المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثالث: أنماط البحوث الوصفية - البحث العلمى أساسياته النظرية وممارسته العملية

[رجاء وحيد دويدري]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمات

- ‌المحتوى

- ‌مقدمة الكتاب:

- ‌محتوى تنظيم الكتاب:

- ‌الباب الأول: العلم والتفكير العلمي

- ‌الفصل الأول: العلم والبحث العلمي

- ‌المبحث الأول: العلم…ما هو

- ‌المبحث الثاني: بين العلم والمعرفة

- ‌المبحث الثالث: أهداف العلم

- ‌المبحث الرابع: التفكير العلمي وخصائصه

- ‌المبحث الخامس: تصنيف العلوم عند العرب

- ‌المبحث السادس: قبسات علمية من التراث العربي

- ‌المبحث السابع: العلم الحديث.. إحياء واجتهاد

- ‌الفصل الثاني: الباحث والبحث العلمي

- ‌المبحث الأول: قراءة تاريخية

- ‌المبحث الثاني: الباحث العلمي وخصائصه

- ‌المبحث الثالث: خصائص البحث العلمي

- ‌المبحث الرابع: أنشطة البحوث

- ‌المبحث الخامس: دور التراث العربي في إحياء البحث العلمي

- ‌المبحث السادس: المنظور المعاصر للبحث العلمي

- ‌الفصل الثالث: المفاهيم والمصطلحات في البحث العلمي

- ‌المبجث الأول: المفهوم

- ‌المبحث الثاني: مفاهيم في البحث العلمي

- ‌المبحث الثالث: الملاحظة، والحقيقية، والنظرية

- ‌المبحث الرابع: البناءات والمتحولات

- ‌الباب الثاني: مناهج البحث العلمي

- ‌الفصل الرابع: المناهج

- ‌المبحث الأول: تعريف بالمصطلحات:

- ‌المبحث الثاني: الخلفية التاريخية لمناهج البحث العلمي

- ‌المبحث الثالث: قبسات منهجية من التراث العربي الإسلامي

- ‌المبحث الرابع: تصنيفات مناهج البحث العلمي

- ‌الفصل الخامس: منهج البحث التاريخي

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: منهج البحث التاريخي عند العرب

- ‌المبحث الثاني: مراحل البحث التاريخي

- ‌المبحث الثالث: نقد الوقائع والحقائق

- ‌المبحث الرابع: التركيب التاريخي

- ‌المبحث الخامس: إنشاء البحث التاريخي

- ‌المبحث السادس: تقويم منهج البحث التاريخي

- ‌الفصل السادس: منهج البحث الوصفي

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: منهج البحث الوصفي عند العرب

- ‌المبحث الثاني: مراحل المنهج الوصفي

- ‌المبحث الثالث: أنماط البحوث الوصفية

- ‌المبحث الرابع: دراسة العلاقات المتبادلة

- ‌المبحث الخامس: الدراسات النمائية

- ‌المبحث السادس: تحليل المضمون

- ‌المبحث السابع: تقويم منهج البحث الوصفي

- ‌الفصل السابع: منهج البحث التجريبي

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: المنهج التجريبي عند العرب:

- ‌المبحث الثاني: تعريف بالمصطلحات

- ‌المبحث الثالث: المناهج التجريبية

- ‌المبحث الرابع: البحث التجريبي وسماته العلمية

- ‌المبحث الخامس: أسلوب البحث التجريبي

- ‌المبحث السادس: التصميم التجريبي وقواعده

- ‌المبحث السابع: مراحل التصميم التجريبي

- ‌المبحث الثامن: صياغة الفرضية من أجل التجريب

- ‌المبحث التاسع: مشكلة التصميم والتفصيلات الإجرائية للتجربة

- ‌المبحث العاشر: مرحلة النظرية

- ‌المبحث الحادي عشر: تقويم منهج البحث التجريبي

- ‌الباب الثالث: الطرائق الرياضية في البحوث العلمية

- ‌الفصل الثامن: التحليل الإحصائي

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: جانب من علم الإحصاء:

- ‌المبحث الثاني: الأساليب الإحصائية

- ‌المبحث الثالث: الأساليب الإحصائية الارتباطية

- ‌الفصل التاسع: الأساليب الرياضية الحديثة في البحث العلمي الأنظمة

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: تعريف النظام

- ‌المبحث الثاني: عناصر النظام والروابط بينها

- ‌المبحث الثالث: المدخلات والمخرجات

- ‌المبحث الرابع: منهاج تحليل النظم

- ‌المبحث الخامس: أنواع الأنظمة

- ‌المبحث السادس: استخدام الأنظمة

- ‌الفصل العاشر: الأساليب الرياضية الحديثة في البحث العلمي-النماذج

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: تعريف النموذج

- ‌المبحث الثاني: بناء النموذج

- ‌المبحث الثالث: أنواع النماذج واستخدامها

- ‌المبحث الرابع: النماذج الرياضية والتجريبية والطبيعية

- ‌المبحث الخامس: أهمية النماذج

- ‌الباب الرابع: أدوات البحث العلمي

- ‌الفصل الحادي عشر: العينة

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: اختيار العينة

- ‌المبحث الثاني: أنواع العينات

- ‌المبحث الثالث: مزايا العينة وعيوبها

- ‌الفصل الثاني عشر: الملاحظة

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: الملاحظة الدقيقة

- ‌المبحث الثاني: أنواع الملاحظة وإجراءاتها

- ‌المبحث الثالث: مزايا الملاحظة وعيوبها

- ‌الفصل الثالث عشر: المقابلة

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: أسس المقابلة العلمية وطرقها

- ‌المبحث الثاني: طرق إجراء المقابلة وأنواعها

- ‌المبحث الثالث: مزايا المقابلة وعيوبها

- ‌الفصل الرابع عشر: الاستبيان

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: قواعد تصميم الاستبيان وخطواته

- ‌المبحث الثاني: محتويات الاستبيان وأشكاله

- ‌المبحث الثالث: مزايا وعيوب الاستبيان

- ‌الفصل الخامس عشر: وسائل القياس

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: كيفية اختيار المقياس

- ‌المبحث الثاني: طرق القياس

- ‌المبحث الثالث: الاختبارات

- ‌المبحث الرابع: الأساليب الإسقاطية

- ‌المبحث الخامس: أساليب أخرى

- ‌الباب الخامس: مصادر البحث العلمي

- ‌الفصل السادس عشر: إعداد المصادر والمراجع وتقويمها

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: المصدر والمرجع

- ‌المبحث الثاني: إعداد المراجع وتقويمها

- ‌المبحث الثالث: مصادر ومراجع المعرفة العلمية

- ‌المبحث الرابع: الإنترنت

- ‌الفصل السابع عشر: الباحث والمكتبة

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: التصنيف العشري

- ‌المبحث الثاني: تصنيف مكتبة الكونغرس

- ‌الفصل الثامن عشر: أساليب التوثيق الحديثة

- ‌المبحث الأول: التوثيق والتكشيف

- ‌المبحث الثاني: التقنيات الحديثة لتخزين المعلومات وتكشيفها

- ‌الفصل التاسع عشر: نسل المعلومات

- ‌المبحث الأول: نسل المعلومات

- ‌المبحث الثاني: التهميش "تدوين المصادر والمراجع

- ‌الباب السادس: خطوات البحث العلمي

- ‌الفصل العشرون: مرحلة الإعداد للبحث العلمي

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: اختيار موضوع البحث

- ‌المبحث الثاني: وضع عنوان البحث

- ‌المبحث الثالث: وضع خطة البحث

- ‌المبحث الرابع: إعداد أولي للمصادر والمراجع

- ‌الفصل الحادي والعشرون: مرحلة إعداد البحث العلمي

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: تحديد مشكلة البحث وبيان أبعادها

- ‌المبحث الثاني: وضع الفروض

- ‌المبحث الثالث: تحديد المادة العلمية اللازمة وجمعها

- ‌المبحث الرابع: إعداد المادة العلمية وخزنها

- ‌المبحث الخامس: تحليل المادة العلمية

- ‌الفصل الثاني والعشرون: كتابة تقرير البحث العلمي

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: التمييز بين المقالة وتقرير البحث العلمي

- ‌المبحث الثاني: كتابة تقرير البحث العلمي

- ‌المبحث الثالث: نتائج عرضها ومناقشتها

- ‌المبحث الرابع: التوصيات

- ‌المبحث الخامس: مستخلص البحث

- ‌الفصل الثالث والعشرون: الشكل، المنهاج، المحتوى

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: أسلوب الكتابة

- ‌المبحث الثاني: الجانب الشكلي

- ‌المبحث الثالث: الهوامش

- ‌المبحث الرابع: الجداول والأشكال والصور الفوتوغرافية

- ‌المبحث الخامس: المنهاج

- ‌المبحث السادس: المحتوى الفكري

- ‌الفصل الرابع والعشرون: مراجعة تقرير البحث العلمي وإخراجه وتقويمه

- ‌المبحث الأول: مراجعة تقرير البحث

- ‌المبحث الثاني: إخراج البحث

- ‌المبحث الثالث: تقويم تقرير البحث العلمي

- ‌الفصل الخامس والعشرون: ملحقات

- ‌المبحث الأول: ثبت محتويات تقرير البحث العلمي

- ‌المبحث الثاني: ثبت المصادر والمراجع "البيبليوغرافيا

- ‌المبحث الثالث: الملاحق

- ‌المبحث الرابع: جدول الخطأ والصواب

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌ثبت مصادر ومراجع الحواشي باللغة "العربية والأجنبية

- ‌ثبت المصادر والمراجع للاطلاع "باللغة العربية والأجنبية

- ‌المصطلحات والمفاهيم العلمية

الفصل: ‌المبحث الثالث: أنماط البحوث الوصفية

‌المبحث الثالث: أنماط البحوث الوصفية

تتنوع الدراسة الوصفية من حيث مستوى تعمقها من جميع المعلومات والإحصاء البسيط أو الوصف البسيط للظاهرة، إلى تنظيم العلاقات بين هذه المعلومات، إلى دراسة أثر عامل آخر، كما تتخذ الدراسات الوصفية أنماطا وأشكالا متعددة لم يتفق العلماء على أنواعها، يجعلها البعض خمسة، في حين يجعلها البعض الآخر أكثر أو أقل، وقد أشار فإن دالين1 "Van Dalen" إلى ثلاثة أنماط رئيسية هي:

أ- الدراسات المسحية "Survey Studies".

ب- دراسة العلاقات "Correlation Studies".

جـ- الدارسات النمائية "Development Studies".

ولا ننسى أن نشير إلى أن ثمة دراسات للترابط وأخرى للتنبؤ وثالثة مقارنة وسواها، كما أننا لا ننسي الإشارة إلى أن هذه التصنيفات ليست جامعة.

ليست جامعة ولا مانعة، فما يعتبره كاتب دراسة تقع في مجال معين، قد يعتبره كاتب آخر واقعا في مجال مخالف.

الدراسات المسحية "Survey Studies"، وهي جمع معلومات وبيانات عن ظاهرة للتعرف عليها وتحديد وضعها ومعرفة جوانب الضعف والقوة فيها، لمعرفة مدى الحاجة

1 Van Dalen، D.B."Understanding Educatian Research" op. cit. ch. 3.

ص: 193

لإجراء تغيرات فيه، ويعتبر المسح أكثر طرق البحث التربوي والاجتماعي استعمالا، ذلك لأننا بوساطته نجمع وقائع ومعلومات موضوعية عن ظاهرة معينة أو حادثة مخصصة، أو جماعة من الجماعات، أو ناحية من النواحي "صحية، تربوية، اجتماعية" إلخ.

يختلف المسح عن البحث التاريخي بعامل الزمن، بينما يهتم التاريخي بالماضي يهتم المسح بالحاضر، ويتميز المسح عن التجريب بالهدف من كل منهما فمسح الظاهرة يقرر وضعها ولا يبين أسبابها مباشرة، ويختلف المسح عن دراسة الحالة بالعمق والسعة فدراسة الحالة أعمق والمسح أوسع، يزود المسح الباحث بمعلومات تمكن من التعليل والتفسير واتخاذ القرارات ويكشف عن العلاقات ثم إن المسح يجري على الطبيعة وليس في ظروف مخبرية، وعلى نطاق واسع أو نطاق ضيق.

وفي سبيل القيام بالدراسات المسحية لا بد من تحليل الوثائق، وقد أشرنا في موضع آخر إلى أن تحليل الوثائق في المنهج التاريخي يتناول الماضي في حين أن تحليل الوثائق في المنهج الوصفي يتناول الحاضر، والوثائق التي تحلل كثيرة الأنواع متعددة الوجوه، يستخدم في الدراسات المسحية أدوات البحث العلمي المختلفة للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة مثل الاستبيان والمقابلة وهي أكثرها شيوعا، والملاحظة والاختبارات والسجلات اليومية والدورية التي يعدها العاملون عن نشاطاتهم ودراسة آراء عدد من الرؤساء الذين يشرفون على هذه الوظيفة.

تشمل الدراسة المسحية على1:

1-

المسح التربوي المدرسي: بدأ ببداية هذا القرن وأدى خدمات جلى، وإن كان قد كمل بالمقابلات والاختبارات والاستخبارات وغيرها، ويميز الكتاب عادة بين أنواع من المسح المدرسي هي:

1 فاخر عاقل. أسس البحث العلمي في العلوم السلوكية مرجع سبق ذكره ص114-130.

ص: 194

1-

مسح الخبير الخارجي.

2-

المسح الذاتي.

3-

المسح التعاوني.

تقوم بالمسح الأول هيئات البحوث في وزارات التربية أو الجامعات أو مجالس البحوث العلمية أو ما شابهها، وأما المسح الذاتي فتجريه هيئة التدريس في المؤسسة التعليمية ذاتها، وأما المسح التعاوني فتجريه هيئة التدريس بالتعاون مع خبير خارجي أو تحت إشرافه.

يتم المسح المدرسي في مدرسة واحدة أو في عدة مدارس، وعلى مستوى المحافظة أو على مستوى القطر، أو المستوى القومي ذاته، ويتناول مثل هذا المسح موضوعات عديدة ومن البداهة أن نقول: إنه كلما اتسع مجاله ضاق فحواه.

لقد أشرنا إلى تحليل الوثائق في الدراسة المسحية وفي المسح المدرسي الوثائق التي تحلل كثيرة الأنواع متعددة الوجوه، تتناول سجلات الطلاب وقوانين الإدارة ومنهج التدريس وغير ذلك كثير، ويخدم تحليل الوثائق أغراضا عديدة تتراوح بين تحسين المناهج والمقررات وبين دراسة الحالات وإسداء النصح والإرشاد.

ويفيد تحليل الوثائق في عدد من الأمور منها: وصف ظروف وممارسات معينة توجد في المدرسة والمجتمع، إبراز الاتجاهات وتحديد الموقف، الكشف عن نواحي الضعف، تتبع نمو الطالب أو التطور الإداري، إظهار الفروق بين المحافظات والمناطق والأقطار، تقييم العلم التعليمي ومدى تحقيق الأهداف والغايات، إماطة اللثام عن التعصبات والتحيزات والكشف عن الميول والقيم.

وهكذا نستطيع أن نقول: إن لهذا النوع من الدراسات منافعه وفوائده وإن كانت له حدوده ومزالقه.

2-

طريقة تحليل العمل: "Job Analysis": أصبحت دراسات تحليل العمل اليوم دراسات على جانب كبير من الخطورة وتقوم على أسس علمية مدروسة تستخدم لدراسة الأوضاع الإدارية التعليمية وغير التعليمية، وفيها تجمع المعلومات عن واجبات

ص: 195

العاملين ومسئولياتهم ونشاطاتهم وكيفية قيامهم بأعمالهم وأوضاعهم العملية وعلاقتهم بالتنظيمات الإدارية وظروف عملهم والتسهيلات المتاحة لهم وغير ذلك، وقد أصبحت دراسات تحليل العمل على جانب كبير من الخطورة، وتقوم على أسس علمية مدروسة، وتفيد في الكشف عن نواحي الضعف والقوة في الإدارة، الازدواج في الأعمال، عدم الكفاية في إجراءات العمل المعمول بها، تصنيف الأعمال المتشابهة، الكشف عن جداول الأجور والمرتبات واختلافها ومناسبتها لطبيعة العمل، ودرجة مسئوليته، والمؤهلات للتعيين للأعمال المختلفة، تدريب الإداريين في أثناء العمل وقبله، شروط الدقة وواقعها، نقل العاملين ومعاقبتهم إلخ

هذا وتحقق دراسات تحليل العمل الفوائد التالية:

1-

تحديد أسس اختيار العاملين للوظيفة التي يتم تحليلها.

2-

تنمية الموظفين العاملين في هذه الوظيفة لرفع مستوى كفايتهم الإدارية.

3-

وضع أسس لترقية الموظفين ونقلهم.

4-

تحديد الخصائص الشخصية لمن سيشغلون هذه الوظيفة.

5-

تحديد أفضل الطرق لأداء العمل.

6-

تحديد سليم للأجور والمرتبات في ضوء مسئولياتهم الوظيفية ومهامها.

7-

تحديد معايير الإنجاز المطلوب ممن يشغل هذه الوظيفة1.

3-

الدراسات المسحية للرأي العام "Public Opinion" الرأي العام هو تعبير الجماعة وحكمها وقرارها في عمل ما أو موضوع ما، ويكون التعبير عن الرأي العام بطريقة تلقائية أو بطريقة منظمة، وهي على جانب كبير من الخطورة والأهمية، حيث تساعد في الحصول على المعلومات والبيانات الضرورية اللازمة لأية عملية تخطيط وتعرفنا بمواقف الناس واتجاهاتهم نحو الموضوعات التي ستتناولها عملية التخطيط. ويلجأ إليها الباحثون في ميادين الصناعة والتجارة والسياسة والتربية وسواها، يلجئون لها قبل اتخاذهم العديد من قراراتهم الهامة ورسم سياساتهم طويلة الأمد.

1 ذوقان عبيدات وزملاؤه. البحث العلمي. مرجع سبق ذكره، ص206-210.

ص: 196

تتفق خطوات دراسة الرأي العام تماما مع خطوات ومراحل البحث الوصفي من حيث التزامها بخطوات المنهج العلمي، وهي تحديد المشكلة، وتحديد المجتمع الذي سيدس رأيه أو العينة التي ستكون موضوع الدراسة، وأيضا تحديد أداة التعرف على الرأي العام، ومن ثم استخلاص النتائج وتنظيمها، ورغم بساطة منهج البحث إلا أن الباحث قد يقع في مزالق تؤثر في دقة الدراسة، كأن تكون العينة غير ممثلة تماما للمجتمع الأصلي، أو أن تكون العينة بعيدة الصلة عن الموضوع الذي يدرسه الباحث، أو أن الأسئلة الموجهة غير محددة، وتنقصها الدقة والوضوح.

تستخدم في هذه الدراسات الاستبيانات والمقابلات الشخصية والاتصال الهاتفي، ويختار الباحث لذلك عينة بدقة وعناية، وذلك بغية الوصول إلى معلومات يوثق بها، ونشير إلى الأهمية البالغة لهذه الدراسة بالنسبة للسياسة في المجتمعات الغربية ولا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية ومعهد "غالوب المشهور".

4-

مسح السوق "Market Survey": ويعتبر هذا النوع من المسح تطبيقا تخصيصا لمسح الرأي العام

حيث يتضمن محاولة قياس رد فعل الناس بالنسبة للمنتجات الاستهلاكية، أو تقويم تأثير الإعلان على العادات الشرائية وزيادة ترويج البضاعة.

لهذا النوع من التحليل آثاره الهامة لمصممي الإعلانات ورجال الصناعة والموزعين وغيرهم، وباستخدام المقابلات والاستبيانات يمكن تجميع آراء عينة ممثلة في المجتمع وتحليل هذه الآراء

وبناء على هذه الآراء يقوم الموزع والمعلن بتقديم السلعة بطريقة أكثر جاذبية للمستهلك، كما يفيد هذا المسح في التنبؤ بدرجة عالية من الدقة بإمكانية التسويق الناجح، ومن المعروف أن رجال الصناعة والتجارة في السوق التنافسي الحديث يترددون في المخاطرة بمبالغ كبيرة لازمة لإنتاج سلعة جديدة أو طراز جديد دون وجود بعض الدليل على تقبل الجمهور له1.

1 أحمد بدر. أصول البحث العلمي ومناهجه. مرجع سبق ذكره، ص303.

ص: 197

5-

المسح الاجتماعي "Social Survey": بدأت هذه الدراسة في إنكلترا سنة "1773م" على يد جون هوارد، وفي فرنسا سنة 1885م" على يد فريدريك لابلاي، وشارلز لزبوث "1839-1903م" تناولت موضوعات اجتماعية مختلفة، استهدفت دراستها توجيه الاهتمام إلى بعض المشكلات والقضايا الاجتماعية كجزء من حركات الإصلاح الاجتماعية في البلدان الأوروبية، كما اهتم الاشتراكيون الأوربيون بهذه الدراسات لإثبات الحاجة الملحة إلى التصوير والتغيير الاجتماعيين.

تتسع مجالات المسح الاجتماعي لتغطي جوانب الحياة الاجتماعية كلها، فالدراسات السكانية وتوزع السكان ودراسات الأسرة وحركة السكان والهجرة الداخلية والخارجية، وعادات السكان وتقاليدهم واتجاهاتهم نحو مختلف القضايا الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية وفئات المجتمع وطبقاته، والفروق بين فئاته، كل هذه المجالات تعتبر ميدانا للدراسات المسحية الاجتماعية، هذا وما تزال المجالات الاجتماعية بكرا وخالية من الدراسات المسحية الاجتماعية في عدد كبير من الدول، ونظرا لأهمية هذا النوع من المسح نشير إلى أهم خطواته:

1-

الإعداد والتخطيط.

2-

جمع الوقائع والمعلومات.

3-

تحليل المعلومات وترتيبها وتنظيمها.

4-

تفسير المعلومات.

5-

تقرير النتائج وعرضها.

ومن الخطوط الرئيسة التي اتبعها بوث "Booth":

1-

تجميع البيانات الكمية عن موضوع الدراسة.

2-

التركيز على الأحوال الجارية دون الرجوع إلى الماضي.

ص: 198

3-

الاهتمام بالوصف والمسح الشامل دون إهمال دراسة الحالة للفرد والجماعات.

4-

الاعتماد على الملاحظة المباشرة والمقابلة الشخصية1.

ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أهمية اختيار العينة وضرورة كون أسئلة الاختيار محدودة وقليلة وواضحة، وإلى الأهمية القصوى لأن يكون القائمون به مدربين تدريبا حسنا، وإلى كون التقرير النهائي واضحا ودقيقا وموضوعيا، فإذا لم تتوفر هذه الشروط، كان المسح الاجتماعي ضارا بدلا من أن يكون نافعا.

إن لهذه الدراسات ميزة أساسية كدراسات المسح التربوي، كونها تمثل أسلوبا ناجحا في دراسة الظاهرات والأحداث الاجتماعية التي يمكن جمع معلومات وبيانات رقمية وكمية عنها، وفي كونها وسيلة لقياس أو إحصاء الواقع لوضع الخطط وتطويرها.

وكما أن لهذه الدراسة حسنات فعليها أيضا مآخذ فهي دراسات مسحية تهتم بالشمول أكثر مما تهتم بالعمق، فالباحث الذي يقوم بعملية المسح الاجتماعي يهتم بدراسة آراء الناس ومواقفهم المعلنة دون أن يهتم بالتحليل أو بالتعمق في دراسة العوامل التي تؤدي إلى هذه الآراء والمواقف، كما يرى بعض الباحثين أن هذه الدراسات المسحية لا تعطي الباحث مرونة كافية لاستيعاب الظاهرة، كما قد يجدها في الواقع، وذلك لأن الباحث يعد مسبقا أدوات بحثه كالاستبيان مثلا قبل أن يبدأ لعملية المسح، وبذلك يقيد نفسه في أسئلة الاستبيان فقط، مما يؤدي إلى إغفال بعض المعلومات التي يستوعبها الاستبيان، ويمكن أن تقل أهمية هذا النقد إذا كان الباحث قد أعد استبيانه بعد فترة كافية من الدراسة ويستطيع أن يعزز المعلومات التي حصل عليها من الاستبيان باستخدام أدوات أخرى كالمقابلة أو الملاحظة.

1 Youngy، y. "Scientefic Social Surveys and Research". "New york، Prentice Hall، 1949.

ص: 199