الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس: تحليل المادة العلمية
1
هي أهم مراحل البحث العلمي وأدقها، وأهم صفة يجب أن تتوفر فيه، عليها تتوقف التفسيرات والنتائج، وفيها يكشف الباحث عن العناصر المقومة للوضوع، أي تفكيكه إلى مجموعات ثم تحليل كل مجموعة ثانوية إلى عناصرها الأولية، آخذين بالاعتبار ترابط هذه المجموعات، ومعرفة خصائص كل عنصر على حدة، وبيان نسبته في تركيب الظاهرة، والصلات التي تربطه بالعناصر الأخرى، أي أن يولي الباحث هذه المرحلة من مراحل البحث العلمي أكبر قسط من الاهتمام والعناة والحذر واليقظة آخذا بالاعتبار أمورا هاما يعتمد عليها نجاح بحثه هي:
منهج البحث: "Method of Research" وهي الطريقة المؤدية إلى الكشف عن الحقيقة ووسيلة البحث "Technique" ما يستخدمه الباحث من استبيانات ومقابلات ومراجع
…
والمدخل "Approach" أي كيفية تناول موضوع البحث بالدراسة، هذا وإن أسلوب التحليل يحدد أسلوب جمع المعطيات، كما يحدد نوعية المؤشرات أو أسلوب قياس المتغيرات التي هي مادة التحليل، أي قياس المتغيرات وتحديدها على نحو معين لخدمة غاية تحليلية معينة.
1 تستعمل كلمة تحليل بمعانى شتى وأغراض متعددة ولكننا نستخدمها بمعنى تصنيف المعطيات وترتيبها وجدولتها وعرضها وتلخيصها وتفسيرها ومعالجتها بشكل تسمح بالوصول إلى تعميمات واستنتاجات معينة.
يتبع الباحث في تحلله للمادة العلمية ما يلي:
1-
عزل العناصر المؤلفة للموضوع أي تفكيكه إلى مجموعات ثانوية، ومن ثم يقوم بتحلل كل مجموعة ثانوية إلى عناصرها الأولية.
2-
يستخدم الباحث بهدف الكشف عن العلاقات الثابتة بين العناصر، إعادة التأليف بين العناصر التي فرق بينها التحليل، ليتأكد من صدق نتائج التحليل.
3-
تنتهي عملية التحليل إلى ظاهرات متباينة، مختلفة فيما من حيث الخصائص والعلاقات ويقوم الباحث بتصنيف هذه الظاهرات، ثم يؤلف بينها داخل إطار مكاني وزماني بهدف الحفاظ على طابعها الخاص.
إلا أن التحليل لا يعطي جدواه، إلا إذا رافقته عملية المقارنة، التي ترشد الباحث إلى أوجه الشبه أو الخلاف بين الظاهرة التي يحللها والظاهرات الأخرى التي سبقت له معرفتها، وتعتبر هذه المقارنة علمية ضرورية لربط المعلومات وتوضيحها وتصحيحها، وقد يؤدي ذلك إلى اهتداء الباحث لفكرة جديدة.
وهكذا يحاول الباحث الكشف عن العلاقات بين الظاهرات، أي عن القوانين الخاصة، وذلك بوساطة التأليف بين العناصر، وبهذا فإن التركيب يصبح متمما للتحليل، أي أنه لا تحليل بدون تركيب ولا تركيب بدون تحليل.