الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب- قوله تعالى: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} (1). يقتضي أمر الأولين بكلِّ معروفٍ فما لم يؤمروا به لا يكون معروفاً بل منكرًا.
جـ- لو صح الجديد لما ذهل الأولون عنه.
والجواب عن:
أ- أن ما لم يتعرض له المؤمنون نفياً وإثباتاً لا يقال فيه اتباع لغير سبيلهم كيف؟ والحكم بفساد الجديد ليس سبيلاً لهم فكان باطلاً.
ب- أنَّه قوله: {وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} يقتضي نهيهم عن كل منكرٍ. فما لم ينهون عنه لا يكون منكرًا بل معروفاً.
جـ- أن الواحد يغني عن غيره فلم يطلبوه (2).
"
المسألة الثالثة
"
قال مالك: إجماع أهل المدينة، حجة خلافًا للباقين.
له: قوله عليه السلام: "إن المدينة لتنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد"(3). وإنَّما ينتفي أصل الخبث بانتفاء كل أفراده، فانتفى (4) الخطأ فإنَّه خبث.
فإن قيل: ظاهره يقتضي أن من خرج منها كان خبثاً وهو باطل. إذ خرج منها علي وعبد الله (5) بل قيل: ثلاثمائة ونيف من الصّحابة، انتقلوا منها
(1)[آل عمران: 110].
(2)
سقط من "أ، جـ" فلم يطلبوه.
(3)
جزء من حديث أخرجه البُخاريّ في قصة أعرابي بايع الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، ثم مرض ثم طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم إقالة البيعة ثلاثًا، وكان الرسول يرفض. ثم ترك المدينة وخرج فقال صلى الله عليه وسلم:"إنَّما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصح طيبها" ونظيره قول الرسول فيمن رجع في غزوة أحد: "وأنها تنفي الرجال كما تنفي النَّار خبث الحديد" أخرج الأخير مسلم والترمذي والنَّسائيُّ. وورد بألفاظ أخرى عند البُخاريّ ومسلم. (فتح الباري 4/ 96، 13/ 303).
(4)
في "أ" فانتفاء.
(5)
أي ابن مسعود.
إلى العراق أمثل ممن بقي كأبي هريرة (1). ثم هو محمول على من كره المقام بها إذ كراهة ذلك مع جوار الرسول عليه السلام ومسجده، وما ورد من الثناء على المقيم بها (2) يدل على ضعف الدين. ثم هو (3) مخصوص بزمان الرسول عليه السلام والمراد الكفار.
ثم إنه معارض بوجوه:
أ- أدلة (4) الإجماع لا تفضل بين بلدةٍ وبلدة.
ب- المكان لا يؤثر في كون القول حجة.
جـ- قولهم لو كان (5) حجةً فيها، لكان حجةً إذا خرجوا منها، كقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
والجواب عن:
أ (6) - أن ظاهره أن ما هو خبث يخرج منها لا ما ذكرتم.
ب- جـ (7) - أن التّقييد والتخصيص خلاف الأصل.
(1) أبو هريرة الدوسي: اختلف في اسمه واسم أبيه على نحو من أربعين قولاً. قال النووي أصحها أنَّه عبد الرحمن بن صخر. وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس أو عبد عمرو. كناه الرسول بأبي هريرة، لأنَّه حمل هرة في كمه. أسلم عام خيبر وشهدها. ثم لزم الرسول عليه الصلاة والسلام رغبة في العلم فكان يدور مع الرسول عليه الصلاة والسلام حيث دار. وكان من أحفظ أصحاب رسول الله وقد شهد له الرسول بالحرص على العلم، وقال لرسول الله إني سمعت منك حديثاً كثيرًا وأنا أخشى أن أنسى. فقال: ابسط رداءك. قال فبسطته فغرف بيديه فيه. ثم قال: ضمه إليك. فضممته فما نسيت شيئاً بعده. قال البُخاريّ روى عن أبي هريرة أكثر من 800 صحابي وتابعي ولاه عمر على البحرين ثم عزله. توفي بالمدينة سنة 57 هـ.
ولتخرس الألسنة التي تمتد لهذا الصحابي الجليل بالغمز واللمز، الاستيعاب 1768، الإصابة 7/ 199.
(2)
سقط من (ب، د) ومسجده وما ورد من الثّناء على المقيم بها.
(3)
سقط من (ب، د) ثم هو مخصوص بزمان الرسول عليه السلام.
(4)
سقط من "هـ" أدلة.
(5)
في (أ)(لو كان قوله) بدل (قولهم لو كان).
(6)
هذا جواب عن قوله: فإن قيل ظاهره أن من خرج منها كان خبيثاً، وهو باطل لخروج كثير من الصّحابة.
(7)
هذا جواب عن قوله: وأنه مخصوص بزمان الرسول وأنه خاص بالكفار.