الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب (1) - إنه إنما يقال ذلك لأنه إنما أوجد ما لو علمه لتألم قلبه.
ب- أن المراد نفي المضرة في الدنيا. إذا عرفت هذا فالمعتمد في تحريم الضرر (2) قوله عليه السلام: "لا ضرر ولا إضرار في الِإسلام"(3) وتمامه سؤالاً وجواباً في الخلاف.
"
المسألة الثالثة
"
استصحاب الحال (4) حجة. وهو قول المزني وأبي بكر الصيرفي خلافاً للحنفية والمتكلمين.
لنا: أن العلم بتحقق أمرٍ في الحال يقتضي ظن بقائه، لأن الحادث مفتقر إلى المؤثر وفاقاً والباقي مستغنى عنه. وإلَاّ فأثره إن كان موجوداً لزم تحصيل الحاصل، بمعنى أن (5) الحاصل قيل يصدق عليه أنه حصل الآن، وإلًا لزم كونه مؤثراً في الحادث والمستغني عن المؤثر راجح، لأنه يجب كون الوجود أولى به وإلَاّ افتقر إلى المؤثر والمفتقر (6) ليس كذلك، وإلَاّ لم يكن مفتقراً (7)، ولأن عدم المستغني لمانع وعدم المفتفر له ولعدم المقتضي وما يعدم بطريقٍ واحدٍ راجح الوجود والعمل بالظن واجب.
فإن قيل: إن عنيتم باستغناء الباقي عن المؤثرات فناء بقائه عنه بطل (8)
(1) هذا الجواب موجه للاعتراض الثاني: وهو أن خرق الثوب الذي لا يشعر به صاحبه يسمى ضرراً، ولكنه لعدم شعوره به لا يتألم، ولذا لا يصح تعريف الضرر بتألم القلب لعدم حدوثه في هذه الصورة، وجوابه أن المراد بأنه لو شعر به لحدث تألم القلب فهو من إطلاق السبب على المسبب.
(2)
سقط من "د" من قوله الضرر إلى وتمامه سؤالاً وجواباً.
(3)
تقدم تخريج الحديث في هامش صفحة (2/ 196) من هذا الكتاب.
(4)
عرفه الجرجاني بأنه: إبقاء ما كان على ما كان عليه لانعدام المغيِّر، التعريفات صفحة 17.
(5)
في "ب، جـ، د" إنما صدق عليه أنه حاصل قيل يصدق عليه.
(6)
في (د)(والمتفرق) بدل (المفتقر).
(7)
في "د"(متفرقاً) بدل (مفتقراً).
(8)
في "ب، د" لزم استغناء الحادث عن المؤثر لأنه لم يكن وفي "جـ، هـ" بطل عدم استغناء الحادث عن المؤثر، والعبارات الثلاث بمعنى واحد وعبارة المحصول 2/ 3/ 151 (فهو مناقض لقولكم الحادث مفتقر إلى المؤثر) وأقربها للمحصول عبارة "أ".
افتقار الحادث إلى المؤثر، لأنه لم يكن حال حدوثه ثم وجد بعده فهو حادث، وإن عنيت به غيره فبيَّن.
ثم يقول: أثر المبقي هو البقاء وهو الحصول في زمان بعد حصوله قبله وأنه حادث.
قوله يلزم أن يكون مؤثراً في الحادث لا في الباقي (1)، قلنا: بعد تحقق المعنى لا تضرنا العبارة ثم الباقي ممكن، إذ الإمكان من لوازم الماهية الممكنة وهو المحوج إلى المؤثر، لأن الحدوث كيفية الوجود فيتأخر عن الوجود المتأخر عن تأثير المؤثر فيه المتأخر عن الاحتياج إلى المؤثر المتأخر عن علته. فلو كان الحدوث علة أو جزءاً أو شرطاً لزمِ الدور، ثم إن عنيتَ بأولوية الوجود امتناع العلم فهو باطل جزماً، وإن عنيت به أمراً متوسطاً بين الإمكان والضرورة فهو باطل، لأن تلك الأولويَّة إذا صح معها الوجود والعدم فترجح أحدهما على الآخر إن لم يتوقف على شيء آخر ترجح الممكن لا لمرجح وإن توقف لم تكن تلك الأولوية كافية (2) في الرجحان.
ثم لا نسلم أن تعدد طرق العلم يوجب رجحان الوجود، ثم نعارضه بأن الحصول في الزمان الثاني حادث والبقاء (3) يتوقف عليه فامتنع رجحان الباقي على الحادث، ثم نقول لا نعرف رجحان الوجود ما لم نعرف البقاء.
فالاستدلال برجحان الوجود على البقاء دور، ثم ما ذكرتم معارض بالتسوية بين الوقتين في الحكم، لاشتراكهما في العلة قياس وبدونه تسوية بلا دليل.
والجواب عن:
أ- أن الذات الحاصلة في الزمانين واحدة، فإن حصل معها في الزمان الثاني ما لم يكن معها في الأول، كان الباقي هو الذات لا المتجدد فلا يقدح افتقار المتجدد إلى المؤثر في استغناء الباقي عنه، وإن لم يحصل معها ذلك لم يكن كونه باقياً حادثاً.
(1) في "أ، جـ"(النافي) بدل (الباقي).
(2)
في "د"(كان) بدل (كافية).
(3)
في "ب، د"(الباقي) بدل (البقاء).
ب- أن البقاء لو كان زائداً على الذات وكان باقياً (1)، لزم التسلسل ولو كان حادثاً كان تأثير المؤثر في الحادث لا في الباقي.
جـ- أن شرط الافتقار كونه بحيث لو وقع بالمؤثر لكان حادثاً، وهذه الحيثية سابقة.
د- أن ترجح أحد المتساويين بلا مرجح، إنما يمتنع بشرط الحدوث.
هـ- أن عدم الحادث أكثر من عدم الباقي، لأنه يصدق على ما لا نهاية له أنه لم يحدث، وعدم الباقي متوقف على الوجود المتناهي والكثرة توجب الظن وهذا يمكن التمسك به ابتداء.
و- أن البقاء ليس أمراً زائداً، سلمنا لكن الحادث (2) مرجوح من حيث الوجود وكون حصول الوجود في الزمان الأول، والباقي مرجوح من حيث حصول الوجود في الزمان الثاني.
ز- أنا نعرف رجحان الوجود في الزمان الثاني بمجرد العلم بوجوده في الحال.
ح- أن التسوية بينهما لما ذكرنا من الدليل.
واعلم أن الاستصحاب ضروري في أصل الشرع لتوقف إثبات النبوة على خرق العادة التي معناها: أن العلم بوقوع شيء على وجهٍ في الحال يقتضي ظن (3) أنه لو وقع لوقع على ذلك الوجه، وفي فروعه لتوقفها على عدم النسخِ الموقوف على الاستصحاب دفعاً للتسلسل، ولاتفاق الفقهاء على أنه (4) من تيَقن شيئاً وشك في عدمه أخذ باليقين، وفي العرف فإن من ترك
عياله في داره (5) على حالة ترجح عنده بقاؤهم عليها بل أكثر مصالح العالم مبنية (6) عليه.
(1) سقط من "هـ" وكان باقياً.
(2)
يوجد في "أ، هـ" حدوث الحادث وعدم وجودها هو الصحيح، لأنها غير موجودة.
(3)
سقط من "أ" ظن.
(4)
في "هـ"(متى) بدل (من) والصواب (من) لأن شيئاً وردت منصوبة وإن كان المعنى واحداً.
(5)
سقط من "جـ" في داره.
(6)
في جميع النسخ مبني والصواب مبنية لأن الضمير راجح للمصالح.