالاعتبار التتابع الزمني.
4-
الطريقة الرابعة: فهي متقدمة على سابقتها، وتختص بمقارنة النسبة بين مقياسين في وحدة مساحية "محافظة، مدينة، حي" إلى وحدة مساحية أكبر "قطر، إقليم، بحيث تكون الوحدة المساحية الصغرى جزءا من الوحدة الكبرى، والفرق في القيم بين المقياسين في هاتين الوحدتين يكون إما قيمة مطلقة أو قيمة نسبية.
5-
الطريقة الخامسة: نوضحها بالآتي:
إذا كانت كمية المطر الهاطلة في دولة ما "س" وفي منطقة إدارية من هذه الدولة "ع" فتكون نسبة الهطول في "ع" هي ع/ س × 100.
يبدو مما سبق أن كل المقاييس التي ذكرناها أعلاه تعتمد على الإحصائيات، وهذا يتطلب منا أن نشير إلى أن لهذه الإحصائيات عيوب في مقدمتها صعوبة التحليل من الناحية الموضوعية لبعض الإحصائيات، وعدم دقة بعضها الآخر، وعدم توافرها، وعدم انتظام صدورها، وقد يقتصر الإحصاء على جانب واحد أو فئة واحدة، وأبعد من هذا وذاك أن الإحصاء لا زال غير مطبق في بعض جهات العالم. ونقول أيضا: إن عملية الموازنة والمقارنة بين الإحصائيات للدولة الواحدة في سنوات متعاقبة أمر غير هين، كما أن المقارنة مع دول أخرى قد لا يتيسر أحيانا نظرا للمقاييس المختلفة التي تتبع في عمليات الإحصاء1، هذا ونشير إلى أنه على كل باحث أن يتعلم شيئا عن لغة الإحصاء لأنها تمده بوسيلة فعالة لوصف البيانات والمعلومات التي قام بتجميعها، فهي تصف سلوك الجماعة، وذلك بناء على دراسة عدد من الحالات الفردية، ويمكن الوصول إلى التعميمات عن طريق تجميع الملاحظات والقياسات بعدد من تلك الحالات2.
ومن أغراض استخدام الإحصاء التعرف على درجة دقة البيانات والمعلومات والنتائج التي توصلت إليها الدراسة.
أشرنا في موضع آخر إلى أنه لا بد لكل باحث أن يحدد هدفه، وتحديد الهدف يفرض عليه أن يختار مقياسا يساعده على تحقيق هذا الهدف، لهذا يستخدم بالإضافة إلى أدوات البحث وسائل القياس متعددة، لكل منها طرائقها وتقنياتها الخاصة، وليس هناك مقياس يخلو من نقص أو عيب، واختيار أحدها مشكلة يعاني منها الباحثون، وقد يختار الباحث أكثر من مقياس واحد بهدف إعطاء البحث أبعادا أكثر للتحليل والكشف عن حقيقة الظاهرة وجوانبها المتعددة وبالتالي يكون البحث أكثر عمقا ودقة وموضوعية.
1 محمد علي الفرا. مناهج البحث في الجغرافية بالوسائل الكمية، ط4 مرجع سبق ذكره ص145-161.
2 ديو بولد فان دالين. مناهج البحث في التربية وعلم النفس، ترجمة: محمد نبيل نوفل وآخرون، مكتبة الأنجلو بالقاهرة 1969 ص491-508.