الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولاهما أن المشرف على إنجاز البحث العلمي هو المسئول عما يرد فيه من أخطاء أو لبس أو عدم اتباع منهاج سليم، وهو الذي يتحمل كل نقد يوجهه إلى البحث حول نقطة من نقاطه، سواء كان البحث ميدانيا أو نظريا أو يجمع بينهما، والأمر الثاني هو ان يظهر الباحث من خلال توجيه المشرف الصعوبات التي تعترض الباحث في الميدانين النظري والميداني أو في أحدهما، وبيان الكيفية التي تغلبان بها عليها، إذ أن هذه الحقائق توضح الرؤية وتعطي فكرة عن مدى الجهد الذي بذل في سبيل التغلب على الصعوبات، وقد يفيد في توضيح الأسباب التي قد تؤدي أحيانا إلى بطء في إجراء العمل الميداني أو تأخير في كتابة التقرير عنه.
المبحث السادس: المحتوى الفكري
إذا كان منهاج البحث قد بين لنا الترتيب الخاص بخطوات البحث العلمي ومراحله، فإن مضمون البحث يشكل محتواه الفكري الرئيس، الذي تظهر فيه قدرة الباحث على تصميم البحث والعرض والدقة في التحليل والبراعة في التفسير، لما حصل عليه من خلال دراساته، سواء كانت دراسات نظرية أو عملية ميدانية أو من كليهما، بحيث يبدو في كيفية التصرف فيما جمع من الدراستين مهارة الباحث وقدرته ونقده نقدا واعيا، وعرض النتائج التي توصل إليها عرضا تحليليا وافيا وتفسيرها في ضوء المقارنة بعضها ببعض ومع نتائج أخرى مست مشكلة الموضوع نفسه أو مشكلات أخرى مماثلة ومن ثم مناقشة هذه النتائج.
يعتمد عرض الأفكار على مدى اتساع قراءات الباحث، ومقدار ما حصل عليه من خلال هذه القراءات ناقدا ومعالجا، وهما عمليتان فكريتان تحتاجان إلى تعمق وإعمال فكر وروية، بنظرة ثاقبة وتدبر متأن، لهذا يجب أن يكون الباحث معدا نفسه إعدادا مناسبا، ملتزما بالدقة المطلوبة في البحوث العلمية، وبالوضوح الذي يبعد اللبس، مستندا إلى أصول قوية تمكنه من تحمل أعباء البيانات والأفكار التي تم التوصل إليها والحصول عليها، وتفسير النتائج وهما عمليتان متدرجتان في الصعوبة.
يقوم تحليل البيانات والأفكار على تصنيفها، وهذا بدوره يعتمد على التفكيك والتجزئة، وبخاصة في البيانات الكمية، حيث يتم تناول الأفكار المجزأة بالشرح المفصل المتدرج وفق الأفكار، مع الإشارة إلى الأرقام التي تعبر عنها، ويعتبر البعض أن تحليل البيانات والأفكار عملية وصفية إيجابية تتضمن مختلف أنواع التعليق على هذه البيانات، من حيث اتجاهاتها نحو التزايد أو التناقص أو الاستقرار، وقد يكون التعليق مبنيا على وجود صفات عامة مشتركة أو صفات خاصة محدودة، أو قائما على وجود اختلافات بين البيانات المجموعة من فئات متباينة، وقد يكون التعليق على البيانات من حيث ثباتها وصدقها ومدى دلالتها، وقد يشمل التعليق مقارنات بين بيانات البحث وبين بيانات بحوث أخرى مشابهة سبق إجراؤها، بهدف إبراز الفروق بينهما، مما يجعل البيانات أكثر وضوحا بخاصة بالنسبة لمن يهتم بنتائج هذه البحوث والتوصيات العملية التي تبنى عليها.
يكتفى عادة في البحوث التي تقدم لنيل درجة علمية "الليسانس والدبلوم" بالعرض والتعليق، فهي بحوث تدريبية، يتعلم الباحث من خلالها كيفية البحث عن المراجع والاطلاع عليها، والإفادة منها، وكيفية تصميم البحث في كل مرحلة من مراحله وخطوة من خطواته، أي إنها مرحلة تهيئ الطالب للقيام ببحوث أكاديمية تكتب تقاريرها في شكل رسائل أو أطروحات للحصول على شهادة الماجستير أو الدكتوراة وفي هذا البحوث على الباحث أن يفسر النتائج بمقدرة وامتياز، يعبران عن مرحلة راقية وصل إليها الباحث، وحاليا أصبحت هذه المقدرة تتميز حتى لدى طلبة الماجستير، بحيث يبدو من خلال ما يقدمه الطالب في هذه المرحلة، نتيجة اتساع معرفته وتزايد اطلاعه على بحوث علمية سابقة، نضوجا في التفكير وتخطيطا سليما للبحث، يشمل جميع مراحل البحث منذ تكوين الفكرة حتى الوصول إلى نتائج، وما يفرق بينهما أنه ليس على طالب مرحلة الماجستير تقديم إضافة علمية مبتكرة نتيجة بحثه، بينما يعتبر واجبا زمنيا إلزاميا على طالب مرحلة الدكتوارة.