الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل التاسع عشر: نسل المعلومات
المبحث الأول: نسل المعلومات
…
الفصل التاسع عشر: نسل المعلومات: "الاقتباس "Quotation" وتهميشها"
المبحث الأول: نسل المعلومات
يتخذ الباحث بطاقات يدون عليها بإيجاز ما يراه نافعا في المصادر التي يستقي منها ما يفيد بحثه، أما تدوينها كاملة فإنما يكون في البحث نفسه، ومن المهم ألا يشغل بطاقات بحثه إلا بما يتصل به مباشرة، وهناك من ينهضون ببحوث دون استخدام بطاقات، وإنما يستخدمون كراسات، وفائدتها أقل من فائدة البطاقات المنفصلة التي يمكن تنسيقها على أساس معجمي أولي أو أي أساس آخر، ويجب ألا يتهاون الباحث في تسجيل الملاحظة، لأن ذاكرته قد تخونه، وينبغي ذكر المصادر التي تحتويها الملاحظة وصفحاتها.
تنظم البطاقات في مجموعات، وقد ترتب موضوعيا أو زمنيا، والأولى أن ترتب حسب الأبواب أو الفصول، فيجعل عنوان البطاقة نفس عنوان الفصل، ونلمس تنظيم البطاقات عند أسلافنا الأوائل، كما في كتاب "الحيوان" للجاحظ، و"المغرب" لابن سعيد الذي يتردد فيه ذكر المصادر والأخذ عنها أخذا مطردا، حيث يذكر الكتاب ووراءه الاقتباس مباشرة، كانوا يبدءون الاقتباس بمثل "قال ونحوها" وينهونه بمثل "انتهى" أو "الحمد لله" أو "والله أعلم" وقد يرمزون إليها بحرفين "أ. هـ".
أما المصنفون اليوم فإنهم يبدءون الاقتباس وينهونه بعلامات التنصيص: " " وينبغي ألا يفرط الباحث في كثرة الاقتباس من المصادر، لأن ذلك يوحي بأنه يستخدم تفكير سواه، دون أن يتحمل بنفسه عبء البحث والدراسة، رغم أن الاقتباس دليل على القراءة الواسعة والمعرفة التامة بالأفكار، ويحتاج الاقتباس ضربا من الخبرة، يميز الباحث بين المهم والأهم ومما لا أهمية له، وعلى الباحث ألا يكرر نصا مقتبسا في بحثه، بل إذا ذكره في موضع امتنع عن ذكره ثانية، وفي حالة الضرورة يشير إليه باقتضاب، ومن أسوأ الأشياء أن يسوق الباحث اقتباسا لا يرتبط بكلامه ارتباطا دقيقا، ومما يزيد الاقتباس نفعا الدقة والنقل الصحيح والأمانة ونورد فيما يلي الأمور التي يجب مراعاتها في حالة الاقتباس:
أن يذكر الباحث صاحب المصدر المقتبس عنه ووضع ما اقتبسه بين علامات التنصيص "ثم الإشارة إلى المصدر الذي اقتبس عنه في هامش الصفحة أو الفصل أو البحث وفق الخطة التي يضعها الباحث، ويستحسن أن يقرأ الباحث ويستوعب ما سوف يقتبسه، ثم يصيغه بأسلوبه الخاص، ويشير في هامش الصفحة إلى ذلك بذكر كلمة "بتصرف" دون أن يضع قوسين في متن الصفحة كما ذكرنا في الحالة الأولى، ونجمل فيما يلي أهم طرق الاقتباس:
1-
إما أن ينقل الباحث النص كاملا، ويسمى ذلك بالاقتباس الحرفي أو المباشر "Direct Quotaition".
2-
إذا كان الاقتباس لا يتجاوز ستة أسطر يوضع بين شولات، أما إذا تجاوزها فإن الاقتباس يوضع بشكل مميز، بحيث ترد الأسطر المقتبسة بعد آخر سطر قبله متتالية مع ترك فراغ أوسع بين الاقتباس وبين آخر هذا السطر، وبين الاقتباس وبين أول سطر بعده، كما يكون الهامشان عن يمين الاقتباس ويساره أوسع من الهامش الأبيض المتبع في البحث، وأن يكون الفراغ بين سطور الاقتباس أضيق من الفراغ بين السطور العادية، وكذلك الحرف أصغر من حرف الكلمة الذي يطبع به البحث.
3-
إذا كان الاقتباس غير مباشر أو ليس بحرفي "Indirect Quotation" وهو الأكثر شيوعا، وذلك بتلخيص ما قرئ فكرة أو موضوعا، والأفضل أن يشير الباحث إلى المصدر الذي اقتبس منه بذكر عبارة "ارجع إلى" أو "انظر" ويذكر اسم المصدر والصفحات أيضا، والبعض لا يفضل عبارة ارجع إلى، بل يرى إيراد المصدر أو المرجع كالمعتاد.
4-
قد يجمع الباحث بين التلخيص والاقتباس، بذكر فكرة ملخصة يتبعها بنص من المؤلف وفي الحالتين يشار في الهامش إلى ذلك.
5-
يرغب الباحث أحيانا أن يورد تعليقا على نص اقتبسه، وهنا يشير إلى النص الأصلي ويوضح فيما بعد التعليق.
أما طريقة إيراد النصوص المقتبسة في البحوث العلمية فهي كالآتي:
1-
توضع الفقرات المقتبسة بين قوسين كبيرين () أو بين قوسين صغيرين "علامات التنصيص"" " كذلك يوضع بينهما ما يرد خلال الحديث عن موضوع معين مثلا: يقول الدكتور
…
في كتابه
…
تحت عنوان " " ما يلي:
2-
إذا كان ما يراد اقتباسه هو أيضا مقتبسا من مصدر آخر، فلا بد من استعمال قوسين صغيرين داخل القوسين الكبيرين توضيحا لذلك (
…
" "
…
) .
3-
قد يضطر الباحث إلى حذف عبارة أو جملة من الفقرة المقتبسة، حينئذ يجب الإشارة إلى ذلك بوضع ثلاث نقط "
…
" دليلا على الحذف في ذلك الموضع.
4-
يرغب الباحث أحيانا إضافة عبارة بهدف التوضيح أو التفسير أو التعليق داخل الفقرة المقتبسة، حيث يوضع ذلك ضمن قوسين مربعين [] للتوضيح والتفريق بين عبارة الكاتب والعبارة المقتبسة.
5-
إذا وقف الباحث على خطأ في فقرة يقتبسها، يكتب بعد الخطأ كلمة هكذا بين قوسين (هكذا) إشارة إلى أن الخطأ ورد في الأصل.