المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رابعا: قال الدكتور/ عبد العزيز مصطفى -وفقه الله تعالى-:"جهاد الكفار -أيا كانوا، وأينما كانوا، وفي أي زمان كانوا- واجب بالشرع المحكم غير المنسوخ - فقه أشراط الساعة

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأول

- ‌الفصل الأولفي التحذير من التعالم الكاذب، والولع بالغرائب

- ‌الفصل الثانيمَن المُجتهد الذي يؤجر على اجتهاده وإن أخطأ

- ‌الفصل الثالثفي معنى "أشراط الساعة

- ‌الْفَصْل الرَّابعُثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌ أولًا: تحقيق ركن من أركان الإيمان الستة، وهو الإيمان باليوم الآخر

- ‌ثانيًا: إشباع الرغبة الفطريه (2) في الإنسان

- ‌ثَالِثًا: أن الإخبار عن الغيوب المستقبلة -باعتبار ما فيها من خرقٍ للعادة- من أهم دلائل النبوة

- ‌رَابِعًا: تَعَلُّمُ الكيفية الصحيحة التي دَلَّنَا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كي نتعامل بها مع بعض الأحداث المقبلة

- ‌خامسًا: فتح باب الأمل، والاستبشار بحسن العاقبة لأهل الإيمان

- ‌سادسًا: قد تمرُّ بالمسلمين وقائع في مقبل الأيام تحتاج إلى بيان الحكم الشرعي فيها

- ‌لَا يَعْلَمُ مَتَى السَّاعَةُ إِلَّا الله وَحْدَهُ

- ‌الْحِكْمَةُ في تَقْدِيمِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَدِلَالَةِ النَّاسِ عَلَيهَا

- ‌الْفَصْل الخَامِسسُوءُ فَهْمِ الْعَوَامِّ لَا يُسَوِّغُ إِنْكَارَ النصوص وتَأوِيلَهَا

- ‌ الأدلة الواضحة على أن التصديق بأشراط الساعة ينبغي أن يكون حافزًا للعمل والاجتهاد:

- ‌تَنْبِيهٌلا شك أنه كلما تقدم الزمن فإنا نصير أقربَ إلى الأشراط التي لَمَّا تقع

- ‌ على المؤمن أن يميز بين ما يَعْنيْه، وما لا يَعْنيْه

- ‌الْفَصْلُ السَّادِسُأَسْبَابُ ظَاهِرَةِ الْعَبَثِ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌السَّبَبُ الْأَوَّلُ:

- ‌السبب الثاني:

- ‌السبب الثَّالثُ

- ‌السَّبَبُ الرَّابع:

- ‌تنبيهينبغي التفريق بين "تقبل" و"تصديق" هذه الإسرائيليات بنوعيها، وبين "رصد" أفكار الخصم من باب "اعرف عدوك

- ‌الباب الثّانيمَجَالَاتُ الْعَبَثِ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌الفَصلُ الْأَوّلُعَبَثُهُم بِعَلَامَةِ خُرُوجِ المَهدِيِّ

- ‌ حتى المهدي "تايواني

- ‌الفَصلُ الثَّانيعَبَثُهم بِعَلَامةِ المْسِيح الدَّجَّالِ

- ‌السندباد المصري" محمد عيسى داود فقد جعل من سيرة الدجال المطولة بالأكاذيب سيرة شعبية

- ‌خرافة الأطباق الطائرة

- ‌إن ما سُمِّي بظاهرة الأطباق الطائرة، وشغل الناس رَدَحًا من الزمان؛ قد بان لنا الآن أنه لا يخرج عن كونه "سرابًا" أو "تكلفًا" أو "دجلًا سياسيًّا

- ‌الفَصْلُ الثالِثُاضْطرَابُهُمْ بِشَأْنِ "صَدَّام حُسَين

- ‌ مؤلف "هرمجدون" يقطع بأن صَدَّام حسين هو "السفياني

- ‌تنبيهان

- ‌الأول: اعلم -رحمك الله تعالى- أنه لم يصح شيء في أحاديث السفياني

- ‌الثاني: حول شخصية "القحطاني

- ‌الْفَصْل الرَّابِعُالرَّاجِمُونَ بِالْغَيبِ الْقَائِلُونَ مَا لَيسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ

- ‌الفصلُ الخامسُالتطبيع مَعَ التنجيم وَالمُنَجَمِينَ وَزَلْزَلَةُ ثَوَابِتِ الْعَقِيدَةِ

- ‌تلك أمانيهم

- ‌نوستراداموس وأحداث سبتمبر 2001م

- ‌كشف حقيقة التنجيم والمنجمين

- ‌الباب الثالثمَظَاهِرُ العَبَثِ بأَشرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌الفصل الأولسرد مجمل لبعض مظاهر الْعَبَثِ بِأَشرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌ يتخذ العبث بأشراط الساعة مظاهرَ عدةً، ويتجلى في عدة مجالات:

- ‌كل من حادَ عن "الوسطية" في هذه القضية إلى جفاء المنكرين، أو إلى غلو المثبتين؛ فقد تورط في جريمة القول على الله بغير علم، والعبث بأشراط الساعة

- ‌تكلف بعضهم اصطناع هذه الأشراط، وإيجادها في الواقع عَنْوة

- ‌أَيُّهَا الْعَابِثُونَ: بَشِّروا، وَلَا تُنَفِّرُوا

- ‌الْعُجْبُ وَالاغتِرَارُ بالظُّنُونِ

- ‌الفصل الثانيوقفة مع الدجال المصري

- ‌قل لي: من يصفق لكَ أقُلْ لك: من أنت

- ‌خدعوه فقالوا

- ‌انْعِدَامُ التّوْثِيقِ الْعِلْمِيِّ

- ‌يا نعايا "البحث العلمي"أقيموا عليه ماتما وعويلا

- ‌هوس المخطوطات

- ‌والجاهلون لأهل العلم أعداء

- ‌عَوْدٌ إلى خرافة المخطوطات

- ‌هذا الشبل من ذاك الأسد

- ‌مِنْ فَمِكَ اُدينُكَ

- ‌فائدة: "من أسند؛ فقد أحالَكَ

- ‌الفصل الثالثاسْتِدْلَالُ العابثين بِمَا لَا يَصْلُحُ دَلِيلًا

- ‌المطلب الأولالاسْتِدْلَالُ بِالأَحادِيثِ الضَّعيفَةِ وَالموضُوعَةِ

- ‌الحافظ نُعيم بن حماد، وكتابه "الفتن

- ‌ذِكرُ نُصوصِ بَعضِ أهْلِ الْعِلْمِ في حُكْمِرِوايَةِ الأحَاديثِ الضّعيفَةِ والموضُوعةِ

- ‌ لا أنه يدخل به في قوله صلى الله عليه وسلم: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً" المحدثون بأسرهم، بل لا يدخل في ظاهر هذا الخطاب إلا من أدى صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سقيمه

- ‌المطلب الثانيالاعتمادُ على مَرويَّات الرَّافضةِ، وغُلاةِ الصّوفيَّةِ

- ‌أولًا: مرويات الرافضة

- ‌نصوص أئمة الحديث على أن الكذب شعار الرافضة

- ‌من نصوص شيخ الإسلام في كشف كذب الرافضة

- ‌ثانيًا: اعتماد العابثين بأشراط الساعة على مرويات الرافضة، وغلاة الصوفية

- ‌المطلب الثالثالغُلُوُّ في تَقبُّلِ الإِسْرائيليَّاتِ

- ‌تَشْدِيدُ أَمِير الْمُومِيين عُمَرَ رضي الله عنه عَلَى مَنْ كَانَ يَكْتُبُ شَيْئًا مِنْ كُتُبِ الْيَهُودِ:

- ‌مَوْقِفُ الْحَافظ ابْنِ كَثِيرٍ مِنالْقِسْمِ الثَّالِثِ مِن الإِسْرَائيليَّاتِ

- ‌تعْليقُ الْعَلَّامَةِ أحْمَد شَاكِرعَلَى كَلام الحافِظِ ابْنِ كَثِيرٍ وَمَنْ وافَقَهُ

- ‌وقال علَّامة الشام "محمد جمال الدين القاسمي" -رحمه الله تعالى

- ‌ ظَاهِرَة (التَّطْبِيعِ) مَعَ الإِسْرَائِيليَّاتِ

- ‌ أحمد بن حنبل قوله: "ثلاثةُ كتب ليس لها أصول: (4) المغازي، والملاحم، والتفسير

- ‌المطلب الرابعحُرُوفُ أَبِي جَادٍ، وُالاستِدْلَالُ بِهَا عَلَى الُمُغَيَّبَاتِ

- ‌ كتاب الجفر، المنسوب كذبًا وبهتانًا إلى جعفر الصادق -رحمه الله تعالى

- ‌ ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على تعلم أبي جاد، وتعلم تفسيرها، لا يصح

- ‌أَصْلُ طَرِيقَةِ "حِسَابِ الْجُمَّلِ

- ‌الفصل الرابعتحديد عُمُر الدنيا

- ‌ الخوض في هذه القضية مما لا يترتب عليه عمل

- ‌تَعليقُ الْعُلَمَاءِ عَلَى كَلامِ السُّيُوطِيِّ رحمه الله

- ‌ذِكْرُ نُصُوص عنِ الْعُلمَاءِ الْمُتَقَدِّمينَ عَلَى السُّيُوطِيِّفي قَضِيَّةِ "تَحْدِيْدِ عُمرِ الدُّنْيَا

- ‌أَوَّلًا: الإمام أبو محمد علي بن حزم

- ‌ثَانيًا: الْقَاضِي عِيَاضٌ -رحمه الله تعالى

- ‌ثَالِثًا: الإِمَامُ القُرْطُبِي:

- ‌رَابِعًا: شيخ الإسلام ابن تيمية:

- ‌خَامِسًا: الإِمَامُ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ:

- ‌سَادِسًا: الحافظ ابن رجب الحنبلي:

- ‌سَابِعًا: الحافِظُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيُّ -رحمه الله تعالى

- ‌ثامنًا: العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني:

- ‌الباب الرابعضوابط التعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة

- ‌الضَّابِطُ الأول: لَا يُسْتَنْكَرُ تَوَقعُ حُصُولِ شَيْءٍمِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ بشُرُوط

- ‌ شُرُوطُ هَذَا الضَّابِطِ:

- ‌فَأَوَّلُهَا: أن تبقى هذه الأشراط في دائرة التوقع المظنون

- ‌وَثَانيهَا: أن يُراعَى الترتيبُ الزمني لتسلسل الأشراط

- ‌تنبيه:اعلم -رحمك الله تعالى- أن كون الشيء من أشراط الساعة لا يستلزم الحكم عليه بحكم تكليفي

- ‌وَثَالِثُهَا: أن لا يُؤَثِّرَ هذا الترقبُ سلبًا على أداء واجب الوقت، وتكاليف الشرع

- ‌فَائِدَة

- ‌الضَّابِطُ الثَّانِي: الانْتِبَاهُ إِلىَ النِّسْبِيَّةِ الزَّمَانيَّةِ عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى اقْتِرَاب السَّاعَةِ

- ‌كل ما هو آتِ قريبوالبعيد: ما ليس بآتِ

- ‌الضَّابِطُ الثَّالث: لا يمكِنُ إِسْقَاطُ النُّصُوصِ الَّتي يَطْرُقُهَاالِاحْتِمَالُ عَلَى وَاقع مُعَيَّن إِلَّا بَعْدَ وُقُوعِهَا وَاَنْقِضَائِهَا

- ‌الضَّابِطُ الرَّابع: "يتعين على من يتكلم على الأحاديث:أن يحمع طرقها، ثم يجمع ألفاظ المتون إذا صحَّت الطرق، وبشرحَها على أنه حديث واحد

- ‌أمثلة التطبيقية لهذا الضابط:

- ‌تنبيه خطير

- ‌الضَّابِطُ الخامِسُ: حصرُ مصادرِ التَّلقي فيما هو حجة شرعية، وإهدار ما عداه

- ‌الضابِطُ السَّادِسُ: ما أُشْكِلَ عَلَيْكَ؛ فَكِلْهُ إلى عَالِمِهِ

- ‌ الوضوح والإشكال في النصوص الشرعية أمر نسبي

- ‌ أَمْثِلَةً لِمَا يُشْكِلُ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ في بَابِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌1 - ذكر فتح القسطنطينية

- ‌2 - جفاف بحيرة طبرية

- ‌3 - ورد وصف الأسلحة التي تستعمل في حروب آخر الزمان

- ‌4 - عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ الْأَعْرَابُ إِذَا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَنَظَرَ إِلَى أَحْدَثِ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ، فَقَالَ: «إِنْ يَعِشْ هَ

- ‌الفصل الأول: مهدينا ليس مُنْتَظَرًا

- ‌لا نُعَطِّلُ السننَ، وَالْأسْبَابَ بِحُجَّةِ انْتِظَارِ المَهْدِيّ

- ‌مَهْدِيُّنا لَيس منْتَظَرًا

- ‌الفَصْلُ الثانيفي وُجُوبِ الْأَخْذِ بِالْأَسْبَابِ، وَعَدَمِ مُنَافَاةِ ذَلِكَ لِلتَّوَكُّلِ

- ‌الإفرَاطُ في الإِحسَاسِ بالعَجزِيَنشَاُ عَنهُ التَّفرِيط في إزَالهِ العَجزِ

- ‌ قال العلَّامَةُ المجدِّد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى-: "لا يجوز للمسلمين اليوم أن يتركوا العمل للإسلام، وإقامة دولته على وجه الأرض انتظارًا منهم لخروج المهدي

- ‌ثانيًا: الأستاذ الشيخ أبو الأعلى المودودي -رحمه الله تعالى

- ‌ثالثًا: الشيخ عبد الفتاح أبو غدة -رحمه الله تعالى

- ‌رابعًا: قال الدكتور/ عبد العزيز مصطفى -وفقه الله تعالى-:"جهاد الكفار -أيًّا كانوا، وأينما كانوا، وفي أي زمان كانوا- واجبٌ بالشرع المحكم غير المنسوخ

- ‌المَقالُ الخامس: فَارِسُ أَحْلَامِ الدَّعْوَةِللأستاذ/ عبد السلام البسيوني -وفقه الله تعالى

- ‌الْمقَالُ السادس: مِنْ سنَن الأنْبِياءٍ الأخْذُ بالأسبَاب المادِيةِقال الأستاذ/ محمد العبدة -حفظه الله تعالى

- ‌الفصل الثالثهل تعود الخلافة قبل ظهور المهدي

- ‌ كيف سيكون حال الأمة قبل ظهور المهدي

- ‌المسلَكُ الأَوَّلُ: ستزداد غُربَةُ الإسلام حتى يظهرَ المهدي

- ‌ قال الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي

- ‌ الشيخ عبد الله بن الصِّدِّيق

- ‌ذكر أجوبة العلماء عن حديث انس رضي الله عنه وما في معناه

- ‌أولًا: جواب الإمام ابن حبان -رحمه الله تعالى

- ‌ثانيًا: جواب الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى

- ‌ثالثًا: جواب العلامة ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى

- ‌الْمَسلَكُ الثانى: ستقوم -بإذن الله- خلافَةٍ على مِنهاج النبوة قبل ظهور المهدي، أو على الأقل ستنهض الأمة نهضةً شاملةً، ولا يبقى إلا ظهور القائد

- ‌لا بُدَّ من عودة الخلافة الراشدةواستعادة القدس قبل ظهور المهدي

- ‌وَعْدُ اللهِ -تَعَالى

- ‌ المهدي والمسيح عليه السلام سيتعاصران:

- ‌لا بد من قيام الخلافة قبل المهدي

الفصل: ‌رابعا: قال الدكتور/ عبد العزيز مصطفى -وفقه الله تعالى-:"جهاد الكفار -أيا كانوا، وأينما كانوا، وفي أي زمان كانوا- واجب بالشرع المحكم غير المنسوخ

فترك الجهد والعمل في نصرة الدين والإسلام جريمة، وترك دفع المبطلين والظالمين والكافرين الصائلين على المسلمين -بسبب هذا الاعتقاد الباطل- جريمة فوق جريمة ومصيبة عظيمة أصيب بها عقل المرضى بهذا الاعتقاد، ويجب الإسراع بعلاجهم وإنقاذهم من هذا الداء الوبيل" (1). اهـ.

‌رابعًا: قال الدكتور/ عبد العزيز مصطفى -وفقه الله تعالى-:

"جهاد الكفار -أيًّا كانوا، وأينما كانوا، وفي أي زمان كانوا- واجبٌ بالشرع المحكم غير المنسوخ

، وهذه حقيقة إسلامية ثابتة، وهذا الجهاد واجب بشروطه، وضوابطه، وأحكامه، وليس من هذه الشروط، أو الضوابط، أو الأحكام، أن يُؤَخَّرَ الجهادُ انتظارَا لتحول الغيب إلى شهادة، ما هكذا فَهِمَ المسلمون الأوائل، وما هكذا فعلوا، بل إنهم لما أُخْبِرُوا بأن الله -تعالى- سيكسر مُلك كسرى بسيوفهم؛ ما قبعوا في البيوت ينتظرون تحقق الخبر، ووقوع الأمر بلا مقدمات يبذلونها، وجهود يقدمونها، لا؛ بل أعدوا للأمر عُدَّتَهُ، وأخذوا للشأن أُهْبَتَهُ، حتى وقع النصر، وتطابق أمر الشرع مع أمر القدر.

وإن المسلمين الأوائل لما أُنْبِئُوا بأن اللهَ سيكسر مُلك قَيْصَرَ على أيديهم لم يناموا على الأسِرَّة منتظرين تحقق النبوءة، ووقوع المعجزة؛ بل شمَّروا عن ساعد الجد، وجردوا الحسام من الغِمْد، وانطلقوا في أرض الله يقاتلون باسم الله مَن كفر بالله، حتى سقطت مملكةُ قيصرَ، وتطابق المشروع مع المقدور، وهكذا كان الشأن في النبوءات الأخرى عن فتح مصر، والشام، والعراق، وحتى القسطنطينية، لم يقل السلطان

(1) مقدمة "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" ص (ذ، ر).

ص: 318

محمد الفاتح: "إن فتحها ليس وقته الآن"، بل قامت موجبات الجهاد الشرعية في عهده، فامتثل، وجاهد، وفتح، وانتصر، أما بعض مسلمي اليوم، فيقولون:"لا، إن جهاد اليهود لن يكون حتى يخرج الدجَّال"، ولعله هذا من جملة فِتَنِ الدجَّال في هذه الدنيا.

وانطلى هذا الكلام السخيفُ على قطاعات من الشباب المسلم، فألقوا عن كواهلهم تحمل أية مسئولية تجاه المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله؛ تماما كما انطلى على كثير منهم مِن قبلُ كلامٌ أسخفُ منه؛ مُؤَدَاهُ أن الدولةَ الإسلاميةَ والخلافةَ لن تقومَ حتى يخرجَ المهدي! وعجبا لمروجي هذا الكلام، ومردديه، كأنهم يقولون بلسان حالهم لليهود:"اشتدوا في عدائكم"، وللنصارى:"استمروا في طغيانكم"، وللمسلمين:"استمروا في تَشَتُّتِكُمْ، وتفرقكم، وتنازعكم، وغُثَائِيَّتِكُمْ، حتى يخرج المهدي إليكم"، ولا أدري: بأيَّة حُجَجِ وأدلة يقعون في هذه الزَّلة، متوهمين أن المهدي سيخرج إلى قوم قاعدين، أو سينصره أُناسٌ خاملون؟ " (1).

"لقد تبين لنا أن اليهودَ والنصارى ينطلقون من خلال نبوءاتهم التي دخلها كثير من التحريف إلى وضع تصورات عملية لما يمكن أن تدار على أساسه الصراعاتُ، وإلى بذل الوُسْعِ من أجل الوصول إلى أهدافٍ دينية تسَلُّطِيَّةٍ على العالم، ولم يمنعهم الاقتناع ذهنيًّا بهذه الأمور من الانصراف -أيضًا- إلى بناء الحضارة، وتوسيع العمران، وزيادة الإعداد والاستعداد للمستقبل، فماذا أقول؟! أأقول: إنهم يفهمون الروح المقصودة من التدين أكثر منا وهم على غير دين صحيح؟! أأقول: إنهم إلى

(1)"قبل أن يهدم الأقصى"، ص (276، 277).

ص: 319

جانب فهمهم للدنيا، وكيفية التعامل معها، يَفْهَمُونَ -وهم على ضلال- أن ما يجيء به الدين هو قضايا من صُلْبِ الحياة، وصميم الواقع؟! إن اليهود والنصارى بين أيديهم أخبارٌ غير موثوقة، وتفسيرات غير مأمونة، وعقائدُ مضطربةٌ تزيدها التأويلات اضطرابًا، واختلافاتٌ فيما بينهم في الأصول والفروع، يستحيلُ معها الجمع بين الأقوال، ومع كل ذلك فهم جعلوا هذه الأخبارَ، وتلك النبوءاتِ، منارًا يسيرون على ضوئه خلال أحقاب طويلة؛ ففي مسيرة اليهود خلال الألفي سنة الخالية لم تكن تدفعهم إلا نبوءاتُ العهدِ القديم، ولم تستحثَّ آمالَهم إلا أخبارُ الأنبياء السابقين، ولم تستنهض هممهم إلا أمانيُّ بعيدةٌ في العودة، والعلو، والسيطرة.

وفي المقابل نرى مِن بعض قومنا مَنْ إذا أخذ بأخبارٍ من الدين عن المستقبل فإنه يجعلها سدَّا أمام الحركة، وعائقًا في وجه التقدم، ويتخذ منها وسادة وثيرة ينام عليها، أو أريكة وطيئة يقتعدها" (1). اهـ.

إن مما يؤسف له أشد الأسف شيوع هذه "السلبية" بحجة انتظار خروج المهدي، مع أن أشد الناس سلبية -فيما مضى- طوَّروا مفاهيمهم تحت وطأة العقل والمصلحة والخوف من خطر الانقراض، وتحرروا من أسر السلبية والتخاذل، وترقب ما يمليه الأمر الواقع، فرأينا الرافضة يطورون مفهوم "الانتظار السلبي" لمهديهم المزعوم، ويخترع لهم الخميني مفهوم "ولاية الفقيه" ليُخرج الرافضة من "شرنقة" الانتظار السلبي لمهديهم الموهوم إلى التحرك الإيجابي وإقامة دولة قبل أن يخرج المهدي من السرداب، الأمر الذي كان مرفوضًا من قبل، ومن بعد أن

(1) السابق، ص (247، 248).

ص: 320

مرت قرون كانوا خلالها السَّندانَ، حولتهم "وِلاية الفقيه"(1) إلى مِطرقة مؤثرة فعالة، وَوَدعوا الانتظارَ السلبي المُمِلَّ.

وكذلك فعلت "الصِّهْيَوْنيَّةُ السياسية" التي طورت مفهوم الانتظار السلبي عند اليهود، بل تمردت عليه، وقفزت منه إلى العمل الإيجابي (2).

أما نحن -معشرَ المسلمينَ- فلسنا في حاجة إلى ابتداع منهج: ولا تعطوير مفهوم؛ لأن ديننا هو دين الحق، دين يُبغِض السلبية والسلبيين، ويكره القاعدين المتخاذلين، ويحث على الأخذ بالأسباب مع التوكل علىَ الملك الوهَّاب، ونحن في الحقيقة متخلفون عن ذروته السامية، وقمته السامقة، قال تعالى:{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)} [الأنبياء: 10].

وإذا كانت "الانتصارات" قد أسكرت أعداءنا، وفَتَنَتْهم بباطلهم؛ فإن "الانكسارات" ينبغي أن توقظنا من سباتنا، وتفعلَ بنا ما تافعله الأحجار إذا ألقيت في الماء الراكد.

إن الإيمان بالغيب هو أقوى حافز ودافع للعمل في عالم الشهادة، وقد رأينا ذلك ماثلًا في واقع خير أجيال البشرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن تبعهم بإحسان؛ حيث لم يتخذوا من إيمانهم بأشراط الساعة تُكَأَةً يقعدون عليها بحجة انتظار تحققها في المستقبل، أفلم يَأنِ لنا أن نقوم بدور "المطرقة"، ونودِّعَ دور "السَّنْدانِ"؟ سؤال ينتظر الإجابة في زمن "الانتظار".

(1) انظر: نقد فكرة "ولاية الفقيه" في "أصول مذهب الشيعة" للدكتور ناصر القفاري، (3/ 1405 - 1420)، و"نقد ولاية الفقيه" للشيخ محمد مال الله.

(2)

انظر: "خدعة هرمجدون" للمؤلف، نشر دار بلنسية -الرياض- 1424 هـ.

ص: 321