المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أيها العابثون: بشروا، ولا تنفروا - فقه أشراط الساعة

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأول

- ‌الفصل الأولفي التحذير من التعالم الكاذب، والولع بالغرائب

- ‌الفصل الثانيمَن المُجتهد الذي يؤجر على اجتهاده وإن أخطأ

- ‌الفصل الثالثفي معنى "أشراط الساعة

- ‌الْفَصْل الرَّابعُثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌ أولًا: تحقيق ركن من أركان الإيمان الستة، وهو الإيمان باليوم الآخر

- ‌ثانيًا: إشباع الرغبة الفطريه (2) في الإنسان

- ‌ثَالِثًا: أن الإخبار عن الغيوب المستقبلة -باعتبار ما فيها من خرقٍ للعادة- من أهم دلائل النبوة

- ‌رَابِعًا: تَعَلُّمُ الكيفية الصحيحة التي دَلَّنَا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كي نتعامل بها مع بعض الأحداث المقبلة

- ‌خامسًا: فتح باب الأمل، والاستبشار بحسن العاقبة لأهل الإيمان

- ‌سادسًا: قد تمرُّ بالمسلمين وقائع في مقبل الأيام تحتاج إلى بيان الحكم الشرعي فيها

- ‌لَا يَعْلَمُ مَتَى السَّاعَةُ إِلَّا الله وَحْدَهُ

- ‌الْحِكْمَةُ في تَقْدِيمِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَدِلَالَةِ النَّاسِ عَلَيهَا

- ‌الْفَصْل الخَامِسسُوءُ فَهْمِ الْعَوَامِّ لَا يُسَوِّغُ إِنْكَارَ النصوص وتَأوِيلَهَا

- ‌ الأدلة الواضحة على أن التصديق بأشراط الساعة ينبغي أن يكون حافزًا للعمل والاجتهاد:

- ‌تَنْبِيهٌلا شك أنه كلما تقدم الزمن فإنا نصير أقربَ إلى الأشراط التي لَمَّا تقع

- ‌ على المؤمن أن يميز بين ما يَعْنيْه، وما لا يَعْنيْه

- ‌الْفَصْلُ السَّادِسُأَسْبَابُ ظَاهِرَةِ الْعَبَثِ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌السَّبَبُ الْأَوَّلُ:

- ‌السبب الثاني:

- ‌السبب الثَّالثُ

- ‌السَّبَبُ الرَّابع:

- ‌تنبيهينبغي التفريق بين "تقبل" و"تصديق" هذه الإسرائيليات بنوعيها، وبين "رصد" أفكار الخصم من باب "اعرف عدوك

- ‌الباب الثّانيمَجَالَاتُ الْعَبَثِ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌الفَصلُ الْأَوّلُعَبَثُهُم بِعَلَامَةِ خُرُوجِ المَهدِيِّ

- ‌ حتى المهدي "تايواني

- ‌الفَصلُ الثَّانيعَبَثُهم بِعَلَامةِ المْسِيح الدَّجَّالِ

- ‌السندباد المصري" محمد عيسى داود فقد جعل من سيرة الدجال المطولة بالأكاذيب سيرة شعبية

- ‌خرافة الأطباق الطائرة

- ‌إن ما سُمِّي بظاهرة الأطباق الطائرة، وشغل الناس رَدَحًا من الزمان؛ قد بان لنا الآن أنه لا يخرج عن كونه "سرابًا" أو "تكلفًا" أو "دجلًا سياسيًّا

- ‌الفَصْلُ الثالِثُاضْطرَابُهُمْ بِشَأْنِ "صَدَّام حُسَين

- ‌ مؤلف "هرمجدون" يقطع بأن صَدَّام حسين هو "السفياني

- ‌تنبيهان

- ‌الأول: اعلم -رحمك الله تعالى- أنه لم يصح شيء في أحاديث السفياني

- ‌الثاني: حول شخصية "القحطاني

- ‌الْفَصْل الرَّابِعُالرَّاجِمُونَ بِالْغَيبِ الْقَائِلُونَ مَا لَيسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ

- ‌الفصلُ الخامسُالتطبيع مَعَ التنجيم وَالمُنَجَمِينَ وَزَلْزَلَةُ ثَوَابِتِ الْعَقِيدَةِ

- ‌تلك أمانيهم

- ‌نوستراداموس وأحداث سبتمبر 2001م

- ‌كشف حقيقة التنجيم والمنجمين

- ‌الباب الثالثمَظَاهِرُ العَبَثِ بأَشرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌الفصل الأولسرد مجمل لبعض مظاهر الْعَبَثِ بِأَشرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌ يتخذ العبث بأشراط الساعة مظاهرَ عدةً، ويتجلى في عدة مجالات:

- ‌كل من حادَ عن "الوسطية" في هذه القضية إلى جفاء المنكرين، أو إلى غلو المثبتين؛ فقد تورط في جريمة القول على الله بغير علم، والعبث بأشراط الساعة

- ‌تكلف بعضهم اصطناع هذه الأشراط، وإيجادها في الواقع عَنْوة

- ‌أَيُّهَا الْعَابِثُونَ: بَشِّروا، وَلَا تُنَفِّرُوا

- ‌الْعُجْبُ وَالاغتِرَارُ بالظُّنُونِ

- ‌الفصل الثانيوقفة مع الدجال المصري

- ‌قل لي: من يصفق لكَ أقُلْ لك: من أنت

- ‌خدعوه فقالوا

- ‌انْعِدَامُ التّوْثِيقِ الْعِلْمِيِّ

- ‌يا نعايا "البحث العلمي"أقيموا عليه ماتما وعويلا

- ‌هوس المخطوطات

- ‌والجاهلون لأهل العلم أعداء

- ‌عَوْدٌ إلى خرافة المخطوطات

- ‌هذا الشبل من ذاك الأسد

- ‌مِنْ فَمِكَ اُدينُكَ

- ‌فائدة: "من أسند؛ فقد أحالَكَ

- ‌الفصل الثالثاسْتِدْلَالُ العابثين بِمَا لَا يَصْلُحُ دَلِيلًا

- ‌المطلب الأولالاسْتِدْلَالُ بِالأَحادِيثِ الضَّعيفَةِ وَالموضُوعَةِ

- ‌الحافظ نُعيم بن حماد، وكتابه "الفتن

- ‌ذِكرُ نُصوصِ بَعضِ أهْلِ الْعِلْمِ في حُكْمِرِوايَةِ الأحَاديثِ الضّعيفَةِ والموضُوعةِ

- ‌ لا أنه يدخل به في قوله صلى الله عليه وسلم: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً" المحدثون بأسرهم، بل لا يدخل في ظاهر هذا الخطاب إلا من أدى صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سقيمه

- ‌المطلب الثانيالاعتمادُ على مَرويَّات الرَّافضةِ، وغُلاةِ الصّوفيَّةِ

- ‌أولًا: مرويات الرافضة

- ‌نصوص أئمة الحديث على أن الكذب شعار الرافضة

- ‌من نصوص شيخ الإسلام في كشف كذب الرافضة

- ‌ثانيًا: اعتماد العابثين بأشراط الساعة على مرويات الرافضة، وغلاة الصوفية

- ‌المطلب الثالثالغُلُوُّ في تَقبُّلِ الإِسْرائيليَّاتِ

- ‌تَشْدِيدُ أَمِير الْمُومِيين عُمَرَ رضي الله عنه عَلَى مَنْ كَانَ يَكْتُبُ شَيْئًا مِنْ كُتُبِ الْيَهُودِ:

- ‌مَوْقِفُ الْحَافظ ابْنِ كَثِيرٍ مِنالْقِسْمِ الثَّالِثِ مِن الإِسْرَائيليَّاتِ

- ‌تعْليقُ الْعَلَّامَةِ أحْمَد شَاكِرعَلَى كَلام الحافِظِ ابْنِ كَثِيرٍ وَمَنْ وافَقَهُ

- ‌وقال علَّامة الشام "محمد جمال الدين القاسمي" -رحمه الله تعالى

- ‌ ظَاهِرَة (التَّطْبِيعِ) مَعَ الإِسْرَائِيليَّاتِ

- ‌ أحمد بن حنبل قوله: "ثلاثةُ كتب ليس لها أصول: (4) المغازي، والملاحم، والتفسير

- ‌المطلب الرابعحُرُوفُ أَبِي جَادٍ، وُالاستِدْلَالُ بِهَا عَلَى الُمُغَيَّبَاتِ

- ‌ كتاب الجفر، المنسوب كذبًا وبهتانًا إلى جعفر الصادق -رحمه الله تعالى

- ‌ ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على تعلم أبي جاد، وتعلم تفسيرها، لا يصح

- ‌أَصْلُ طَرِيقَةِ "حِسَابِ الْجُمَّلِ

- ‌الفصل الرابعتحديد عُمُر الدنيا

- ‌ الخوض في هذه القضية مما لا يترتب عليه عمل

- ‌تَعليقُ الْعُلَمَاءِ عَلَى كَلامِ السُّيُوطِيِّ رحمه الله

- ‌ذِكْرُ نُصُوص عنِ الْعُلمَاءِ الْمُتَقَدِّمينَ عَلَى السُّيُوطِيِّفي قَضِيَّةِ "تَحْدِيْدِ عُمرِ الدُّنْيَا

- ‌أَوَّلًا: الإمام أبو محمد علي بن حزم

- ‌ثَانيًا: الْقَاضِي عِيَاضٌ -رحمه الله تعالى

- ‌ثَالِثًا: الإِمَامُ القُرْطُبِي:

- ‌رَابِعًا: شيخ الإسلام ابن تيمية:

- ‌خَامِسًا: الإِمَامُ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ:

- ‌سَادِسًا: الحافظ ابن رجب الحنبلي:

- ‌سَابِعًا: الحافِظُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيُّ -رحمه الله تعالى

- ‌ثامنًا: العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني:

- ‌الباب الرابعضوابط التعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة

- ‌الضَّابِطُ الأول: لَا يُسْتَنْكَرُ تَوَقعُ حُصُولِ شَيْءٍمِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ بشُرُوط

- ‌ شُرُوطُ هَذَا الضَّابِطِ:

- ‌فَأَوَّلُهَا: أن تبقى هذه الأشراط في دائرة التوقع المظنون

- ‌وَثَانيهَا: أن يُراعَى الترتيبُ الزمني لتسلسل الأشراط

- ‌تنبيه:اعلم -رحمك الله تعالى- أن كون الشيء من أشراط الساعة لا يستلزم الحكم عليه بحكم تكليفي

- ‌وَثَالِثُهَا: أن لا يُؤَثِّرَ هذا الترقبُ سلبًا على أداء واجب الوقت، وتكاليف الشرع

- ‌فَائِدَة

- ‌الضَّابِطُ الثَّانِي: الانْتِبَاهُ إِلىَ النِّسْبِيَّةِ الزَّمَانيَّةِ عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى اقْتِرَاب السَّاعَةِ

- ‌كل ما هو آتِ قريبوالبعيد: ما ليس بآتِ

- ‌الضَّابِطُ الثَّالث: لا يمكِنُ إِسْقَاطُ النُّصُوصِ الَّتي يَطْرُقُهَاالِاحْتِمَالُ عَلَى وَاقع مُعَيَّن إِلَّا بَعْدَ وُقُوعِهَا وَاَنْقِضَائِهَا

- ‌الضَّابِطُ الرَّابع: "يتعين على من يتكلم على الأحاديث:أن يحمع طرقها، ثم يجمع ألفاظ المتون إذا صحَّت الطرق، وبشرحَها على أنه حديث واحد

- ‌أمثلة التطبيقية لهذا الضابط:

- ‌تنبيه خطير

- ‌الضَّابِطُ الخامِسُ: حصرُ مصادرِ التَّلقي فيما هو حجة شرعية، وإهدار ما عداه

- ‌الضابِطُ السَّادِسُ: ما أُشْكِلَ عَلَيْكَ؛ فَكِلْهُ إلى عَالِمِهِ

- ‌ الوضوح والإشكال في النصوص الشرعية أمر نسبي

- ‌ أَمْثِلَةً لِمَا يُشْكِلُ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ في بَابِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌1 - ذكر فتح القسطنطينية

- ‌2 - جفاف بحيرة طبرية

- ‌3 - ورد وصف الأسلحة التي تستعمل في حروب آخر الزمان

- ‌4 - عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ الْأَعْرَابُ إِذَا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَنَظَرَ إِلَى أَحْدَثِ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ، فَقَالَ: «إِنْ يَعِشْ هَ

- ‌الفصل الأول: مهدينا ليس مُنْتَظَرًا

- ‌لا نُعَطِّلُ السننَ، وَالْأسْبَابَ بِحُجَّةِ انْتِظَارِ المَهْدِيّ

- ‌مَهْدِيُّنا لَيس منْتَظَرًا

- ‌الفَصْلُ الثانيفي وُجُوبِ الْأَخْذِ بِالْأَسْبَابِ، وَعَدَمِ مُنَافَاةِ ذَلِكَ لِلتَّوَكُّلِ

- ‌الإفرَاطُ في الإِحسَاسِ بالعَجزِيَنشَاُ عَنهُ التَّفرِيط في إزَالهِ العَجزِ

- ‌ قال العلَّامَةُ المجدِّد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى-: "لا يجوز للمسلمين اليوم أن يتركوا العمل للإسلام، وإقامة دولته على وجه الأرض انتظارًا منهم لخروج المهدي

- ‌ثانيًا: الأستاذ الشيخ أبو الأعلى المودودي -رحمه الله تعالى

- ‌ثالثًا: الشيخ عبد الفتاح أبو غدة -رحمه الله تعالى

- ‌رابعًا: قال الدكتور/ عبد العزيز مصطفى -وفقه الله تعالى-:"جهاد الكفار -أيًّا كانوا، وأينما كانوا، وفي أي زمان كانوا- واجبٌ بالشرع المحكم غير المنسوخ

- ‌المَقالُ الخامس: فَارِسُ أَحْلَامِ الدَّعْوَةِللأستاذ/ عبد السلام البسيوني -وفقه الله تعالى

- ‌الْمقَالُ السادس: مِنْ سنَن الأنْبِياءٍ الأخْذُ بالأسبَاب المادِيةِقال الأستاذ/ محمد العبدة -حفظه الله تعالى

- ‌الفصل الثالثهل تعود الخلافة قبل ظهور المهدي

- ‌ كيف سيكون حال الأمة قبل ظهور المهدي

- ‌المسلَكُ الأَوَّلُ: ستزداد غُربَةُ الإسلام حتى يظهرَ المهدي

- ‌ قال الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي

- ‌ الشيخ عبد الله بن الصِّدِّيق

- ‌ذكر أجوبة العلماء عن حديث انس رضي الله عنه وما في معناه

- ‌أولًا: جواب الإمام ابن حبان -رحمه الله تعالى

- ‌ثانيًا: جواب الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى

- ‌ثالثًا: جواب العلامة ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى

- ‌الْمَسلَكُ الثانى: ستقوم -بإذن الله- خلافَةٍ على مِنهاج النبوة قبل ظهور المهدي، أو على الأقل ستنهض الأمة نهضةً شاملةً، ولا يبقى إلا ظهور القائد

- ‌لا بُدَّ من عودة الخلافة الراشدةواستعادة القدس قبل ظهور المهدي

- ‌وَعْدُ اللهِ -تَعَالى

- ‌ المهدي والمسيح عليه السلام سيتعاصران:

- ‌لا بد من قيام الخلافة قبل المهدي

الفصل: ‌أيها العابثون: بشروا، ولا تنفروا

‌أَيُّهَا الْعَابِثُونَ: بَشِّروا، وَلَا تُنَفِّرُوا

فإن تَوَقعَاتِكم تبعث أحيانَا على الإحباط، وتسوء المسلمين، وتؤذي مشاعرهم الإيمانية، وتُدخل الْحَزَنَ في قلوبهم، خاصة وأنها توقعات مبنية على شفا جرف هار من الظنون والخيالات، فأحرى بها أن تُنْبَذَ نَبْذَ النواة، ولا شك أن هذة الكتابات تُصَادِمُ سُنة النبي صلى الله عليه وسلم في بعث الأمل في النفوس، فأين قوله صلى الله عليه وسلم:"بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا"، من ذلك الذي يدعي أن "الجفر" المزعوم؛ الذي يستمد منه كثيرا من دعاواه، يخبر بأن "الهيكل سَيُعَادُ بناؤه"(1).

وذاك الذي يحدد بالسنة والشهر واليوم موعد تفجير اليهود للمسجد الأقصى -صانه الله من كل سوء-، وأن الهيكلَ يُبْنَى على أفقاضه (2)، وثالث يزعم أن الغربَ سيحتلُّ تركيا، ويسترجع القسطنطينية عام 1999 م لمدة أشهر، ورابع يخالفه، ويقول:"بل يحتمل أن يرتد جميع الأتراك عن الإسلام، ويتنصرون، مما سيتطلب فتح القسطنطينية مرة أخرى"(3)، وخامس يستدل بحديث منكر فيه:"أن الروم سيثبون على من بقي في بلادهم من العرب فيقتلونهم، حتى لا يبقى بأرض الروم عربي ولا عربية، ولا ولد عربي؛ إلا قُتل"(4)، وسادس يقول:"فحصار العراق قد أعقبه حصار الشام (فلسطين)، وقد يمتد الحصار قريبا إلى سوريا ولبنان، والله أعلم"(5).

(1)"المفاجاة" ص (316).

(2)

"أسرار الساعة" ص (134 - 136)، وانظر:"خُدعة هرمجدون" ص (57 - 61).

(3)

انظر: "الحرب العالمية القادمة" ص (122).

(4)

"هرمجدون" ص (71).

(5)

"نفسه" ص (25)، وراجع ص (90).

ص: 117

- ومن العبث بأشراط الساعة:

محاولة توظيف النصوص لخدمة مآربهم، والتعسف في تفسيرها بما يتوافق مع أغراضهم.

- ومنه: الغلو في محاولة مطابقة ما ورد في النصوص على وقائع وأحداث معينة، أو على أشخاص معينين رجمًا بالغيب.

ومن رواد هذا المنهج: "أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الغماري" مؤلف كتاب "مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية"؛ الذي تكلف فيه عند تطبيقه بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على المخترعات الحديثة وتنزيلها على وقائع هذا الزمان، وإن كان وُفِّق في بعضها (1)، على أنه شحن الكتاب بالأحاديث الضعيفة دون تنبيه على ضعفها، لمجرد أن متنها يوافق ما يرمي إليه من المطابقة المزعومة. ومع أنه يُلقب بالمحدِّث (2) الحافظ؛ إلا أنه صوفي قبوري غالٍ، يبغي على الدعوة الوهابية السلفية التجديدية، وينبز أهلها "بالقَرْنيين"(3)، ويجازف في رميهم بالعظائم (4)، فالله طليبه، وهو حسيبه.

(1) مثل: كثرة الأمراض التي لم تكن معروفة، وتبرج النساء، وتقليد الكفار، ونحو ذلك.

(2)

انظر: ص (164).

(3)

فهو ينسبهم ظلما وعدوانا إلى "قرن الشيطان"، المذكور في الحديث عن نجد:"هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان" رواه البخاري، والصواب أن المقصود بنجد هنا بادية العراق ونواحيها، وانظر: الجواب المفصل عن هذه الشبهة في "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" ص (496 - 501)، و "دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" ص (185 - 192) و "العراق في أحاديث وآثار الفتن" للشيخ مشهور بن حسن (1/ 33 - 43)، وانظر: ص (279)، وما بعدها.

(4)

كقوله: "واحتل القرنيون الحجاز، وهم أعداء أهل المدينة الشريفة لمجاورتهم سيد الخلق وأفضل الرسل صلوات الله وسلامه عليه، فتراهم يضيقون عليهم، =

ص: 118

وقد ذكر الشيخ "مقبل بن هادي الوادعي" -رحمه الله تعالى- أن الشيخ حمودا التويجري رحمه الله رد على كتاب الغماري المذكور بكتاب أسماه: "إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة"(1).

ومن تكلفه تفسيره حديث: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْدِّينِ ظَاهِرِينَ "الحديث، وفيه:"بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَاَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسٍ "؛ بأن هذا تحقق في المصريين مع الإنكليز والفرنسيين واليهود والأمريكان، وأن الحديث تحقق بالاتحاد بين مصر وسورية في (الجمهورية العربية المتحدة)، إلى أن قال:"وكل هذا آتٍ قريب، وهو يدل على قرب خروج الدجال اليهودي الأعور الكذاب، وعلى أن الأمة المصرية هي التي ستفوز بقتاله وقتال جنده اليهود لعنهم الله"، وذهب إلى أن الله تعالى "سيظهر لهم كرامة كلام الشجر والحجر، فيقول الشجر والحجر للمؤمن: يا عبد الله هذا كافر ورائي فتعال فاقتله، والمؤمن من جيش مصر والاتحاد العربي". اهـ (2) بتصرف.

تنبيه:

وممن سلك مسلك الغماري المذكور في تكلف تأويل بعض النصوص -ولو كانت ضعيفة ولا تثبت- وتنزيلها على المكتشفات الحديثة:

= ويعاملونهم بما يحملهم على مفارقتها، والخروجِ منها مرة أخرى لتخرب" اهـ. من "مطابقة الاختراعات العصرية" ص (127).

(1)

"الصحيح المسند من دلائل النبوة" ص (11).

(2)

"مطابقة الاختراعات العصرية" ص (54. 55).

ص: 119

- فضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري -حفظه الله- في رسالَتَيْهِ: "اللقطات في بعض ما ظهر للساعة من علامات"، و"الأحاديث النبوية الشريفة في أعاجيب المخترعات الحديثة"، وتعقبه فيهما الشيخ "حمود التويجري" -رحمه الله تعالى- في رسالته:"تنبيهات على رسالتين للشيخ أبي بكر الجزائري"، وبيَّن فيها ضعف معظم أحاديث الرسالتين المذكورتين، وردَّ ما حَوَتاه من التأويل المتعسف.

-وكذلك الدكتور "فاروق الدسوقي" الذي قال: "إن الذي أولجني (بهذا) الباب، ووضعني في مدينة هذا العلم هو فضيلة الشيخ العالم الحافظ أحمد بن الصديق الغماري

وذلك بكتابه القيم الرائد السابق لعصره: "مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية" فهو الرائد الأول في عصرنا في مجال علم مطابقة النصوص على الأحداث" (1).

(1)"القيامة الصغرى على الأبواب"(1/ 15)، وقد أثنى في نفس الموضع على "سعيد أيوب" صاحب كتاب "المسيح الدجال قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى"، و"محمد عيسى داود" صاحب كتابَي "احذروا المسيخ الدجال يغزو العالم من مثلث برمودا"، و"الخيوط الخفية" قائلًا:"فكل منهما رائد في مجاله، وبقية المكتوب عن المسيح الدجال حديثًا عالة عليهما، واقرارًا بالفضل لله تعالى، ثم لصاحبه أقول: إن المؤلفَيْنِ الفاضِلَيْنِ وبخاصة الثاني قد فتحا أمامي آفاقًا جديدة في علم أشراط الساعة بإزالة بعض علامات الاستفهام حول مطابقة بعض نصوص الوحي: قرآنا وسُنَة بالأحداث المعاصرة" اهـ (1/ 15)، وإن مما يؤسف له أن ينخدع هذا الفاضل صاحب "القضاء والقدر" رسالة الدكتوراة التي حصل بها على جائزة الملك فيصل، لمثل "محمد عيسى داود" الصائم عن علوم الشريعة، والذي يبرأ منه العلم الشرعي براءة الشمس من اللمس!

ص: 120

ومن رواد (الغلو) في المطابقة: -شكري أحمد مصطفى (1942 - 1978 م).

زعيم الخوارج الجدد، وإمام ما أسماه "جماعة المسلمين".

- كتب رسالة "التوسمات " وكان مما تضمنته: الكلام على واقع المسلمين، وواقع جماعة الحق -التي هي جماعتهم بزعمهم- وظهور المهدي.

ومما جاء فيها: ["النصوص تؤكد أن جماعة الحق اليوم أصبحت وشيكة، من الدجال ونزول عيسى ابن مريم، ونرجو الله أن نكون خَلَفًا من حوارييه

".

"وإشارات كبيرة تؤكد أننا سندرك عيسى ابن مريم، وأننا جماعة الحق التي تستحق الخلافة في الأرض على هدي النبوة، ونرجو الله أن يجد فينا خَلَفًا من حوارييه ".

" .. ونحن جماعة الحق في آخر الزمان تشملنا الآيتان: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}، و {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ} ". "فقد كلفهم الله -أي: جماعة آخر الزمان- سبحانه وتعالى من الناحية القدرية التي يعلمها، والتي يريدها؛ بما لم يكلف به صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث سوف يتم على يد جماعة آخر الزمان ظهورُ الإسلام على كافة الأديان والملل، ويُعبد الله لا يُشْرَكُ به شيئًا (1)، ولا يبقى بيت من وبر أو مدر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز

(1) الصواب: شيءٌ.

ص: 121

أو بِذُلّ ذليل، ويتم الله قدره ونعمته على عباده، وينتصر هو ورسله وحزبه على العالمين، ويمكّن لهم في الأرض كما وعد بذلك "] اهـ (1)

"لهذا وغيره كان أعضاء هذه الجماعة يجزمون بأن قائدهم شكري هو مهدي هذه الأمة المنتظر، ولن تستطيع السلطة قتله، وسوف يذهب كل جهد تبذله في هذا السبيل أدراج الرياح؛ لأن الله سبحانه وتعالى سوف يحفظه؛ ليجاهد اليهود والنصارى، ويرفع رايات النصر في كل صُقْع من أصقاع العالم الفسيح، ويُظهر الله به دينه على كافة الأديان والملل، ويمكِّن له في الأرض ما شاء أن يمكن.

وكان أعضاء الجماعة يؤكدون أنه لو تم إعدام قائدهم؛ لوجب عليهم إعادة النظر بتصورات ومفاهيم الجماعة

" (2).

(1)"الحكم بغير ما أنزل الله وأهل الغلو"، لمؤلفه محمد سرور زين العابدين، ص (215، 216).

(2)

"نفسه" ص (216)، وانظر ما يأتي هامش ص (306 - 309).

ص: 122

تعليق واستطراد

إن تعليق "وجوب إعادة النظر بتصورات ومفاهيم الجماعة" على "إعدام قائدهم" سوءة فكرية، وعورة منهجية خطيرة، ولماذا يأتي التصحيح دائمًا بعد فوات الأوان؟

ولا يتقون الشَرَّ حتى يصيبَهم

ولا يعرفون الأمرَ إلا تدبرا

ولماذا لا نُخْضِع الفكر والمناهج للفحص والتفتيش ونحن ما زلنا في دار "الامتحان"؛ حيث توجد فرصة، بل فرص للمراجعة والتصحيح واستدراك الخطإ قبل الانتقال إلى دار "ظهور النتائج"!

وإلى متى ستظل الدعوة الإسلامية تدفع ثمن استبداد بعض فصائلها بالرأي في غيبة عن الرقابة العلمية الشرعية؟

إن هذا النمط العجيب من التفكير ليستدعي من الذاكرة قولَ إمام فتنةٍ من المتأولين: "إننا -والله- نعلم أن بين يدي الله موقفًا يسألنا فيه عن أعمالنا، ويحاسبنا عليها، ولكن نسأل الله -إن كان لنا هوى، أو مقصدنا لغير وجهه الكريم- أن يُخزيَنا، وُيبينَ باطلَنا على رءوس الأشهاد، وأن يفسد مساعينا، ولا يسددها". اهـ.

سبحان الله! "لقد حجَّرتَ واسعًا"، أليس اللسان الذي تلفظ بهذه الدعوة العديمة الفقه، هو نفس اللسان الذي كان يمكن أن يدعو بالعفو والعافية من الهوى، ويسأل الله الذي لا يُخَيِّبُ راجيَه، ولا يَرُدُّ داعيَه؛ أن يُريَه الحق حقًّا، ويرزقه اتباعه، ويريه الباطل باطلًا، ويرزقه اجتنابه؟! ولماذا نتأسى بالذين قال الله عز وجل فيهم: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ

ص: 123