الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثّاني
مَجَالَاتُ الْعَبَثِ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ
نعرض في هذا الباب بعض المجالات التي كانت مَسْرَحًا لخوض الخائضين -بغير علم- في بعض أشراط الساعة، وإن مطالعة هذا الباب لتحتاج من القارئ أن يستجمع صبره على ما سوف نورده من مزاعم فجَّة، وأكاذيب مفضوحة.
لقد أذاع ممثل سينمائي عالمي يدعى "أورسون ويلز" يوم أول أبريل قبل نحو خمسة وأربعين عامًا من محطة إذاعة "لندن" خبر تعرض الأرض لهجوم ساحق من سكان المريخ، وراح يصف الهجوم وأحداثه لحظة بلحظة، وكأنها تقع فعلًا، حتى أشاع الذعر والرعب والهلع بين الناس لمدة ساعتين قبل أن يعترف بأنها مجرد "كذبة أبريل"(1).
وإن العابثين بأشراط الساعة مِن بني جلدتنا ليريدون أن يجعلوا كل أيامنا أول أبريل، ويجعلوا منا -إذا صدقناهم- حمقى ومغفلين (2).
(1) انظر: "الأطباق الطائرة ومثلث برمودا بين الحقيقة والخرافة" ص (62).
(2)
يطلق الإنكليز على أول أبريل يوم "جميع الحمقى" All Fools Day))، ولعل من أشهر ما وقع في أوربا في أول أبريل: (أن جريدة " Evening Star" أعلنت في 31 مارس 1846م أن غدًا -أول أبريل- سيقام معرض للحمير عام في غرفة =
وقد يتعجب القارئ المكرَّم لهذه المقدمة، ولكن سرعان ما سيزول العجب إذا عُرفَ السبب!!
= الزراعة لمدينة "اسلنجتون" من البلاد الإنكليزية، فهُرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات، واحتشدوا احتشادًا عظيمًا، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير، فلم يجدوا شيئًا، فعلموا أنهم المقصودون) اهـ.
بتصرف من "كذبة أبريل: أصلها التاريخي، وحكمها الشرعي" للدكتور عاصم القريوتي ص (15).