الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نوستراداموس وأحداث سبتمبر 2001م
نشرت مجلة "أون لاين" في العدد (14) نصف أكتوبر 2001 م مقالًا أنحت فيه باللائمة على وكالة "رويتر" للأنباء؛ لأنها التي نشرت شائعة تنبؤ "نوستراداموس" بأحداث 11 سبتمبر، ونسبت إلى "جون هوج" أحد المتخصصين في دراسة نبوءات "نوستراداموس" قوله:"يبدو أن صحافيي وكالة رويتر نسوا أبسط قواعد الصحافة المحترمة، ألا وهي التأكد من الحقائق قبل نشرها، الأمر الذي لم يفعله أحد"، وقد دعا الوكالة الشهيرة إلى الاعتذار عن خطئها، وتكذيب ذلك الخبر فورًا.
وذكرت المجلة أن طالبًا يُدعى "نيل مارشال" كان قد صمم موقعًا له على شبكة الإنترنت باسم "التحليل النقدي لنوستراداموس"، وقد نشر فيه عددًا من الرباعيات ونسبه إلى الفلكي الشهير، وحرص على أن يجعلها ذات لغة مراوغة ليسخر من فكرة التنبؤ بالمستقبل، ووصل إلى استنتاج أن نصوص "نوستراداموس" يمكنها أن تعني كل شيء، وقد لا تعني شيئًا على الإطلاق.
ويقول محرر موقع "الأساطير الحضارية" urban Lagends: " إن لغة نوستراداموس تجعل نصوصه قابلة للتفسير على أي وجه، يمكنك أن ترى فيها الحروب أو المآسي، أو الانتصارات، أو أي شيء تريد أنت رؤيته"(1).
(1) ومن أجل ذلك تكرر استغلالها دعائيا في الحرب النفسية: (ففي أوائل عام 1649 م قام خصوم الكاردينال "مازاران" بنشر طبعة من "قرون"؛ =
ثم تسخر مجلة Online من "نوستراداموس" وأشباهه، وتتساءل: لماذا يستخدم المنجمون دومًا تلك اللغة المراوغة؟ إذا كانوا بحق قادرين على كسر حاجز الزمن والإبحار عبر المستقبل؛ فلماذا لا يقولون لنا ما سيحدث بوضوح وصراحة دون أن "يوجعوا دماغنا"؟!
= وهو اسم كتاب "نوستراداموس" الذي ضمَّنه نبوءاته؟ بعد أن أضافوا إليها رباعيتين ضده، من أجل الحد سن نفوذه في البلاط الفرنسي.
- وفي عصر "نابليون" تم إضافة رباعيات زائفة أطلق عليها "نبوءات أوليفارس"، تبعتها:"تنبؤات أورفال"، ونُسِب كلاهما إلى "نوستراداموس".
- وخلال الحرب العالمية الثانية ظهر أكثر من خمس طبعات من كتاب "قرون"، وكان كل طرف يقتصر على ذكر ما يفيده، ويتجاهل سائر الرباعيات.
- بل استغل وزير الإعلام النازي "جوبلز" نبوءات "نوستراداموس" في الحرب الدعائية أثناء الحرب العالمية الثانية، إذ إنتقى منها بعض الرباعيات التي يمكن أن توحي بعظمة ألمانيا وحتمية انتصاراتها، وأثبتها في نشرة دعائية خاصة، ترجمت إلى الفرنسية، والإنكليزية، والهولندية، وكانت تلقيها الطائرات النازية على المدن الأوروبية التي كانت فزعة تترقب: ماذا سيفعل النازي بجيوشه الجرارة التي اجتاحت النمسا، وبدأت تتأهب لغزو سائر أوربا؟
قابلت المخابرات البريطانية الموقف بسخرية، سرعان ما تحولت إلى عكس ذلك حينما لاحظت التأثير السلبي لتلك المنشورات على الأوربيين، مصداق قول بعضهم:"إذا ما ضعفت النفس؟ استسلمت للخرافة"، وهنا حشدت المخابرات البريطانية كل ما يمكن جمعه من نبوءات "نوستراداموس" مما يمكن أن يفسر على أنه هزيمة لألمانيا في منشورات ترجمت إلى الألمانية لإحباط الشعب الألماني، ثم إلى الفرنسية والهولندية لرفع معنويات سائر الشعوب الأوروبية). اهـ. بتصرف من "روايات مصرية للجيب كوكتيل 2000" ص (73 - 114).