الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هوس المخطوطات
يتشدق "محمد عيسى دا ود"، باستناده إلى مخطوطات نادرة (1)، انفرد بالاطلاع عليها دون سائر خلق الله، ولا يمكن لغيره أن يحصل عليها، أو يطالبه بإثبات وجودها في الحقيقة، وهاك بعضَ تصريحاته:
1 -
وفي بقايا مخطوط نادر يحوزه أحد الأثرياء العرب المقيمون (؟!) دائمًا في ألمانيا -وقد طالعت بعض فقراته- لرسالة قصيرة اسمها "الشرر في خبر شر البشر" لعالم مسلم اسمه (الكامل بن ريح البر) من علماء القرن الخامس الهجري، كان يقطن ببغداد، وله مؤلفات عدة حازها التتار وملوك الغرب .. (2).
ثم لا يفوته أن يؤكد: "أن صاحب هذا المخطوط يرفض حتى مجرد تصويره"(3).
2 -
(هذه الرواية سمعتها من عالم من أرض "اليمن السعيد" اسمه حيدر بن عبد الله بن سلام بن شاري، يمتلك مخطوطات رهيبة، يقول: إنها تعود إلى مئات السنين، بل منها ما يعود في أصوله إلى (700) عام قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وهو لا يُطلع عليها أحدًا إلَّا خاصة
(1)"المفاجأة" ص (305، 644)، وقد قال القاري في "المشرب الوردي في مذهب المهدي":"وقد صرح الإمام ابن الهمام بعدم جواز النقل من غير الكتب المتداولة؛ سواء العلوم الأصلية، والفرعية"، نقله عنه في "خواطر دينية"(2/ 19).
(2)
"الخيوط الخفية" ص (98).
(3)
"نفسه" ص (99).
[لخاصة، وهو من سكان (ريدة) المليئة بيهود اليمن، وهو لا يزال على
] قيد الحياة، ويبلغ المائة وعشر سنوات (1).
وبعد ما ذكر أن أسرة الدجال كانت تعبد وثنا على صورة البقرة، وأن أم الدجال مولدة من زنا المحارم، من زوجها المولد من زنا المحارم، وأنه من مواليد الحيض، وأن الشيطان جامع أمه مع أبيه
…
إلى آخر خيالاته، ثم يتبجح بقوله:
3 -
"إن هذا الكلام لا أقوله من عنديات نفسي
…
إنه مذكور- في نقوش ومخطوطات صخرية في بلدة "إربد" بالأردن، ومع الزمن سُرقت النقوش والصخور الأثرية التي عليها هذه المدونات وغيرها، ولا يعلم أحد أين اختفت أوذُهب بها!! لكن بقيت الرواية في أذهان بعض العلماء الذين تواتروها عن أجدادهم بالشام، وأنها كانت معروفة في أزمنة السابقين- حكايةُ ولدٍ جاء بعد ثلاثين سنة زواجا بلا إنجاب، وتواتروا أنه كان "معيب العينين" منذ الميلاد
…
... ولأن ولدها -أي: أم المسيح الدجال- لا يرضع منها أصيبت باحتباس اللبن مما سبب لها حالة من التسمم! ماتت على إثرها" (2).
وتحت عنوان: "عندما تكلمت المخطوطات" يقول:
4 -
ومن عدة مخطوطات من أثمن وأندر ما يكون على وجه الأرض يمتلكها أحد العلماء بالقدس الشريف يمكن أن نواصل الرحلة عبر الماضي حتى نصل إلى الحاضر.
(1)"نفسه" ص (32).
(2)
"الخيوط الخفية" ص (27).
ثم طفق يروي: "كيف كان جبريل يتردد على الطفل (الدجال) وهو في تلك الجزيرة
…
" (1)، ثم قال:
"كل ما كتبته في الفقرة الآنفة بعنوان: "عندما تكلمت المخطوطات" هو من خلاصة عدة مخطوطات أثرية وجدت بسرداب تحت أرض مزارعين فلسطينيين، مدونة باللغة الآرامية القديمة من قبل مبعث موسى عليه السلام، بحوالي أربعة قرون، وهي -والله أعلم- على ما يبدو أنها مما أملاه (إبراهيم) عليه السلام، في وادي القدس
…
ودوَّنَ المخطوطات على ورق كورق البردي رجل ذُكِر أن اسمه "آزاد بن حارم بن صافور" حضر نبي الله إبراهيم عليه السلام، وسأله في فتنة "الرجل الدجال الخطير"(2).
5 -
"وهذه المخطوطات توارثها أحفاد الرجل، وكانوا يعيدون كتابتها بالآرامية حتى زمان المسيح عليه السلام، فأخفاها أحفاد الأحفاد، وسألوا المسيح عليه السلام عما أخبر به إبراهيم عليه السلام، فأكد لهم الخبر.
وشاء الله عز وجل أن يعثر مزارع فلسطيني على هذه المخطوطات والبرديات، فسلَّمها لعالم فلسطيني جليل بالقدس، أعلمنا بما فيها بعد ما فك طلاسمها وعباراتها؛ لأنه متخصص في النقوش الآرامية القديمة وعدة لغات ميتة، ولا يزال يحتفظ بها في سرداب بمنزله القديم
(1)"نفسه" ص (33).
(2)
"نفسه" ص (38).
بالقدس، وكنيته (أبو باسل عز الدين نور) للتوقي والتخفي، أما اسمه الحقيقي، وكنيته الحقيقية فالله وحده يعلم ذلك" (1).
وفي كتابه "الجفر" يتحدث عن مخطوط عجيب، عبارة عن مجموعة وريقات بدار الوثائق بأنقرة بتركيا كان معنونا ب (3664/ تراث المدينة) لعالم مجهول يقال: إنه كان في القرن 3 هـ
…
ويذكر أنه ائتمنه على النقل منه (أحد العلماء الذين عاهدتهم على كتمان اسمه)(2).
ومن الواضح أنه -بعدم إثبات صورة واحدة الأي من مخطوطاته الموهومة، وقطعه الإسناد إليها- يريد أن يقول:"لا تسألوا شاهدًا على وجودها غيري"!
وفي كتابه "المهدي المنتظر على الأبواب" أطلق لخياله العنان، وأخذ يختلق قصصًا خرافية مملَّة تتعلق بمخطوطاته الموهومة، ويحكي مغامراته أو مغامرات أبطال القصص أثناء محاولتهم الحصول عليها (3)، ولما شعر أنه أسرف في الكذب والدجل إذا به يردد مقولته التي لا يمل من تكرارها:
"هذه الأحداث نبوءات ليست من تأليفي، إنها واردة في المخطوطات العربية والإسلامية لدى شرق وغرب"(4).
(1)"نفسه" ص (38، 39).
(2)
"أسرار الهاء في الجفر" ص (116).
(3)
انظر نماذج منها في: "المهدي المنتظر على الأبواب" ص (58، 77، 153، 183،206).
(4)
"المهدي المنتظر على الأبواب" ص (71).
ويتمادى في الحديث عن مخطوطاته النادرة:
فهذا مخطوط "مخبأ بمكتبة بابا الفاتيكان"(1)، وهذا من طبيب تركي (د. ك. ع. ب)(2)، وذاك (مخطوط بإحدى الجامعات الكندية) (3). وهذا مخطوط ينسبه إلى الإمام أحمد:"رسالة آخر الزمان في خبر المهدي والدجال"(4)، أما مخطوط "الدنيا كلها للمهدي-بمكتبة طهران العامة" فينسبه إلى جعفر الصادق -رحمه الله تعالى- (5)، وينسب إلى "كاهن أرض الجزيرة" مخطوطًا بمكتبة أغادير العامة بالمغرب (6).
ويدَّعي "السندباد المصري" أن مستشرقًا فرنسيا أطلعه على مخطوط لرجل يُسمَّى "ابن حرشل الرومي" اليهودي، ونقل عنه خماسيتين، ثم سداسية يصفها بأنها "قنبلة ومفاجأة"(7)، ويدَّعي فيها أن "ابن حرشل" نقل هذا الكلام عن "بارش بن حامس" حاضر موسى، وكليم الرب معه. (8)
ويحاول "السندباد" تعجيز منتقديه، فيتحداهم أن يعرف واحد منهم مجرد أسماء الأعلام الذين لا يعرفهم غيره مثل:"ابن عقدة"،
(1)"المفا جأة" ص (209).
(2)
"نفسه" ص (243).
(3)
"نفسه" ص (379).
(4)
"المهدي المنتظر على الأبواب" ص (70).
(5)
"نفسه" ص (274).
(6)
"نفسه" ص (62).
(7)
انظر: "الخيوط الخفية" ص (212 - 215).
(8)
"نفسه" ص (214، 215).