الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع: إعداد المادة العلمية وخزنها
بعد أن يجمع الباحث المادة العلمية يقوم بتجهيزها وإعدادها للخزن، ومن ثم للتحليل ويتم ذلك بتدقيق ما حصل عليه من مادة علمية سواء من مصادر مكتبية، أو دراسات ميدانية، ففي حال حصول الباحث على بيانات بوساطة الاستبيان أو المقابلة أو الملاحظة، فإن التدقيق هنا أمر ضروري للخروج بنتائج موضوعية دقيقة بعيدة عن أهداف شخصية أو ذاتية من الباحث، بحيث تبين للباحث مدى دقة المبحوث في إجاباته، وفهمه أو عدمه لبعض ما ورد في الاستبيان مثلا، وملء الاستبيان من المبحوث ذاته، والجدية في الإجابة عن الأسئلة، وعدم الإجابة على بعض الأسئلة، أو السهو من قبل المبحوث، أو عدم فهم المبحوث الهدف من السؤال أو ترك بعض الأسئلة دون إجابة، بشكل مقصود من المبحوث، لسرية المعلومات المطلوبة، أو لكون الأسئلة شخصية أو
…
هذا وتستبعد الاستبانات التي تكون فيها نسبة عدم الإجابة عن الأسئلة "25%" أو ما يزيد إلا في حالة كون الأسئلة غير المجاب عليها ليست ذات أهمية عالية، حيث يتم قبول الاستبيان وتدخل في عملية التحليل، وأفضل طريقة لمعالجة الأسئلة الفارغة هي الاعتماد على استبانات الأشخاص الذين أجابوا على أسئلة الاستبيان وأما الاستبانات التي ترد من أسئلة فارغة من الأجوبة، فيتم معالجة الأسئلة الفارغة بإيجاد الوسط الحسابي لإجابات المبحوثين الذين أجابوا عن السؤال المعنى، ومن ثم إعطاء ذلك الوسط للذين لم يجيبوا عن السؤال، أو إيجاد الوسط الحسابي للأسئلة التي تمت
الإجابة عنها في الاستبيان، وإعطاء ذلك الوسط للأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها، وفي هذه الحالة يجب توخي الحذر في معالجة المجموعات المتجانسة، واختيار الإجابات المحتملة للسؤال وبشكل عشوائي، وإعطاء تلك الإجابة للأفراد الذين لم يجيبوا عن ذلك السؤال.
يأتي بعد تدقيق الإجابات ترمز البيانات، ولا تقتصر عملية الترميز على البيانات غير الرقمية حيث تعطى لها أرقام بل تستخدم أيضا مع البيانات الرقمية ذاتها، وتتمثل عملية الترميز بالتعبير عن الإجابات بطريقة مختصرة ومقبولة للقراء من قبل الحاسوب، في حال كون الإجابة محددة بخيارات معينة أو بأرقام، وتتم هذه العملية بإعطاء كل قسم من الاستبيان حرف معين، ثم ترقم أسئلة كل قسم، بشكل متسلسل مثال ذلك:
القسم الأول حرف "A" وترقم الأسئلة: "A3، A2، A1
…
" وعلى نحوه القسم الثاني والثالث وهكذا
…
وفي حال تعلق السؤال بالجنس فإنه يعطي للسؤال الرمز "A1" ثم تعطي الإجابات الرقم: 1- للذكور و2- للإناث.
هذا ولتدقيق البيانات نختار عددا من الأسئلة بشكل عشوائي، وتتم المقارنة بين الإجابات الموجودة في الاستبيان، والإجابات المدخلة إلى الحاسوب، فإذا وجدت اخطاء يعاد تدقيق جميع الإجابات بشكل إفرادي، أو بتفريغ البيانات إلى الحاسوب في ملفين، ومن ثم إيجاد العلاقة لكل متغير في الحالتين، حيث يجب أن تكون نتيجة العلاقة = 1- أي علاقة تامة.
بعد تدقيق البيانات تدخل من ثم للحاسوب تمهيدا لإجراء التحليل اللازم لها، ويتم ذلك إما بالإدخال المباشر، أو باستعمال نماذج معدة خصوصا لذلك، حيث تفرغ البيانات في هذه النماذج، ثم تدخل النماذج إلى الحاسوب، بعد تقسيمها إلى خانات وأعمدة، ويعطي لكل استبيان سطر أفقي ويخصص كل عامود لمتغير أو
سؤال، هذا ومن الضروري تدقيق البيانات المدخلة بالطريقتين السابقتين بمقارنة البيانات المدخلة إلى الحاسوب بيانات الإجابة الموجودة في الاستبانة، وإن استخدام نظم تخزين المعلومات واسترجاعها للحاسب الألكتروني يساعدان الباحث العلمي أيضا في بعض الفروع العلمية على اكتشاف معلومات ذات علاقة باهتمامه، وأن يجاري ما ينشر حديثا في مجالات تخصصه، ويحصل أيضا على مساعدة في التصميم الفعلي للتجارب.
أما الطريقة التقليدية السائدة في خزن المادة العلمية فهي تخزين المعلومات على بطاقات، وقد أشرنا إليها في موضع آخر، وهناك أساليب أخرى، وعلى الباحث أن يلم بها إلماما جيدا، فهناك التخزين على الجداول "Tables" وهي طريقة شائعة في علوم مختلفة، وجداول التخزين تختلف عن جداول النتائج، حيث تجمع الأولى الأرقام والنسب المئوية التي يحصل عليها الباحث من عدة مصادر ومراجع، وبشكلها الأولي، أما جداول النتائج فهي نتيجة للتنسيق وتشذيب الجداول الأولية، لاستخراج المطلوب منها، بحيث تتمشى مع موضوع البحث.
تخزين آخر نشير إليه هو التخزين على الخريطة "Punched Map" وتعتبر هذه الطريقة من أفضل الطرق لبعض الباحثين كالجغرافيين، يخزن الباحث المعلومات على الخريطة الخاصة بمنطقة البحث، بحيث يربط بين المعلومات التي يخزنها على الخريطة، وبين المواقع والظاهرات الأخرى، التي هي موضع الدراسة، والفراغ والحيز المكاني الذي تشغله مما يسهل على الباحث عملية التحليل والتفسير والربط.
نذكر طرقا أخرى هي التخزين بوساطة البطاقات المثقوبة "punched cards" وفيها يتم خزن المعلومات بوساطة ثقوب على بطاقات خاصة بوساطة آلة خاصة تشبه الآلة الكاتبة اليوم، حيث يضرب الباحث على حروفها وينتج عن ذلك ثقوب بدلا من الكلمات، وكل ثقب يرمز إلى رقم معين أو كلمة معينة، وتتم الاستفادة من هذه البطاقات بوساطة جهاز الحاسوب "Computer".
أما طريقة تخزين المعلومات على الأشرطة المثقوبة "Punched Tapes" فيتم بنفس طريقة البطاقات المثقوبة، والفرق بينهما أن البطاقات المثقوبة مقياسها موحد، منفصلة عن بعضها، يضعها الباحث في المكان الذي يراه مناسبا، يسهل تنسيقها وتبويبها، أما الأشرطة المثقوبة فيعيبها أنها لا تدوم طويلا، كما أن موضوعاتها مستقلة، مما يصعب معه التنسيق والتبويب.