الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
الفصل الثاني" في الناسخ والمنسوخ
وفيه مسائل
"
المسألة الأولى
"
يجوز نسخ الكتاب بالكتاب عند الأكثرين، لما سبق على أبي مسلم الأصفهاني.
ويجوز نسخ السنة المتواترة بمثلها، والأحاد بمثلها وبالكتاب وبالسنة المتواترة وفاقاً.
وأما نسخهما بالأحاد فجائز عقلًا غير واقع سمعاً، خلافاً لبعض أهل الظاهر.
لنا: رد الصحابة خبر الواحد الرافع لحكم الكتاب والسنة. قال عمر: (لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة، لا نعلم أصدقت أم كذبت)(1) وهذا ضعيف لا يدل على ردهم كل خبر ناسخ.
احتجوا (2) بوجوه:
أ- القياس على التخصيص بجامع دفع الضرر المظنون.
ب- القياس على سائر الأدلة في تقديم (3) المتأخر على المتقدم.
(1) تقدم تخريج الحديث في صفحة 1/ 392 من هذا الكتاب.
(2)
هذه حجج بعض أهل الظاهر القائلين بجواز نسخ الكتاب والمتواتر بالأحاد.
(3)
في "هـ" تقدم.
جـ - قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} (1) نسخ بنهيه عليه السلام: "عن أكل كل ذي ناب من السباع"(2).
د - قوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} (3). نسخ بقوله عليه السلام: "لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها"(4).
هـ- آية الوصية للوالدين والأقربين نسخت بقوله عليه السلام: "ألا لا وصية لوارث"(5).
و- أهل قباء قبلوا نسخ القبلة (6) بخبر الواحد، ولم ينكر عليهم الرسول عليه السلام.
ز- أنه عليه السلام كان ينفذ آحاد الولاة الى الأطراف ويبلغون الناسخ والمنسوخ.
(1)[الأنعام: 145].
(2)
متفق عليه (فتح الباري 9/ 657).
(3)
[النساء: 24].
(4)
تقدم تخريج الحديث في صفحة 1/ 391 من هذا الكتاب.
(5)
أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه والدارقطني وابن جبرير، من طرق لا تخلو من مقال.
ترجم به البخاري، دلالة على أنه لم يصح على شرطه. قال الترمذي حديث حسن. وذهب الشافعي في الأم: إلى أن الحديث متواتر المتن، ونازعه في ذلك الفخر الرازي، ولفظ الحديث:"إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث". فتح الباري 5/ 372.
(6)
عن عبد الله بن عمر: بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آتٍ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها وكانت وجوههم الى الشام فاستداروا الى الكعبة. أخرجه البخاري في باب ما جاء في القبلة 1/ 58، ومسلم في المساجد في باب تحويل القبلة 1/ 200.
وروى البخاري ومسلم عن البراء بن عازب قال: صليت مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً حتى نزلت: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} . فنزلت بعدما صلى النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق رجل من القوم، فمر بناس من الأنصار وهم يصلون، فحدثهم بالحديث فولوا وجوههم قبل البيت، (نصب الراية 1/ 305).