الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: تحديد المادة العلمية اللازمة وجمعها
إن تحديد وتدوين المعلومات اللازمة للكتابة في بحث معين من الأعمال التي تأخذ جهدا ووقتا كبيرين، ولعل أخطر ما يعرض البحث العلمي للانهيار، أن يجمع صاحبه كل ما يتصل بعنوانه من مادة علمية دون غاية، باختيار أو تصنيف. وكثير من البحوث يؤدي بها ذلك إلى أن تصبح طوائف من المعارف، منها ما يرتبط بها ارتباطا وثيقا دقيقا ومنها لا يرتبط بها تماما، وليس ذلك فحسب، فإن كثيرا منها يسوده التشويش وتشيع فيه الفوضى، وأكثر البحوث تجري على هذا النمط حيث تحتوي سيولا وأكواما من المعارف، كان ينبغي أن يحذف منها الكثير، ويحدث ذلك إذا لم يكن الباحث قد تمثل المادة تمثلا كافيا أو لم يتبع قاعدة التنظيم، بحيث يحدد كل ما تصل بنقطة واحدة من عناصر الموضوع. ويستبعد كل ما ليس له صلة بالموضوع والطريقة التقليدية المتبعة هي على النحو التالي:
1-
أن يخصص كل فكرة يدونها ببطاقة مستقلة، قد يضيف إليها بعض المعلومات فيما بعد.
2-
أن يضع عناوين خاصة بالمعلومات المقتبسة مما يسهل تصنيفها.
3-
أن يستعمل الجانب الأيمن من البطاقة لعنوان المعلومات التي تحتويها البطاقة، ويسجل في نهايتها اسم المؤلف وعنوان الكتاب ورقم الجزء إن وجد رقم الصفحة
أو على الجانب الأيسر من البطاقة، ولا بد أن تكون هذه المعلومات دقيقة وافية، لأنها هي المرجع لا المصدر المقتبس منه في نهاية البحث، والطريقة النظامية لتنظيم البطاقات هي:
1-
توزيع البطاقات في مجامع خاصة بحسب: الموضوعات أو الخطة أو المنهج المتبع بالبحث.
2-
وضع كل مجموعة في ملف مكتوبا عليه عنوان موضوع كل مجموعة وعمل فهرسة مختصرة لمحتويات كل منها تحت العنوان العام.
3-
وضع أرقام متسلسلة لكل مجموعة من الملفات، أو تسلسل الموضوعات كما وردت في خطة البحث.
4-
تخصيص بطاقات معينة لوضع فهرس عام لما تحويه الملفات، لتيسير الحصول على البيانات المدونة في البطاقات بشكل مفصل.
إن البيانات التي يقوم الباحث بجمعها نوعان: بيانات ثانوية "Socondary Data" وأخرى أولية "Primary data" فالأولي تم جمعها في فترات زمنية سابقة، ونشرت دون أن يكون لها اتفاق مع أهداف الدراسة التي يقوم بها الباحث في حينه، وذلك لاختلاف المضمون والنتائج مع البيانات أما الأولية فهي التي تم الحصول عليها من خلال دراسة الباحث.
تتميز البيانات الثانوية بسرعة جمعها والاستفادة منها، وما على الباحث سوى التحليل والمناقشة، أما البيانات الأولية فيتم الحصول عليها من خلال مراحل البحث العلمي، بوساطة المسوحات الشاملة أو العينات، وهناك أربع طرق رئيسية هي: المقابلة "Interview" والملاحظة "Observation" والاستبيان "Questionnaire" والأساليب الإسقاطية وهي أصعب وسائل التحليل ودراسة ردود الفعل، وأساليب أخرى تعرضنا لها في موضع آخر، لدى دراسة أدوات البحث العلمي.
هذا ونشير إلى أن أهم ما يميز البيانات الأولية هو إتقان وانسجام ما يتم جمعه مع أهداف البحث أو الدراسة موضوع الاهتمام، بالإضافة إلى ثقة الباحث بما حصل عليه من معلومات أو بيانات، ويلجأ إليها عادة في حال عدم توافر البيانات الثانوية، أو عدم كفايتها، أو رغبة من الباحث بمزيد من الدقة والتأكد.