الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه، أصبحت الدعارة خلقًا فيه وملكةً عنده، رغم أنف هذا الناقد».
أقول: أرغم اللهُ أنفَ من يكابر، ويدفع الحق بالباطل! وانظر «طبقات [ابن] أبي يعلى» (1/ 171).
(1)
58 - بشر بن السَّرِيّ:
في «تاريخ بغداد» (13/ 391 [408]) من طريق «رجاء بن السِّندي، سمعت بِشر بن السَّري قال: أتيت أبا عوانة .. » .
قال الأستاذ (ص 92): «يقول عنه الحميدي: جهمي لا يحِلُّ أن يُكتَب عنه» .
أقول: ثبَّته عبد الرحمن بن مهدي جدًّا، وقال أحمد:«حدثنا بشر السري، وكان متقِنًا للحديث عجَبًا» . ووثَّقه ابن معين وغيره، واحتجَّ به الشيخان في «الصحيحين» وبقية الستة
(2)
.
[1/ 213] فأما التجهُّم، فقال ابن معين في بشر:«رأيته يستقبل البيت يدعو على قوم يرمُونه برأي جهم، ويقول: معاذ الله أن أكون جهميًّا» . وقال أحمد: «سمعنا منه، ثم ذكر حديث {نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23] فقال: ما أدري ما هذا، أيْشٍ هذا؟ فوثب به الحميدي وأهل مكة، فاعتذر، فلم يُقبل منه، وزهِدَ الناسُ فيه. فلما قدمتُ المرة الثانية كان يجيء إلينا، فلم نكتب عنه» .
أقول: لم ينصفوه، فلعله إنما كان سمع ما صحَّ عن مجاهد من تفسيره «ناظرة» في الآية بقوله:«تنتظر الثواب» ، فلما سمع الوجه الآخر استنكره من جهة كونه تفسيرًا للآية، لا من جهة إنكار الرؤية.
(1)
بشار بن قيراط يأتي في ترجمة أبي زرعة عبيدالله بن عبد الكريم. [المؤلف].
(2)
ترجمته في «التهذيب» : (1/ 450 - 451).