الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع: الأساليب الإسقاطية
هناك كثير من الأحاسيس والمشاعر الكامنة لدى الأفراد يصعب جمع البيانات عنها بطرق المقابلة والاستبيان والملاحظة. وذلك لعدم رغبة الأفراد بالتصريح عن مشاعرهم وعواطفهم واتجاهاتهم، أو أن المبحوث لا يعي هذه المشاعر والعواطف، لهذا كان لا بد من وسيلة يؤثر فيها الباحث على المبحوث بجعله يظهر تلك العواطف بطريقة ما، ويتم ذلك باستخدام الأساليب الإسقاطية، ويجري أغلبها في الدراسات النفسية.
يطلب من المفحوص في هذه الطريقة تفسير مثيرات غامضة، أو الاستجابة لها بحرية بدلا من أن يطلب منه معلومات محددة، وذلك بتعريضه إلى مواقف معينة، وعن طريق الاستجابات التلقائية، يكشف المفحوص دون وعي منه عن شخصيته وخصائصها، وتعتبر هذه الطريقة أو الوسيلة، أصعب الوسائل لجمع البيانات، لما تحتاج إلى مهارة كبيرة من قبل الباحث لتحليل ودراسة ردود الفعل الناتجة.
هذا وللأساليب الإسقاطية ثلاث وسائل رئيسة هي:
1-
الأساليب الإسقاطية المصورة، وتستخدم فيها صورة، أو مجموعة من الصور الغامضة إما لتفهم موضوع "التعليق على الصورة" أو لتوضيح بعض الأشكال وما يعني كل شكل للمفحوص.
2-
مجموعة تعتمد على الكلمات والألفاظ: ويتم هناك استخدام تعبيرات أو جمل أو قصة "إعطاء مرادف لكلمات أصلية" أو إكمال العبارات، أو اختبار تكملة القصص.
3-
الأساليب السيكودرامية: يطلب من المبحوث القيام بدور معين أو تمثل شخصية معينة، ومن خلال ذلك تدرس بعض الجوانب الخفية في شخصية المبحوث، أو أخذ مجموعة من الأفراد وتقسيمهم إلى قسمين أو ثلاثة والطب من مجموعة الدفاع عن فكرة أو رأي معين.
هذه الأساليب تكشف عن وعي المفحوص وخصائصه وشخصيته وصفاته دون وعي منه، على أن تفسير هذه الاستجابات أمر لا يستطيعه إلا المتخصصون وتغيير هذا الاختبارات أمر عسير، رغم ذلك فإن للأساليب الإسقاطية مزايا أهمها: أنها تفيد في دراسة بعض جوانب الشخصية أو الانفعالات أو الاتجاهات بطريقة يصعب دراستها بالطرق الأخرى مثل الاستبانة والملاحظة والمقابلة.
أما عيوب هذه الأساليب فهي:
1-
صعوبة تفسير المعلومات أحيانا.
2-
احتمال التحيز من قبل الباحث أو المبحوث فقد يتحيز الباحث في طريقة تفسير البيانات، كما قد يكون هناك تحيز من المبحوث أيضا، إذا أدرك دوافع أو غايات الأسلوب المستخدم وبالتالي يعطي انفعالات غير صحيحة.
3-
صعوبة تصنيف أو تبويب البيانات المجمعة.
4-
احتمالية عدم تعاون المبحوثين.
5-
اقتصار هذا النوع من الدراسات النفسية وصعوبة تطبيقها على الدراسات الأخرى.