الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن سحْنون قال: كان ابنُ وهبٍ قد قسم دهرَه أثلاثًا: ثلثًا في الرِّباط، وثلثًا يعلِّم الناس، وثلثًا في الحجّ. قيل: حجَّ ستًّا وثلاثين حجَّة (1).
وكان مالك يكتب إليه: إلى عبد الله مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مع غيره. وذكر هو وابنُ القاسم عند مالك، فقال: ابن القاسم فقيه، وابن وهب عالم (2).
وقال أبو الطّاهر: جاء نعيُّ ابنِ وهب ونحن في مجلس ابن عُيَينة، فقال: إنا لِلّه وإنّا إليه راجعون، أُصيب المُسلمون به عامّة، وأصبتُ به خاصّة (3).
وقال النسائي: ابنُ وهبٍ ثقة، ما أعلمُه روى عن ثقةٍ حديثًا منكرًا (4).
مات في شعبان سنةَ سبعٍ وتسعين ومئة. رحمهُ اللهُ تعالى.
265 - وَكيع بن الجرَّاح *
(ع)
ابن مَليح، الإمام الحافظ الثَّبت، محدِّث العراق، أبو سفيان الرُّؤاسيُّ الكوفي، ورُؤاس: بطنٌ من قيس عيلان.
(1) سير أعلام النبلاء: 9/ 226.
(2)
وفيات الأعيان: 3/ 36.
(3)
ترتيب المدارك: 2/ 432.
(4)
وقال في موضع آخر: كان يتساهل في الأخذ، ولا بأس به. انظر "تهذيب التهذيب": 6/ 74.
* تاريخ ابن معين: 2/ 630، طبقات ابن سعد: 6/ 394، تاريخ خليفة: 467، تاريخ البخاري الكبير: 8/ 179، التاريخ الصغير: 2/ 281، ثقات العجلي: ص 464، =
ولد سنةَ تسعٍ وعشرين ومئة.
وسمع: هشام بن عُروة، والأعمش، وإسماعيلَ بنَ أبي خالد، وابنَ عَوْن، وابن جُريج، وسفيان، والأوزاعي، وخلقًا.
وعنه: ابنُ المبارك مع تقدُّمه، وأحمد، وابن المديني، وابن مَعين، وإسحاق، وزهير، وابنا أبي شَيبة، وأبو كُريب، وعبد اللَّه بن هاشم، وعلي بنُ حَرْب، وإبراهيم بنُ عبد اللَّه القصّار، وخلائق.
وكان أبوه (1) على بيت المال.
= المعارف: ص 507، المعرفة والتاريخ: 1/ 175 وغيرها، تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1/ 303، 462 وغيرها، الجرح والتعديل: 1/ 219 و 9/ 37، مشاهير علماء الأمصار: ت 1374، فهرست النديم: ص 283، حلية الأولياء: 8/ 368، تاريخ بغداد: 13/ 466، طبقات الحنابلة: 1/ 391، أنساب السمعاني: 6/ 174، اللباب: 2/ 40، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 144، تهذيب الكمال: ورقة 1467، سير أعلام النبلاء: 9/ 140 - 168، تذهيب التهذيب: 4/ 31، العبر: 1/ 324، تذكرة الحفاظ: 1/ 306، الكاشف: 3/ 208، دول الإسلام: 1/ 124، ميزان الاعتدال: 4/ 335، الجواهر المضية: 8/ 202 (طبعة الهند)، شرح العلل: 1/ 200، تهذيب التهذيب: 11/ 123، النجوم الزاهرة: 2/ 153، طبقات الحفاظ: ص 127، خلاصة تذهيب الكمال: ص 415، طبقات المفسرين: 2/ 357، مفتاح السعادة: 2/ 117، شذرات الذهب: 1/ 349، هدية العارفين: 2/ 500، الرسالة المستطرفة: ص 40، تاريخ التراث العربي: 1/ 140.
(1)
هو الجراح بن مليح، كان على بيت المال بمدينة السلام في دولة الرشيد، وكان على دار الضرب بالري، وكان من أصحاب الحديث، وثقه أبو داود وابن معين، وضعفه غيرهما، توفي سنة خمس -أو ست- وسبعين ومئة. انظر "سير أعلام النبلاء": 9/ 168 - 169.
وأراد الرَّشيد أن يُولي وكيعًا قضاء الكوفة فامتَنَع (1).
قال يحيى بنُ يمان: لما مات سفيانُ جلس وكيعٌ موضعَه (2).
وقال القَعْنبي: كنّا عند حمّاد بن زيد، فلمّا خرج وكيعٌ قالوا: هذا راوية سُفيان، فقال: هذا - إن شئتم - أرجحُ من سفيان (3).
وعن يحيى بن أيّوب المَقَابري قال: ورثَ وكيعٌ من أمِّهِ مئةَ ألفِ درهم (4).
وقال يحيى بنُ أكثم: صحبتُ وكيعًا في السَّفَر والحَضَر، فكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآنَ كل ليلَة (5).
وقال ابنُ مَعين: وكيعٌ في زمانه كالأوزاعي في زمانه (6).
وقال أحمد: ما رأيتُ أوعى للعلم، ولا أحفظَ من وكيع (7).
وقال يحيى (8): ما رأيتُ أفضلَ منه، يقوم الليل، ويسردُ الصوم، ويُفتي بقول أبي حَنيفة، وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضًا.
(1) تاريخ بغداد: 13/ 467.
(2)
تاريخ بغداد: 13/ 469.
(3)
المصدر السابق.
(4)
المصدر السابق.
(5)
تاريخ بغداد: 13/ 470.
(6)
تاريخ بغداد: 13/ 474.
(7)
المصدر السابق.
(8)
يعني ابن معين، والخبر في "تاريخ بغداد" 13/ 470 - 471.
وقال ابنُ المبارك: رجل المصريِّين اليوم ابنُ الجرّاح (1).
وقال مروان الطَّاطَري: ما رأيتُ أخشعَ من وكيع (2).
وقال سعيد بنُ منصور: قدم وكيع مكَّة، وكان سمينًا، فقال له الفُضيل بن عِياض: ما هذا السِّمَن، وأنت راهب العراق؟ قال: هذا مِن فرحي بالإسلام. فأُفحمَه (3).
وقال ابنُ عمّار: ما كان بالكوفة في زمان وكيعُ أفقهُ ولا أعلمُ بالحديث منه (4).
وقال أبو داود: ما رُئيَ لوكيعٍ كتابٌ قطّ (5).
وقال أحمد بن حنبل: ما رأتْ عيني مثلَ وكيع قطّ، يحفظُ الحديث [جيدًا] ويذاكرُ بالفقه فيُحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلَّم في أحد (6).
وقال يحيى بنُ يمان: إنَّ لهذا الحديثِ رجالًا خلقَهُمُ اللهُ عز وجل يوم خلق السَّمواتِ والأرض، وإنَّ وكيعًا منهم (7).
(1) تاريخ بغداد: 13/ 476.
(2)
تهذيب الكمال: ورقة 1470.
(3)
المصدر السابق.
(4)
تاريخ بغداد: 13/ 475.
(5)
المصدر السابق.
(6)
تاريخ بغداد: 13/ 474، والزيادة منه.
(7)
الجرح والتعديل: 1/ 222.
وقال ابنُ مَعين: مَنْ فضَّل عبد الرحمن على وكيعٍ فعليه كذا وكذا، ولَعَن (1).
وقال أبو حاتم: وكيعٌ أحفظُ من ابنِ المبارك (2).
وقال أحمد: عليكم بمصنَّفات وكيع (3).
وقال ابن المديني: كان وكيعٌ يلحَن، ولو حدَّثت عنه بألفاظه لكانت عجبًا، يقول: عن عَيشة (4).
ومناقب وكيع كثيرة، وترجمته طويلة في "تاريخ دمشق"، و"تاريخ بغداد".
توفي بفَيْد (5) راجعًا من الحجِّ سنةَ سبعٍ وتسعين ومئة، يوم عاشوراء. رحمة الله تعالى.
(1) يعني أنه قال: فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. والخبر في "تاريخه" 2/ 359 ضمن ترجمة عبد الرحمن بن مهدي، و"سير أعلام النبلاء" 9/ 152 وقال الذهبي معلقًا عليه:"قلت: هذا كلام رديء! فغفر الله ليحيى، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن، وبكل حال هما إمامان نظيران".
(2)
الجرح والتعديل: 1/ 221.
(3)
تاريخ بغداد: 13/ 476.
(4)
سير أعلام النبلاء: 9/ 154 - 155.
(5)
بالفتح ثم السكون وآخرها دال مهملة. بليدة في نصف طريق الحاج من الكوفة إلى مكة. "معجم البلدان" 4/ 282.