الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَوْدٌ إلى خرافة المخطوطات
لقد ادَّعى "السندباد المصري" اطلاعه على إحدى المخطوطات الإسلامية (1) الموجودة في دار الكتابخانة بتركيا تحت مسمى أو تصنيف (3664/ تراث المدينة المنورة)(2)، لعالم مدني كان يعيش بالمدينة المنورة في القرن الثالث الهجري، وهو "كلدة بن زيد بن بركة المدني"(3)، بعنوان "أسمى المسالك لأيام المهدي الملك لكل الدنيا بأمر الله المالك"(4)، ومما جاء في هذا المخطوط المزعوم: "وحرب في بلد أصغر من عَجْب الذَّنب، يجمع أهل الدنيا لها، كأنها أغنى بلد أولم عليها الوالمون (5)، وأمير فيها سلَّم رايته لزعيمة الشر
(1) ولم يُثبت أي إسناد للمخطوطة المزعومة، ومخطوط بلا سند رجل بلا نسب، كما أنه لم يثبت صورة واحدة لأي جزء من أجزاء تلك المخطوطة كما هو ديدن المحققين الذين يحترمون علمهم وقُرَّاءهم.
(2)
هذا التهويش لا يغني عنه شيئًا؛ لأن المكان الذي ادعى وجود المخطوطة فيه مُمَوَّه، ولفظة (الكتابخانة) تعني دار الكتب، ودور الكتب في تركيا مختلفة من حيث الاسم والمكان، ويبلغ عدد مكتبات المخطوطات في تركيا اثنتين وخمسين ومائة مكتبة، فأيها حظي باحتضان تلك المخطوطة؟ وانظر:(تاريخ التراث العربي) لفؤاد سزكين (1/ 35 - 56)، (1/ 100، 101).
(3)
فهلا أقمت بينة على أن هذا الشخص قد خُلِقَ أصلا؟ فإن عرفنا من هو؛ فكيف هو؟ ومن ترجم له؟
(4)
وإن ركاكة هذا العنوان، وما به من سجع متكلف بارد يُبعد انتسابه إلى القرن الثالث؛ حيث لم يكن قد شاع هذا الأسلوب في تسمية الكتب.
(5)
وهذا لحنٌ بغيض حيث إن اسم الفاعل من "أولم": "مولم" وليس والمًا، مما يشير إلى أن مؤلف هذه المخطوطة من القرن "الخامس عشر" وليس القرن الثالث!! =
الآتية من الشواطئ البعيدة الغربية بداية آخر الزمن، فتجمع له صريخها من كل الدنيا، وترد له عرش الملك، ويخرب عراق في ملاحم بداية آخر الزمن، ويحارب أمير الذنب الصغير جيوش المهدي (1).
وفي نفس المرجع السابق في مخطوط آخر من القرن الثالث الهجري لتابعي شامي (2)، وجاء في ذلك المخطوط "النادر":
"وفي عراق الشام رجل متجبر
…
و
…
سفياني، في إحدى عينيه كسلٌ قليل، واسمه من الصدام، وهو صدام لمن يعارضه، الدنيا جمعت له في (كوت) صغير، دخلها وهو مدهون، ولا خير في السفياني إلَّا بالإسلام، وهو خير وشر، والويل لخائن المهدي الأمين (3).
ومما جاء في "المخطوط " المزعوم:
"حربُ آخر الزمن حرب كونية، المرة الثالثة بعد اثنين (4) كبريين، يموت فيهما خلائق كثيرة، الأولى: أشعلها رجل كنيته السيد الكبير، وتنادي
= ويتأكد هذا إذا لاحظنا ركاكة الألفاظ، وتفكك السياق، وسماجة الكلام، وكونه مما يُسخر منه، ويمجه السمع، ويسمُج معناه للفطِن.
(1)
"المهدي المنتظر على الأبواب" ص (132) ويلاحظ أنه لم يوضح مَن قائل هذه النبوءات، ولو افترضنا أنه أسندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فلن يغني عنه السند شيئا؛ لأن هذه الأخبار استوفت علامات وضع الحديث بالنظر إلى متنه، فانظرها مفصَّلة في "المنار المنيف" للإمام المحقق ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى-.
(2)
كيف يكون (تابعيُّا) ومن (القرن الثالث)؟!
(3)
"نفسه"، ص (216).
(4)
والصحيح: اثنتين!
الدنيا باسم (هِتْلَرْ)
…
، وهذا مما رواه أبو هريرة، وابن عباس، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وفي رواية: خاف أن يحدث بها أبو هريرة، ولما أحس بالموت خاف أن يكتم علمًا، فقال لمن حوله: في نبأ علمته عما هو كائن في حروب آخر الزمن، فقالوا: أخبرنا ولا بأس -جزاك الله خيرًا- فقال: في عقود الهجرة بعد الألف وثلاثمائة -واعقدوا عقودًا- يرى ملك الروم أن حرب الدنيا كلها يجب أن تكون، فأراد الله له حربًا، ولم يذهب طويل زمن، عقد وعقد، فسلط رجل من بلاد اسمها (جِرْمِن)، له اسم الهِر، أراد أن يملك الدنيا، ويحارب الكل في بلاد ثلج وخير، فأمسى في غضب الله بعد سنوات نار، أرداه قتيلًا سِرُّ الروش أو الروس (1).
وفي عقود الهجرة بعد الألف وثلاثمائة عُدَّ خمسًا أو ستًّا، يحكم مصر رجلٌ يُكْنى "ناصر"، يدعوه العرب "شجاع العرب"، وأذلَّه الله في حرب وحرب، وما كان منصورًا، ويريد الله لمصر نصرًا له حقًّا في أحب شهوره، وهو له، فأرضى مصرَ ربُّ البيت والعرب بأسمر سادا، أبوه أنور (2) منه، لكنه صالح لصوص المسجد الأقصى بالبلد الحزين، وفي عراق الشام رجل متجبر
…
و
…
سفياني
…
(إلى أن يقول:
"وفي عقود الهجرة الألف وأربعمائة، واعقد اثنين أو ثلاثًا
…
يخرج المهدي الأمين، ويحارب كل الكون، يجمعون له الضالون والمغضوب عليهم، والذين مردوا على النفاق في بلاد الإسراء والمعراج، عند جبل
(1) ولمزيد من التحقيق، والتوثيق، و"الإيهام، والدجل" قال في هذا الموضع: "الشك من الراوي، ومكان النقط مطموس متآكل في المخطوطة!! ".
(2)
أحسب أن اسم "محمد أنور" مركب؟ فليس "أنور" اسم أبيه.