الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
131 -
عبد الله بن محمد بن جعفر، المعروف بصاحب الخان بأُرْمِيَة:
في «تاريخ بغداد» (13/ 398 [419]): «أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المقدسي بسَاوة
(1)
، حدثنا عبد الله (كذا) محمد
(2)
بن جعفر المعروف بصاحب الخان بأُرْمِيَة قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الدَّيْبلي
…
».
قال الأستاذ ص 111: «والله أعلم بحال من لا يعرف إلا بصاحب الخان بأرمية» .
أقول: وأنا لم أعرفه، ولا أدري ما الساقط أكلمة «بن» بعد عبد الله، أم كلمة «أبو» قبلها
(3)
؟
132 - عبد الله بن محمد بن سيَّار الفَرْهَيَاني
، ويقال: الفَرْهَاذاني:
في «تاريخ بغداد» (13/ 412 [440]) من طريقه: «سمعت القاسم بن عبد الملك أبا عثمان يقول: سمعت أبا مُسهِر يقول: كانت الأئمة تلعن أبا فلان على هذا المنبر ــ وأشار إلى منبر دمشق. قال الفَرْهَياني: وهو أبو حنيفة» .
قال الأستاذ (ص 145): «من شيوخ ابن عدي ومحمد بن الحسن النقاش، ومن طرازهما في المعتقد، فلا يوثِّقه إلا مثلُه» . وقال قبل ذلك: «لعنُ شخصٍ معيَّن
(1)
(ط): «بسادة» تحريف.
(2)
في الطبعة المحققة: (15/ 548): «عبد الله بن محمد» .
(3)
الراجح هو الاحتمال الأول؛ لأنه جاء كذلك في موضع آخر من «التاريخ» : (10/ 156)، وساقه ابن عساكر كذلك في «تاريخه»:(32/ 425).
لا يكون فيه نصٌّ في الشرع على أنه من أهل النار يُعَدُّ ذنبًا عظيمًا في هذا الدين الحنيف
…
على أن
…
في رواية أبي مسهر [1/ 312]
…
كانت الأئمة تلعن أبا فلان
…
فجعل الفراهيناني
(1)
الخبيث أبا فلان أبا حنيفة من غير دليل
…
».
أقول: قال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج 2 ص 255)
(2)
: «الحافظ الإمام الثقة
…
روى عنه محمد بن الحسن النقاش المقرئ، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وبشر بن أحمد الإسفرايني، وأبو عمرو بن حمدان، وغيرهم. قال ابن عدي: كان رفيقَ النسائي. وكان ذا بصر بالرجال، وكان من الأثبات. سألته أن يملي عليّ عن حرملة، فقال: حرملة ضعيف. ثم أملى عليّ ثلاثة أحاديث ولم يزدني».
وقد حاول الأستاذ (ص 66) أن يجعل ابن أبي العوّام من الثقات الأثبات، لأنه روى عن النسائي، مع أن الرواية عن مثل النسائي أو مَن هو خير منه لا تدل على إسلام الراوي، فكيف عدالته! فكيف أن يكون من الثقات الأثبات! فأما مرافقة مثل النسائي في العلم وطلبه، فدلالتها على حُسْن حال المرافق ظاهرة.
وابن عدي من أجلة أئمة الفن، وإن كره الأستاذ. ومعتقده هو السنة، بل هو الإسلام، وإن رغم الجهمية! وقد تقدم الإشارة إلى هذا في قسم
(1)
كذا قال الأستاذ، وقال:«وقع في الطبعات الثلاث بدل (الفراهيناني): (الفرهياني)، وهو غلط» . كذا قال. وفراهينان من قرى مرو، ليس منها هذا الرجل. وإنما هو من فرهاذان، فيقال له:«الفرهاذاني» على الأصل، و «الفرهياني» على التغيير كما في «معجم البلدان» . [المؤلف].
(2)
(2/ 716).
القواعد
(1)
، وبسطت الكلام في العقائد في قسم الاعتقاديات
(2)
.
وأما لعن المعيَّن، فالخلاف فيه مشهور. ولعل من شدَّد في المنع منه إنما ذهب إلى سدِّ الذريعة لئلا يتوصل إلى لعن بعض الصحابة. على أنه قد كان يبلغ علماءَ دمشق عن أبي حنيفة كلماتٌ يرونها كفرًا وبعضُها مسطَّر في «التأنيب» نفسه، وظاهر أسانيدها الصحة. فلا مانع أن يبنُوا على ظاهر ذلك، ومن بنى على الظاهر فأخطأ، فهو معذور.
وقول الفرهياني: «وهو أبو حنيفة» لم يقلها بغير دليل، وقد مرَّ في (الترجمة) نفسها من «تاريخ بغداد» (13/ 378 [385]) من طريق أبي مسهر نفسه:«قال سلمة بن عمرو القاضي على المنبر: لا رحم الله أبا حنيفة، فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق» . والدعاء بعدم الرحمة هو معنى الدعاء بالإبعاد عنها، وهو معنى اللعن. فأما قول الأستاذ:«الخبيث» ، فأدع حسابها إلى الله عز وجل.
133 -
[1/ 313] عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي ابن بنت أحمد بن منيع، وابن منيع، والمنيعي:
في «تاريخ بغداد» (13/ 378 [385]): «أخبرنا العتيقي، أخبرنا جعفر بن محمد بن [علي]
(3)
الطاهري، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا زياد بن أيوب، حدثني حسن بن أبي مالك ــ وكان من خيار عباد الله ــ قال:
(1)
(1/ 87 - 98).
(2)
(2/ 283 وما بعدها).
(3)
سقط من (ط).
قلت لأبي يوسف القاضي: ما كان أبو حنيفة يقول في القرآن؟ قال: فقال: كان يقول: القرآن مخلوق. قال: قلت: فأنت يا أبا يوسف؟ فقال: لا. قال أبو القاسم: فحدَّثتُ بهذا الحديث القاضي البِرْتي، فقال لي: وأيّ حَسَنٍ كان! وأيّ حسن كان! يعني: الحسن بن أبي مالك. قال أبو القاسم: فقلت للبِرْتي: هذا قول أبي حنيفة؟ قال: نعم المشؤوم. قال: جعل يقول: أحدث بخلقي»
(1)
.
أقول: أما غيرة أولئك الثلاثة على مذهب أبي حنيفة وثناؤهم عليه، فما يصحُّ من ذلك لا يمنع أن يخالفوه في تلك المقالة، كما خالفه أبو يوسف في مسائل لا تحصى. ولا مانع من أن يخبر بعضهم بعضًا بها، ولا أن يُخبر بها
(2)
الحسنُ زيادًا ليعلمه براءة أبي يوسف من تلك المقالة، ولاسيَّما إذا عُلم أنها مستفيضة عن أبي حنيفة. وكان حفيده إسماعيل بن حماد يصرخ
(1)
كذا في (ط) و «التاريخ» ط القديمة، وفي المحققة (15/ 519):«أحدث بِحَلْقي» .
(2)
(ط): «يخبرها» .
بها صراخًا أيام المحنة، وأنها دين أبيه وجدِّه
(1)
. وجاء عن الحِمَّاني أنه حدَّثه عشرة كلُّهم ثقات أنهم سمعوا أبا حنيفة يقول هذه المقالة. والأستاذ وإن تكلم في الرواة، فهو يعترف، بل يتبجَّح بأن أبا حنيفة كان يقول ذلك. وكذلك لا مانع أن يخبر البِرْتيُّ البغويَّ، لعلمه بأنه قد علم ذلك وليعلمه براءته، مع أن الحسن والبِرْتي كانا من الاعتدال والاستقامة وحبِّ السنة بمكان، ولذلك أطاب أهلُ الحديث أنفسُهم الثناء عليهما.
وأما البغوي، فإن أهل العلم بعده أجمعوا على توثيقه. هذا ابن عدي
(2)
بعد أن حطَّ عليه بما [1/ 314] لا يوجب جرحًا، لم ينكر عليه إلا حديثًا واحدًا أشار إلى أنه غلط في إسناده. فأثبت ابن حجر في «لسان الميزان»
(3)
أن الغلط من شيخ البغوي، وأن البغويّ بعد اطلاعه على أنه غلطٌ كفَّ عن روايته. ثم عاد ابن عدي، فأنصف وقال:«ولولا أني شرطتُ أن كلَّ من تُكُلِّمَ فيه (يعني ولو بكلام يسير لا يقدح) أذكره وإلا كنت لا أذكره» . وأعرض الخطيب
(4)
عن كلام ابن عدي رأسًا. وذكره ابن الجوزي في «المنتظم» (ج 6 ص 229) وذكر بعض كلام ابن عدي، وأجاب عنه وقال:«هذا كلام لا يخفى أنه صادر عن تعصُّب» . وقال الذهبي في «الميزان»
(5)
: «تكلَّم فيه ابنُ عدي بكلام فيه تحامُل، ثم في أثناء الترجمة أنصف، ورجع عن الحطِّ عليه» .
(1)
انظر «لسان الميزان» : (2/ 114).
(2)
في «الكامل» : (4/ 267).
(3)
(4/ 565 - 567).
(4)
في ترجمته: (10/ 110 - 115).
(5)
(3/ 206)
وإنما كان البغويّ عالي الإسناد، حديد اللسان، يفتخر على المحدثين في عهده في بلده، ويتكلم فيهم، فيتكلمون فيه بما ليس بموجبٍ جرحًا.
وروى الخطيب أن ابن أبي حاتم سئل عن البغوي: يدخل في الصحيح؟ قال: نعم. وعن أبي بكر أحمد بن عبدان أنه سُئِلَ عن البغوي فقال: «لا شك أنه يدخل في الصحيح» . وعن الدارقطني أنه سئل عن البغوي فقال: «ثقة جبل إمام من الأئمة ثبت أقلُّ المشايخ خطأ» . وعن موسى بن هارون أنه سئل عن البغوي، فقال:«ثقة صدوق، لو جاز أن يقال لإنسان: إنه فوق الثقة، لقيل له» . وقال الخطيب في أول الترجمة: «كان ثقة ثبتًا مكثرًا فهمًا عارفًا» . وقال الذهبي في «التذكرة»
(1)
: «واحتج به عامةُ من خرَّج الصحيح كالإسماعيلي والدارقطني والبَرْقاني
…
وقال أبو يعلى الخليلي: البغوي شيخ معمَّر
…
حافظ عارف، صنَّف مسندَ عمِّه، وقد حسدوه في آخر عمره، فتكلَّموا فيه بشيء لا يقدح فيه». ووثَّقه أيضًا مسلمة بن قاسم، كما في «لسان الميزان» .
فهذا هو الإجماع يا أستاذ! وهل يضرُّ البغويَّ بعد ذلك أن يتهمه مثلُك!
وأما الخطيب، فقد تقدمت ترجمتُه
(2)
، وأنت تعرف صدقَه وثبتَه حقَّ المعرفة، وإن أظهرت التشكك! والله المستعان.
(3)
(1)
(2/ 739).
(2)
رقم (26).
(3)
عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ المعروف بابن السقاء. راجع «الطليعة» (ص 48 - 49 [36 - 37]). وراجع «تذكرة الحفاظ» (ج 3 ص 231 [965]). [المؤلف].