الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولقد تطورت نظريات العينات، وممن كان لهم الفضل في ذلك "بيرنولي" و"بواسون" و"لابراس" وفي بداية القرن "العشرين في عام 1908" صدرت أعمال "ستيودنت" التي لعبت دورا كبيرا في تطوير نظرية العينات، بخاصة ما أصبح يسمى بالعينات الصغيرة، وخلال الحرب العالمية الثانية، وبهدف ضبط اقتصاد الدول المتحاربة والإحاطة باتجاهات تطوره، تطورت نظرية العينات تطورا سريعا نظريا وعمليا، واستمر ذلك حتى الآن، حيث أصبحت هذه النظرية تستخدم على نطاق واسع لدراسة مختلف الجوانب السكانية والاقتصادية، هذا ويلجأ عادة إلى طريق العينات لعدة أسباب منها:
1-
إنها أقل كلفة من طريقة الحصر الشامل.
2-
إن بعض الأجزاء تسهل الوصول إلى معلومات أكثر تفصيلا ودقة.
3-
في حال عدم توافر الوقت للقيام بدراسة شاملة.
4-
في حال عدم إمكانية إجراء حصر كامل لعناصر مجتمع الدراسة الأصلي، فهي جزء من كل، على أن تمثل الكل تمثيلا صحيحا وتحت شروط مضبوطة.
المبحث الأول: اختيار العينة
يتعرف الباحث على المجتمع الأصلي بدقة ويدرس مفرداته، ولكي يحصل على عينة ممثلة عليه أن يختار، وفق طريقة معينة، ومفردات معينة، وشروط منظمة ومضبوطة، وتتكون عملية الاختيار هذه من عدة خطوات نحددها فيما يلي، مع الإشارة إلى أن الطرق التقنية لاختيار العينة مهمة جدا1.
1-
يحدد الباحث المجتمع الأصلي بدقة.
Dikenson، J. P. "Science and Scientifec Researches in modern Society". Second edition، op. cit. p. 49.
2-
يعد قائمة كاملة ودقيقة بمفردات هذا المجتمع وتسمى "إطارا" من خلال سجلات، ويجب أن تكون كاملة وحديثة.
3-
يأخذ مفردات ممثلة من القائمة التي أعدها.
4-
يحصل على عينة كافية ليتمثل المجتمع الأصلي بخصائصه التي يريد دراستها.
العينة الجيدة تمثل المجتمع الأصلي كله بقدر الإمكان، والمعروف أن العينة الصغيرة جدا لا تمثل خصائص المجتمع المدروس، إلا إذا كانت الظاهرات موضع الدراسة متجانسة، أما إذا كانت المفردات متباينة فلا بد من عينة كبيرة كافية، ولا يوجد عدد محدد، أو نسبة مئوية معينة من حجم المجتمع الأصلي يمكن تطبيقه على جميع الدراسات، ويفضل بشكل عام حجم العينة الكبير نسبيا على العينة الصغيرة.
أما العوامل المؤثرة في تحديد حجم العينة فهي:
1-
مستوى درجة الدقة والثقة بالنتائج التي يسعى الباحث إلى تحقيقها، وكلما كان الباحث راغبا في الحصول على نتائج أكثر دقة وثقة، كما توجب عليه زيادة العينة المختارة، ويقصد بدرجة الدقة مدى دقة وقرب نتائج العينة من النتائج الفعلية، أما المقصود من درجة الثقة فهي مدى احتمالية عدم تطابق نتائج الدراسة مع النتائج الفعلية.
2-
درجة التعميم التى ينشدها الباحث من نتائج بحثه، إذ أنه كلما ازدادت حاجة الباحث ورغبته بأن تكون نتائج بحثه قابلة للتعميم بشكل كبير على مجتمع الدراسة الأصلي، كلما توجب عليه زيادة حجم العينة المختارة.
3-
مدى التجانس أو التباين في خصائص مجتمع الدراسة الأصلي: كلما كانت خصائص المجتمع الأصلي متجانسة كلما كان حجم العينة المطلوبة صغيرا نسبيا، وهناك ضرورة لزيادة حجم العينة حينما يوجد اختلافات جوهرية هامة وعديدة بين
أفراد أو مشاهدات مجتمع الدراسة الأصلي، وبذلك يضمن تمثيل البيئة لمختلف الأفراد والحوادث التي يتكون منها المجتمع الأصلي.
4-
حجم مجتمع الدراسة الأصلي: كلما زاد عدد عناصر أو مشاهدات مجتمع الدراسة الأصلي، زاد حجم العينة المطلوبة والعكس صحيح، مع ملاحظة أن نسبة العينة إلى مجتمع الدراسة الأصلي تقل كلما زاد حجم المجتمع الأصلي، هذا والنقاط التالية يمكن الاسترشاد بها من أجل تحديد حجم العينة المطلوب:
أ- إن حجم العينة الذي يتراوح بين "30-500" مفردة يعتبر ملائما لمعظم أنواع البحوث.
ب- عند استخدام العينة الطبقية، أي تقسيم المجتمع الأصلي إلى طبقات من مثل الذكور والإناث فإن حجم العينة لكل فئة يجب أن لا يقل عن "30" مفردة.
جـ- في حالة استخدام الانحدار المتعدد أو الاختبارات المماثلة له، فإن حجم العينة يجب أن يكون أضعاف متغيرات الدراسة، ويفضل أن يكون حجم العينة هنا "10" أضعاف متغيرات الدراسة، فإذا احتوت الدراسة على "6" متغيرات لإجراء التحليل عليها، فإنه يفضل أن لا يقل حجم العينة عن "60" مفردة.
د- في بعض أنواع البحوث التجريبية، التي يكون فيها حجم الضبط والرقابة عاليا، فإن حجم عينة مقداره "10" إلى "20" مفردة يكون مقبولا1.
5-
عامل آخر يؤثر في تحديد حجم العينة هو نوع التصميم التجريبي، هذا ويتم التأكد من تمثيل العينة للمجتمع الأصلي بطريقتين هما:
1-
طريقة التوزيع الطبيعي: عديد من الخصائص والسمات تتخذ شكل التوزيع الطبيعي، مثل الطول والذكاء والعمر، بمعنى أن أغلبية الأفراد أو المشاهدات تتركز في
1 محمد عبيدات وزملاؤه: منهجية البحث العلمي. مرجع سبق ذكره ص104-106.
منطقة الوسط، ويتوزع أقلية من الأفراد على الطرفين من مثال: متوسط الأعمار يتراوح بين "60-75" سنة تقريبا لكننا نجد أقلية من الأفراد تعمر مدة تزيد عن الـ"75 سنة" وأقلية أخرى لا تصل أعمارها إلى "65سنة" كذلك مستوى الذكاء والأوزان تنطبق عليهما مثل هذه الحالات.
يتخذ التوزيع الطبيعي شكل الجرس، ويكون ما نسبته تقريبا "68%" من المشاهدات تقع ضمن انحراف معياري واحد عن الوسط الحسابي للمشاهدات، وحوالي "95%" من المشاهدات تقع ضمن انحرافين معيارين عن الوسط الحسابي، وحوالي "99%" من المشاهدات تقع ضمن "3" انحرافات معيارية عن الوسط الحسابي.
وللتأكد من تمثيل العينة للمجتمع الأصلي، باتباع طريقة التوزيع الطبيعي، يتم تحديد توزيع العينة المختارة، فإذا كان توزيع العينة طبيعيا، فإن ذلك يدل على أن العينة ممثلة لمجتمع الدراسة الأصلي، أما إذا كان التوزيع غير طبيعي، فإن هذا يعني وجود تحيز باختيار العينة، أي أن العينة غير ممثلة للمجتمع الأصلي.
2-
طريقة النزعة المركزية: وهي بديل لطريقة التوزيع الطبيعي، في حين يكون توزيع خصائص مجتمع الدراسة الأصلي موزعا توزيعا غير طبيعي، حيث تستخدم بعض مقاييس النزعة المركزية مثل الوسط الحسابي والانحراف المعياري، إذ يتم إيجاد قيم الوسط الحسابي والانحراف المعياري للعينة المختارة، ويقارن الناتج مع الوسط الحسابي، والانحراف المعياري لكل مجتمع الدراسة الأصلي، فإذا تقاربت النتائج كانت العينة ممثلة للمجتمع الأصلي، وفي حالة وجود اختلافات جوهرية، فإن ذلك يدل على تحيز بالعينة المختارة، وتكون النتائج بالتالي غير قابلة للتعميم، ويشترط لاستخدام هذه الطريقة توافر بيانات عن مقاييس النزعة المركزية للمجتمع الأصلي، حيث تكون تلك البيانات منشورة في العادة في بيانات إحصائية أو مجلات متخصصة1.
1 Dickinson. op. Ci T. p51.