الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
د (1) - أن أدلة الإجماع كما لا تُثبت لا تنفي.
هـ- أنَّه لا يبعد تخصيص أهل بلدة بالعصمة كتخصيص أهل زمانٍ بها.
و- أنَّه قياس طردي في مقابلة النص.
"
المسألة الرابعة
"
إجماع العترة ليس بحجة خلافًا للزيدية والإمامية.
لنا: أن علياً خالف الصحابة كثيرًا، ولم يقل لأحدٍ: إن قولي حجة.
احتجوا بوجوه:
أ - قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} (2).
الآية والخطأ (3) رجس.
ب- قوله عليه السلام: "إنِّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي"(4).
جـ- أنهم مهبط الوحي والنبي منهم وفيهم والخطأ عليهم أبعد.
والجواب عن:
أ - أنَّه أراد أزواجه لسياق الآية. وسياقها والتذكير لا ينفي إرادتهن، بل حصرها فيهن وما روي أنَّه عليه السلام لما نزلت الآية لف كساء على
(1) هذا هو الجواب الأول عن أوجه المعارضة الثلاث و (هـ) عن الثَّاني و (و) عن الثالث.
(2)
[الأحزاب: 33].
(3)
في "أ، ب" والرجس خطأ.
(4)
رواه أحمد والطبراني عن زيد بن ثابت ورمز له السيوطي بالصحة. ووهم ابن الجوزي في جعله في الموضوعات. ورواه أيضاً أبو يعلى بسندٍ لا بأس به. ورواه التِّرمذيُّ عن زيد بن أرقم ولفظ أحمد: إنِّي تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وأنهما لم يفترقا حتَّى يردا على الحوض. وفي التِّرمذيُّ زيادة: فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
انظر: فيض القدير 3/ 14، الفتح الكبير 1/ 451.
علي (1) وفاطمة (2) والحسن (3) والحسين (4). وقال عليه السلام هؤلاء أهل بيتي. معارض بما روي أن أم سلمة قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألست من أهل البيت؟ فقال: "بلى إن شاء الله"(5).
فإن قلتَ: ظاهره يدل على حصر إرادة إزالة الرجس في أهل البيت وهو غير مراد فيحمل على زوال الرجس حملاً (6) للسبب على
(1) سقط من (أ، ب، هـ)"على".
(2)
هي فاطمة الزهراء بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام. كانت تكنى: "أم أبيها"، أمها خديجة بنت خويلد الأسدية وهي صغرى بناته. وُلدت فاطمة والكعبة تبنى والنبي عمره خمسة وثلاثون عامًا. وتزوجها علي في المحرم من السنة الثَّانية للهجرة بعد زواج عائشة بأربعة أشهر، وأمهرها علي درعه الخطمية. انقطع نسل رسول الله إلا منها فولدت لعلي (الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب) ولم يتزوج عليها حتَّى ماتت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر على الراجح. ورد في السنة من مناقبها الكثير فهي خير نساء العالمين إلا مريم ابنة عمران. الإصابة 8/ 160، الاستيعاب 1898.
(3)
هو الحسن بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدُّنيا. ولد في نصف رمضان من السنة الثالثة من الهجرة. كان أشبه النَّاس برسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى البُخاريّ عن أسامة بن زيد أن رسول الله كان يجلسني والحسن بن علي فيقول:"اللَّهم إنِّي أحبهما فأحبهما" وأخرج مسلم عن حذيفة: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنَّة. وأخرج البُخاريّ من حديث أبي بكرة أنَّه سمع الرسول يقول: "إن إبني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" تنازل لمعاوية عن الخلافة فحقن دماء المسلمين. قيل: إنه مات مسموماً بالمدينة، ودفن بالبقيع سنة 49 هـ (الإصابة 2/ 12، الاستيعاب 383).
(4)
هو الحسين بن علي بن أبي طالب يكنى أبا عبد الله، ولد في الخامس من شعبان من السنة الرابعة وعقَّ عنه الرسول صلى الله عليه وسلم. روى عنه مصعب بن الزُّبير أنَّه حج خمساً وعشرين حجة. لم يبايع يزيد. خرج للكوفة بناء على مراسلتهم له فخذلوه، فقتله عبيد الله بن زياد في كربلاء في العاشر من محرم سنة إحدى وستين، وقتل معه ستةَ عشرَ رجلًا من آل بيته الطاهرين، وكان عمره 58 سنة، وقيل حمل رأسه إلى يزيد بالشام. الاستيعاب لابن عبد البر 392، الإصابة 2/ 140.
(5)
حديث الكساء أخرجه أحمد والترمذي وصححه والحاكم وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقيّ وغيرهم، من حديث أم سلمة وغيرها. وفي بعض طرقه قالت أم سلمة. قلت: يا رسول الله، وأنا من أهلك. قال: وأنت من أهلي، ورجح الشوكاني وغيره أن أهل بيته (علي وفاطمة والحسن والحسين وزوجاته) جمعاً بين الأدلة. انظر فتح القدير للشوكاني 4/ 280.
(6)
في "أ"(حمالاً) بدل (حملًا).