الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للمسيخ (1)؛ لأن هذا الكتاب بلا شك -وإن شاء الله- هو أول كتاب يعرض المسيخ عاريًا في كل شيء؛ في فكره، في تصوراته، في تحركاته، في أماكنه الخفية وعلاقاته" (2).
ويقول "سعيد أيوب" بعد ما ذكر بعض صفات والدَيْ الدجال: "وفي هذا إشارة إلى ضرورة رصد الدجَّال بالبحث وراءه في شهادة ميلاده، وشهادة توثيق زواج أمه من أبيه؛ لتحديد متى ولد بعد زواج أمه من أبيه"(3)!
أما "
السندباد المصري" محمد عيسى داود فقد جعل من سيرة الدجال المطولة بالأكاذيب سيرة شعبية
مثل سيرة عنترة بن شداد، وسيرة تغريبة بني هلال، فهو يزعم أن ميلاد المسيح الدجَّال "تم منذ أربعة قرون تقريبًا، وهو ميلاد عجيب؛ لأن النطفة التي تخلَّق منها شارك فيها
(1) وهو يصر على ترجيح تسميته بالمسيخ، كما في كتابه المذكور ص (12، 14)، مع كون هذا تصحيفا، انظر:"فتح الباري"(13/ 94)، حتى قال القاضي ابن العربي -رحمه الله تعالى-:"ضَلَّ قومٌ فرووه (المسيخ) بالخاء المعجمة، وشَدَّدَ بَعْضُهُم السين ليفرقوا بينه، وبين المسيح عيسى ابن مريم بزعمهم، وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما بقوله في الدجال: "مسيح الضلالة"؛ فدل على أن عيسى مسيح الهدى؛ فأراد هؤلاء تعظيم عيسى، فحرَّفوا الحديث ". اهـ. "فتح الباري"(13/ 94)، وأنظره أيضا:(2/ 318).
(2)
"احذروا"، ص (11).
(3)
وذلك بناء على رواية الترمذي، عن أبي بكرة مرفوعا:"يَمْكُثُ أَبُو الدَجَّالِ، وَأُمُّهُ ثَلَاثينَ عَاما لَا يُولَدُ لَهُمَا وَلَدٌ، ثُمَّ يُولَدُ لَهُمَا غُلَامٌ أَعْوَرُ، أَضَرُّ شَيء، وَأَقَلُّهُ مَنْفَعَةً"، والحديث في (ضعيف الترمذي)، (392) ص (253).
الشيطان، فهو مُهَجَّنٌ، أو خليط بين الإنس والشيطان، فهو من مواليد الحيض، أبوه أتى أمه في الحيض، وحدث الحمل الشيطاني، ويحتمل جدًّا أن يكون أباه (كذا!) ابن أمه، فهو في النهاية مولَّد عن زنًا خطير" (1). هـ.
ويقول أيضًا: "والمسيخ صديق شخصي لإبليس، والعكس صحيح، وهما الآن ملكان يجلسان على عرش واحد أحدهما مرئي، والآخر لا مرئي إلا لجنسه من الأبالسة والجن"(2).
وتأمل تخبطه في العبارة التالية:
"وربما -والله أعلم- يكون عمره يزيد على 1500 سنة، فهو الشبيه البشري بإبليس، أو هو النسخة البشرية من إبليس، ولو شبهنا إبليس بمادة، فالمسيخ الدخال هو القنينة، فما هو إلا جسد يؤدي مهمة المسيخ، وإن كنت أرجِّح أنه من مواليد القرن السابع عشر الميلادي، وعلى أقصى تقدير السادس عشر، والله تعالى أعلم "(3). اهـ.
نقول: {هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} الآية، [الأنعام: 148].
وهو يجزم بأن المسيح الدجال "من مواليد اليمن، فهم أذكى أجناس اليهود"(4)، ثم يضيف: "وربما -والله أعلم- يكون من مواليد سوريا،
(1)"احذروا" ص (16).
(2)
"ما قبل الدمار" ص (205، 206).
(3)
"احذروا" ص (21).
(4)
"نفسه".
لكنني أرجِّحُ أنه يمني المولد" (1)، غير أنه عاد في موضع آخر ليقول: "كذلك هداني الله عز وجل إلى أنه من مواليد الشام
…
وبالذات من السامرة بفلسطين، وكنت أحسبه -مجتهدًا في هذا الحسبان- من مواليد اليمن، لظني أنهم أذكى اليهود" (2)، وقال: إنه أورد في كتابه "الخيوط الخفية" معلومات عن بداية نشأة الدجال من مخطوطات شديدة الندرة، ثم قال: "وعليه: فإن صح ما أتيت به من معلومات عن نشأة المسيخ الدجَّال؛ فهذا يُلغي ما ذكرته في كتابي "احذروا المسيخ" من أنه من مواليد اليمن -وإن كان عاش في اليمن، ونهل من معين بعض علمائها- وقد حدست من قبل أنه من مواليد سوريا، لكنه من مواليد السامرة، وعلى أي حال كلتاهما بالشام" (3). اهـ.
ويستمر مسلسل الدجل والكذب، فيفتري قصة طويلة مملة عن نشأة الدجال وأسرته والقوم الذين نشأ فيهم، وكيف أن الله تعالى أمر جبريل الأمين أن يخسف بهم الأرض إلا طفلًا صغيرًا في قصر الحاكم -وهو الدجال- عليه أن يحمله إلى جزيرة في بحر كبير يسمى "بحر اليمن"(4).
ويحلق بنا "السندباد المصري" في آفاق الدجل والدجالين، فيدعي أن الدجال رحل إلى مصر بعد سنوات من حياته في "السامرة"، حيث الفراعنة يحكمون، وبدأ يتقرب إلى أحد كهنة مصر الكبار، ويُغريه
(1)"نفسه" ص (23) وحذار أن تسأل عن دليل أو توثيق؛ فإنما هو الحَدْسُ، والتخمين!
(2)
"ما قبل الدمار" ص (194).
(3)
"الخيوط الخفية" ص (11).
(4)
"نفسه" ص (32).
بمعسول الكلام المهذب أنه سيكون الخادم الأمين له، والابن المطيع على أن يعلمه الحكمة والعلم، ويقربه إلى الفرعون الحاكم (1).
ويدعي "السندباد المصري" أن الدجال هو السامري ذلك الرجل الكافر في عهد الرسول موسى عليه السلام، وطرده موسى عليه السلام من مصر فهو يخرج في آخر الزمن؛ لينتقم من شعب مصر لأنهم طردوه
…
(2)
ويدافع عن خيالاته في شأن السامري قائلًا: "إنني لم أجتهد في أصل تام من أصول الشريعة أو العقيدة، أو في معلوم من الدين بالضرورة، فهذه ثوابت لا نقاش فيها، إنما اجتهدت في مجال مفتوح، لا أؤاخذ به إن أخطأت، بل لي أجر، فما البال إن أصبت، وأجرى الله على يدي ما لم يسبقني فيه أحد؟ "(3).
"والمسيخ الدجال رجل تعلم في "مصر الفراعنة"، وبرع في علوم الكهانة، والنجوم، والسحر، والهندسة بكل فروعها، والطب بكل فروعه، وحتى علوم النبات، والحيوان، والمعادن، والفيزياء، والكيمياء، والرسم .. وإن كان لم يظفر ببغيته من علوم الكهنة، فقد ضنُّوا عليه بها، وأعطوه القشور والفتات الذي نماه مع الزمن!! "(4).
(1)"نفسه" ص (45، 46).
(2)
"ما قبل الدمار" ص (66).
(3)
"نفسه" ص (134) وانظره: ص (130).
(4)
"نفسه" ص (199).
بيد أنه يقول في موضع آخر: "والمسيخ الدجال رجل تعلم في إنجلترا، وبرع في علوم الهندسة بكل فروعها، والطب بكل فروعه، وحتى علوم النبات، والحيوان، والمعا دن، والفيزياء، والكيمياء، والرسم"(1).
ويدعي أنه مضى في رحلته إلى بلاد العرب، فنزل اليمن والشام والعراق، ثم أفريقيا الجنوبية، ثم إلى بلاد المغرب، ثم توجه إلى الأمريكتين (2).
ويدعي أن الريح أخذته إلى بلاد الإنجليز والأيرلنديين والأسكتلنديين، ثم بلاد الفرنسيين، ولم يطب له المقام فيها، فعاد إلى أمريكا الجنوبية، ورسا هذه المرة على شاطئ "بورتريكو"(3).
ويدعي أن المسيح الدجال طاف بلاد "الغال"(؟!)، ثم البلغار، ثم الأورال، ثم الغز، ثم جورجان، ثم عاد إلى جزيرته الخضراء ببحر اليمن، وادعى أنه: أحاط علمًا بعدة لغات من الهيروغليفية إلى لغات شعوب ما وراء النهرين (4)، ويدعي في موضع آخر أن الدجال رحل إلى بلاد الهند والبوذا، واليابان والصين (5).
ويزعم أيضًا أن المسيح الدجال قد "تولاه أكثر من شخص بالتبني من اليهود
…
إلى أن تبنته شخصية يهودية في إنجلترا، ونقلته من أرض
(1)"احذروا" ص (29).
(2)
"الخيوط الخفية" ص (72).
(3)
"نفسه" ص (77).
(4)
"الخيوط الخفية" ص (59).
(5)
"نفسه" ص (63).
العرب إلى بلاد الغرب؛ لينشأ هناك، ويدرس كل العلوم الحديثة، ويحتل عقولا بالهيمنة، ويتفق معهم على بناء قلعة خارج العالم" (1).
ويقول في موضع آخر: "وهيمن المسيخ على شخصيات يهودية في إنجلترا، وأقام شبكات على شتى الأنواع في بلاد الغرب، وبث فكره العلماني في كل العلوم الحديثة، ويحتل عقولا بالهيمنة، واتفق معهم على بناء قلعة خارج العالم"(2).
- ويذكر أن به الآن "بعض الصلع في مقدم رأسه"(3).
- أما عيناه فهو أعور العين اليسرى، وهي بشعة المنظر؛ لذا يداريها بدائرة سوداء، كما كان يفعل "موشي ديان"(4).
- ويدعي أنه أحاط بأسرار ومفاتيح علوم عديدة؛ منها: الطب، وأنه استعان حتى بخبراء في طب أعصاب العيون من الجن والشياطين فعجزوا عن معالجته (5).
- ويصفه بأنه حاكم "ديمقراطي"، بدليل أنه يمشي في الأسواق (6).
- وهو رجل شاء الله له اشتعال غدته الصنوبرية (7).
(1)"احذروا" ص (23، 24).
(2)
"ما قبل الدمار" ص (196).
(3)
"احذروا" ص (25).
(4)
"نفسه" ص (26).
(5)
"نفسه" ص (27).
(6)
"احذروا" ص (27).
(7)
"نفسه" ص (29).
ويدعي أن المسيح الدجال "رجل سيظهر في ثوب حاكم، أو رئيس دولة، وغالبًا ستكون الولايات المتحدة الأمريكية"(1)، ثم يقول:"ولا أستبعد أن يكون آدم وايزهاوبت (2) يهودي الأصل، بل لا أستبعد أن يكون هو نفسه المسيخ الدجال، لو كان أعور العينين، ولو كان معي صورة له لحددت ذلك الأمر (3)، وإن كنت أغلِّب أنه حلقة الوصل، أو الصديق المخلص جدًّا للمسيخ الدجَّال، أو ممثله الشخصي أمام الروتشيلديين الأثرياء اليهود، ثم من يختارهم لتكوين المنظمة السرية"(4) اهـ.
ويدعي أنه "تحالف مع إبليس ووقَّعَا عقدًا كتابيًّا بينهما، واتفقا على إنشاء قصر مركزي لإبليس قرب برمودة، على أن يكون مقرًّا مؤقتًا للدجال، يدير منه شئون الكرة الأرضية
…
" (5).
ويقول: "كان المسيخ الدجَّال يحلم بتأسيس قلعة رهيبة؛ لتكون قاعدة لمدينة تعتبر في هذه الأرض، ولكنها خارجها أيضًا، وانتقى إبليس له
(1)"نفسه" ص (33).
(2)
(أستاذ قانون يسوعي في جامعة إنجولدشتات، ترك النصرانية، وتحالف مع المرابين الذين قاموا بتنظيم مؤسسة روتشيلد؛ لأجل تدمير الحكومات والأديان الموجودة، ثم نظم جماعة النورانيين؛ لوضع المؤامرة موضع التنفيذ)، باختصار من "احذروا" ص (43 - 46).
(3)
وبلغت قناعته بهذه الخيالات إلى حد أنه حاول الحصول على صورة له من مكتبات ألمانيا، أو مما سجل بأجهزة الكمبيوتر، كلما وجد. "احذروا" هامش ص (46).
(4)
"نفسه" ص (46).
(5)
"الخيوط الخفية" ص (89، 90).
المكان بالمحيط الأطلسي، حيث عرش إبليس، وذهب بمن اتفق معهم، وفعلوا ما فعلوا، وأسسوا ما أسسوا، قاعدة رهيبة، عبارة عن قلعة هائلة منيعة في مثلث برمودا، واستوحى التصميم المعماري لها من الهرم الأكبر، والنجمة السداسية الإسرائيلية.
وهذه القلعة الرهيبة يتواصل اتساعها وتمددها وبناء جدرانها؛ أجزاء من الفولاذ؛ وأخرى من الزجاج غير قابل للكسر ولا للتحطيم" (1).
"ومنظر القلعة المسيخية الخاصة بأسراره هو الشخصية فريد للغاية، وبها قطاعات على هيئة أهرامات متداخلة، بعضها يمكن تنقله في أي لحظة من اللحظات كأنها غواصة هائلة.
وجزء من قلعته ظاهر للعيون فوق الماء، ولكن حوله مجال مغناطيسي قوي "شافطة""خاطفة" يمكنها اقتناص أي شيء مهما كان حجمه، فهو يخشى دخول مركبة أو طائرة إلى مجال الرؤية فترى شيئًا ما بسهولة، ومن ثم كانت خطوطه الدفاعية الرهيبة، والقاعدة عنده:"من رأى لا يخرج".
.. وفي هذه القلعة غرفة تحكم خاصة يمكنه من خلالها تدمير الأجزاء الأخرى من القلعة في حالة الاستيلاء عليها من قوى مجهولة
…
" (2).
"وقد نظم الدجال مع مجموعة علماء صوتيات لغة خاصة بشعبه بوحي اللغة السنسكريتية، كما أنها لغة شفرة، لو التقى رجلان لا يعرف
(1) انظر: "احذروا" ص (48، 49).
(2)
"ما قبل الدمار" ص (475).
كلاهما الآخر من رجاله أو شعبه، فهي علامة امتياز خاصة
…
وهنالك تُفتح الأبواب" (1).
"وقد استغل الدجَّال وأعوانه وشعبه الذي يعيش في قلاعه ثروات ومعادن "أطلانطس"، القارة الغارقة تحت المحيط الأطلنطي"(2).
ويدعي أن المسيح الدجَّال يربي جيشًا ضخمًا تحت الأرض، تحت المسجد الأقصى، وقريبًا منه، ثم يتمادى بمحاولة تعليل اختياره هذا الموقع الفريد ..
ويصل به خياله الواسع إلى حد زعم أن مهندسي المسيح الدجَّال راحوا يصنعون مع الحفريات أنفاقًا مكيفة، ومجهزة للحياة تحت الأرض؛ لتجميع الأطفال بها، وعمل كتائب من الأطفال اليهود؛ كرؤساء وقوَّاد
…
إلخ (3).
ثم يدعي أن المسيح الدجَّال قد "تحكم في سرعة الرياح بأجهزة إشعاعية، وتحكم في الذبذبات، واخترع أجهزة إشعاعية تلون الهواء باللون الذي يريد، بل أجهزة أخرى تصنع حوائط هلامية في الهواء؛ كألواح من زجاج.
واخترع طواحين هوائية ذات أجهزة شافطة وجاذبة، لدرجة إمكانية جذب عدة طائرات، أو سفن ضخمة للاستيلاء عليها (4).
(1)"الخيوط الخفية" ص (177).
(2)
"احذروا" ص (49، 50).
(3)
"نفسه" ص (126).
(4)
وهو هنا يعلل الظواهر المزعومة حول مثلث "برمودا" بأن وراءها "المسيح الدجال"
وللرجل بقلعته الهائلة إدارات، ومعامل، ومصالح، حتى الجوازات، وعنده أجهزة إرسال، وتشويش، وبث، وشل، فلو أراد أن يوقف الإرسال في تلفزيونات الأرض كلها لأوقفها" (1).
وقلاعه أو مدنه أماكن مترفة جدًّا، لدرجة أن من يعيش هناك قد لا يتمنى مغادرة المكان (2).
ثم يفشي "السندباد المصري" سِرًّا خطيرًا فيقول: "وقد تكون مفاجأة لقرائي الأحباء أن أقول: إن الدجال كتب بعض مذكراته، وكتب بعض القصص التي تُحوَّل إلى أفلام هوليوودية، أما مذكراته السرية وقصص مغامراته وخططه الظلامية فهو يحفظها بقلعته الهائلة في مكتبة سرية، ويسجلها على جهاز كمبيوتر بعدما يكتبها بيده.
وقد كتب هذا المتجبر المتألِّه المزوِّر حوالي (10 مجلدات) كل مجلد يقع في (2000 صفحة) من القطع الكبير، ووضع على كل مجلد (خاتمة) وعنونه بعنوان:
- الخمس مجلدات الأولى عنوانها: "عندما أملك الدنيا"!!
- والخمس الأخرى: "يوم يكون الكون في قبضتي والكرة الأرضية مكتبي " .. إن الرجل أسرف في أمانيه التي ناوشت الكون كله" (3). اهـ.
(1)"نفسه"هامش ص (51).
(2)
"نفسه" ص (53).
(3)
"الخيوط الخفية" ص (94).