الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
يمكن أن تتم دراسات تحليل المضمون في الوقت الذي يرغب فيه الباحث كونها في حوزته.
أما صعوبات تحليل المحتوى فهي.
1-
كون بعض الوثائق التي يحللها الباحث ليست واقعية، بل تمثل صورة مثالية.
2-
قد لا يستطيع الباحث الاطلاع على بعض الوثائق الهامة والتي تتسم بطابع السرية.
3-
قد تكون بعض الوثائق محرفة أو مزورة، مما يؤدي إلى نتائج بعد تحليلها.
رغم ذلك يستطيع الباحث أن يقلل من هذه الصعوبات، إذا نجح في اختيار عينة ممثلة عن الوثائق وإذا استخدم المنهج العلمي في نقدها قبل دراستها، وتحليلها1.
1 ذوقان عبيدات وزملاؤه. البحث العلمي. مرجع سبق ذكره، ص204، 205، 211، وما يليها.
المبحث السابع: تقويم منهج البحث الوصفي
يميل البعض إلى اعتبار البحوث الوصفية أقل قيمة من البحوث التجريبية، ولعلها في بعض الأحيان هي كذلك، ولقد ارتبط هذا المنهج منذ نشأته بدراسة المشكلات المتعلقة بالمجالات الإنسانية، وذلك لصعوبة استخدم المنهج التجريبي في هذه المجالات، وقد تكون خطوة أولية وضرورية تسبق البحث التجريبي وتعينه، وقد تكون أحيانا الطريقة الوحيدة في المواقف الاجتماعية ودراسة السلوك البشري، لهذا تبرز أهمية المنهج الوصفي في كونه:
1-
المنهج الوحيد الممكن لدراسة بعض الموضوعات الإنسانية، كما يستخدم في دراسة الظاهرات الطبيعة المختلفة من مثل الظاهرات الفلكية والبيولوجية.
2-
يقدم المنهج الوصفي فوائد كثيرة في فهم مختلف الظاهرات الاجتماعية والإنسانية، وذلك بسبب تقديم حقائق ومعلومات وبيانات دقيقة عن واقع الظاهرة.
3-
يقدم توضيحا للعلاقات بين الظاهرات المختلفة، كالعلاقة بين الأسباب والنتائج، والعلاقة بين الكل والجزء مما يساعد الإنسان على فهم هذه الظاهرات.
4-
يقدم تفسيرا وتحليلا للظاهرات المختلفة، مما يساعد الإنسان على فهم العوامل التي تؤثر في هذه الظاهرات.
5-
يساعد إلى حد ما في التنبؤ بمستقبل الظاهرات المختلفة من خلال تقديم صورة عن معدل التغير السابق في ظاهرة مما يسمح للإنسان بالتخطيط العام لبعض جوانب المستقبل.
6-
إنه المنهج الأكثر استخداما وملاءمة في دراسة الظاهرات الإنسانية والاجتماعية لصعوبة إخضاع هذه الظاهرات للتجريب.
رغم ما ذكرناه حول مميزات هذا المنهج، يرى بعض الباحثين:
1-
أن الدراسات الوصفية هي أعمال علمية وليست أبحاثا بمعنى الكلمة، لأنها تقدم وصفا وتفسيرا لواقع معين ولا تتعمق في بيان الطريقة التي تؤثر بها العوامل المختلفة على ظاهرة ما، أو الكشف عن مقدار تأثير كل عامل على هذه الظاهرة، كما يحدث عادة في البحوث التجريبية.
2-
يخشى من اعتماد الباحث على معلومات خاطئة في مصادر المعلومات، ويتوقف هذا على دقة عمل البحث.
3-
وجود فرصة لتمييز الباحث في جمع البيانات وميله إلى مصادر معينة، تزوده بما يريد لا بما هو حقيقي، ويعود هذا إلى وعي الباحث وموضعيته.
4-
يتم جمع المعلومات في الدراسات الوصفية غالبا بوساطة عدد من الأفراد الذين يساعدون الباحث في هذه العملية، وتتأثر عملية الجمع بتعدد الأشخاص الذين يجمعونها بأساليبهم المختلفة، مما يجعلها عرضة للنقد.
5-
إن إثبات الفروض في الدراسات الوصفية عملية صعبة، لأنها لا تتم تجربة لإثبات الفروض، بل تثبت بوساطة الملاحظة، مما يقلل من قدرة الباحث على اتخاذ القرار.
6-
تناقش البحوث الوصفية ظاهرات محدودة ومكان محدد، ومن الصعوبة تعميمها لتغيرهما من زمان لآخر ومن مكان لآخر.
7-
إن قدرة البحوث الوصفية على التنبؤ تبقي محدودة بسبب طبيعة الظاهرة الاجتماعية التي تتمثل بالتعقيد والتعرض لعوامل متعددة تؤثر في تطورها أو تغيرها.
رغم كل ما ذكرناه فإن البحوث الوصفية هي الخطوة الأولى للوصول إلى العلم.