المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مذهب مالك، جمع فيه المالكية وأحسن، وهو تأليف غريب لم - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌لائحة الأعداد

- ‌من كلمات جلالة الملك فيصل رحمه الله

- ‌من كلمات سمو ولي العهد. . الأمير فهد بن عبد العزيز حفظه الله:

- ‌سلاح العصر يحمل لواء الدعوة

- ‌المجلة بين الكتاب والصحيفة اليومية

- ‌دعاة أمناء لرسالة عظمى

- ‌القدس. . والفيصل. . والإسلام

- ‌تقديم

- ‌الدين والتدين

- ‌مفهوم الدين

- ‌ البحوث

- ‌مفهوم التدين

- ‌موقف البشر من الديانات ومدى تمسكهم بها

- ‌مستحيل أن تزول الديانات وتتلاشى ظاهرة التدين أمام تيار المادية

- ‌أثر الدين في حياة الفرد والمجتمع

- ‌الخلاصة

- ‌وجوب تحكيم الشريعة الإسلاميةفي شئون الحياة

- ‌أولا: المبادئ والأسس التي تقتضي التحاكم إلى شرع الله

- ‌التسخير الكوني والتسخير الشرعي:

- ‌تحكيم شريعة الله من أركان الإيمان

- ‌ثانيا: النصوص القرآنية الدالة على تحكيم الشريعة الإسلامية

- ‌الكفر العملي والكفر الاعتقادي

- ‌ثالثا: بواعث الخروج عن تحكيم الشريعة الإسلامية

- ‌ باعث النفاق:

- ‌رابعا: آثار الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌اللغة العربيةلسان وكيان

- ‌ مقدمة

- ‌حقيقة التلازم بين الإسلام والعربية

- ‌تآمر الأعداء على اللغة العربية

- ‌لغة عربية جديدة

- ‌مقارنة بين أسلوب الحديث النبويوأسلوب القرآن الكريم

- ‌اختلاف الأسلوب ينم عن اختلاف الذاتية

- ‌كعب بن مالكشاعر السيف والقلم

- ‌ظهور الإسلام وانتشاره في المدينة

- ‌أول لقاء الشاعر برسول الله

- ‌الغزوات التي شهدها كعب

- ‌ما نزل فيه من القرآن

- ‌روايته الحديث

- ‌مواقفه من الفتنة الكبرى

- ‌كعب بن مالك أحد شعراء الرسول

- ‌موضوعات شعره في الإسلام

- ‌الفخر والرد

- ‌شعر الوعيد والتهديد

- ‌الهجاء

- ‌إبراز صفات المسلمين في المعارك وإعدادهم لها

- ‌شعر الغزوات

- ‌إجلاء بني النضير

- ‌بدر الآخرة

- ‌غزوة الخندق أو الأحزاب

- ‌المراثي

- ‌نظرة في شعر كعب

- ‌مسلمة بن عبد الملكمجاهد على الدوام

- ‌رواية الحديث عن الخليفة الخامس

- ‌على فراش الموت بين مسلمة وعمر بن عبد العزيز

- ‌حركة الإصلاح الدينيفي القرن الثاني عشر

- ‌ميلاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌النظريات التي قامت عليها الدعوة

- ‌النظرية الأولى

- ‌النظرية الثانية

- ‌النظرية الثالثة:

- ‌آراء بعض المستشرقين في حركته الإصلاحية

- ‌كتابات عن الحركة لقادة الفكر في الشرق

- ‌مراجع عن الحركة

- ‌كتب صنفها الشيخ رحمه الله وأبناؤه وأحفاده

- ‌المفتي في الشريعة الإسلامية

- ‌تعريف المفتي

- ‌منزلة المفتي

- ‌شروط المفتي

- ‌أمور ينبغي للمفتي أن يتفطن لها

- ‌خاتمة

- ‌حكمالسعي فوق سقف المسعى

- ‌الخلاصة

- ‌حكمالأوراق النقدية

- ‌نشأة النقود وتطورها

- ‌قاعدة النقد الورقي

- ‌سر القابلية العامة لاعتبار النقد واسطة تعامل

- ‌آراء فقهية في حقيقة الأوراق النقدية

- ‌الأوراق النقدية أسناد

- ‌ الأوراق النقدية عرض من العروض

- ‌الأوراق النقدية فلوس

- ‌الأوراق النقدية نقد قائم بنفسه

- ‌علة الربا في النقدين

- ‌الخلاصة

- ‌حكمتمثيل الصحابة

- ‌قرار رابطة العالم الإسلامي

- ‌فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا

- ‌اشتغال المرأة المسلمة بالتمثيل

- ‌ تمثيل قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌قرار لجنة الفتوى بالأزهر

- ‌مفاسد تمثيل الأنبياء

- ‌ حكم تمثيل الشخصيات الإسلامية

- ‌قصص الأنبياء في السينما

- ‌أفلام دينية يروج لها أعداء الإسلام

- ‌قرارات هيئة كبار العلماء

- ‌تراجم الفقهاء

- ‌القيمة العلمية للتراجم

- ‌معالم مناهج الفقهاء

- ‌مصنفات الشافعية

- ‌مصنفات الحنابلة

- ‌مصنفات المالكية

- ‌مصنفات الحنفية

- ‌ أساتذة أبي داود

- ‌الباب الثاني:سنن أبي داود

- ‌ أول من صنف السنن

- ‌ثناء العلماء على السنن

- ‌الضعيف في سنن أبي داود

- ‌موازنة بين سنن أبي داود والصحيحين

- ‌زوائد أبي داود

- ‌ المصطلحاتفي تعليقات أبي داود

- ‌مخطوطات كتاب سنن أبي داود

- ‌الكتب التي ألفت حول السنن

- ‌خاتمة

- ‌مراجع البحث

- ‌نظرة الشريعة الإسلامية إلى المخدرات

- ‌المخدرات في الفقه الشافعي

- ‌المخدرات في الفقه الحنفي

- ‌موقفالشريعة الإسلامية من المسكرات والمخدرات

- ‌التوصيات

- ‌التعاون الدولي في مكافحة المخدرات:

- ‌مكافحة الزراعة والإنتاج

- ‌رفع الكفاءة في مكافحة المخدرات:

- ‌مكافحة تعاطي المخدرات:

- ‌أولا: حلقة الخطط والمناهج الجامعية

- ‌ثانيا: حلقة الدعم المتبادل

- ‌رابعا: حلقة التنمية والتطوير

- ‌خامسا:حلقة العلوم والتكنولوجيا

- ‌سادسا: حلقة التربية والتعليم

- ‌التوصيات

- ‌المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي

- ‌حوار مع الأمين العام للأمانة العامة للدعوة الإسلامية

- ‌الدعوة إلى الله

- ‌أسلوب الدعوة وما يجب أن يكون عليه الداعي

- ‌نماذج من دعوة الرسول

- ‌وجوب تبليغ الدعوة والقيام بها

- ‌هيئة التوعية في الحجتستقبل ملايين الحجاج

- ‌تراث من نور

- ‌أخبار إسلامية دولية

- ‌إنارة الطريق البري للحجاج

- ‌كلية القرآن الكريم

- ‌وثائق تاريخية

- ‌المبايعة

- ‌كلمة جلالة الملك خالد بن عبد العزيز حفظه الله

- ‌ أمر ملكي

الفصل: مذهب مالك، جمع فيه المالكية وأحسن، وهو تأليف غريب لم

مذهب مالك، جمع فيه المالكية وأحسن، وهو تأليف غريب لم يسبق إليه.

القرن الثاني:

ثم ألف ابن فرحون برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد المدني المتوفى سنة 789 هـ كتابه في طبقات المالكية، وسماه الديباج المذهب في علماء المذهب (1).

القرن الحادي عشر:

وذيله بدر الدين محمد بن يحيى القرافي المتوفى سنة 1008 هـ بكتابه المسمى بتوشيح الديباج وحلية الابتهاج (2)، كما ذيله أحمد بابا بن أحمد التنبكتي المتوفى سنة 1036 هـ وسمى كتابه نيل الابتهاج.

(1) كشف الظنون 1106.

(2)

المرجع السابق 507، 1106.

ص: 256

‌مصنفات الحنفية

أما علماء الحنفية فقد تأخر بهم القصد إلى القرن الثامن للهجرة، وظلت تراجمهم مضمنة في كتب التاريخ العامة وتواريخ البلدان وطبقات الأدباء واللغويين والفقهاء، ثم نشطوا لهذا الأمر، فحفلت القرون: الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثالث عشر، بمؤلفات كثيرة، ترجمت لعلماء المذهب وتضمنت خيارهم، واشتملت على مسائلهم.

* * *

القرن الثامن:

ففي القرن الثامن ألف نجم الدين إبراهيم بن علي بن أحمد الطرطوسي المتوفى سنة 758 هـ كتاب وفيات الأعيان من مذهب النعمان، وجمع صلاح الدين عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن المهندس المتوفى سنة 679 هـ تاريخا كبيرا لفقهاء الحنفية، يذكر ابن حجر أنه تعب عليه، فإنه طالع كتبا كثيرة ببلاد متفرقة (1) ثم جاء أبو محمد محي الدين عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي المتوفى سنة 775 هـ فأخرج كتابه الجواهر المعنية في طبقات الحنفية (2).

* * *

القرن التاسع:

وفي القرن التاسع ألف صارم الدين إبراهيم بن محمد بن أيدمر بن دقمان القاهري المتوفى سنة 809 هـ كتاب " نظم الجمان في طبقات أصحاب إمامنا النعمان "(3)، ويذكر حاجي خليفة أنه في ثلاث مجلدات، الأولى في مناقب أبي حنيفة والثانية والثالثة في أصحابه، وجاء بعد ابن دقمان مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي المتوفى سنة 817 هـ، فألف كتاب " المرقاة الوفية في طبقات

(1) الدرر الكامنة 2/ 387، 388، كشف الظنون 1099.

(2)

الدرر الكامنة 3/ 6 الفوائد البهية 99، كشف الظنون 616، 617، 1097 معجم المطبوعات 33.

(3)

الضوء اللامع 1/ 145 الطبقات السنية 1/ 260 كشف الظنون 1098، 1961.

ص: 256

الحنفية " (1). ولتقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي المتوفى سنة 845 هـ تذكرة (2)، جمع منها قاسم بن قطلو يغا مادة كتابه تاج التراجم، وصنف القاضي بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى العيني المتوفى سنة 855 هـ كتابا في طبقات الحنفية (3)، كما صنف زين الدين أبو العدل قاسم بن قطلو بغا السوروني الجمال المتوفى سنة 879 هـ كتابا مختصرا أسماه تاج التراجم ويذكر ابن الشحنة في هوامشه على أن الإمام مسعود بن شيبه عماد الدين السندي وابن سابق جمعا طبقات أصحاب أبي حنيفة (4)، ولابن الشحنة هذا وهو أبو الفضل محمد بن محمد الثقفي الحلبي المعروف بابن الشحنة الصغير المتوفى سنة 890 هـ، كتاب طبقات الحنفية في عدة مجلدات (5).

* * *

القرن العاشر:

أما القرن العاشر فقد زخر بعدد كبير من كتب تراجم الحنفية؛ فقد ألف شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن طولون الصالحي الدمشقي المتوفى سنة 953 هـ كتاب " الغرف العلية في تراجم متأخري الحنفية "(6)، وألف شمس الدين بن آجا محمد بن محمد كتابا " في طبقات الحنفية ثلاث مجلدات "(7)، واختصر إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي المتوفى سنة 956 هـ كتاب صلاح الدين عبد الله بن محمد المهندس الذي سبقت الإشارة إليه، كما اختصر الجواهر المضيئة (8)، وألف محمد بن عمر حفيد آق شمس الدين المتوفى سنة 959 هـ كتابا في طبقات الحنفية (9)، وجمع المولى علي بن أمر الله الجنائي المتوفى سنة 979 هـ مختصر على إحدى وعشرين طبقة كتب فيه المشاهير، بدأ فيه بالإمام أبي حنيفة، وختم بابن كمال باشا (10)، وألف محمود بن سليمان الرومي الكفوي المتوفى سنة 990 هـ كتاب كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار (11)، كما صنف قطب الدين محمد بن علاء الدين أحمد بن محمد النهرواني (النهروالي) الهندي الحنفي المتوفى سنة 990 هـ كتابا في طبقات الحنفية في أربعة مجلدات، ثم احترق مع كتبه، ثم كان في صدد تجديدها ولم يمهل (12).

* * *

(1) تاج العروس (الكويت) 1/ 43 البدر الطالع 2/ 280 الضوء اللامع 10/ 79، كشف الظنون 1098، 1657.

(2)

تاج التراجم 3، كشف الظنون 269.

(3)

الجواهر المضيئة 2/ 165، الضوء اللامع 10/ 131، كشف الظنون 1098

(4)

كشف الظنون 1099.

(5)

البدر الطالع 2/ 263 الضوء اللامع 9/ 295 كشف الظنون 1098، 1099.

(6)

شذرات الذهب 8/ 298، كشف الظنون 1098، 1202 الكواكب السائرة 2/ 52.

(7)

كشف الظنون 1098.

(8)

المرجع السابق 617، 1099.

(9)

المرجع السابق 1098.

(10)

ريحانة الألبا (الحلبي) 21/ 249، 269 العقد المنظوم 2/ 375، 388، كشف الظنون 1099.

(11)

الأعلام 8/ 49 الفوائد البهية 3.

(12)

البدر الطالع 2/ 57، ريحانة الألبا 1/ 407، شذرات الذهب 8/ 420، كشف الظنون 1098.

ص: 257

القرن الحادي عشر:

وجاء القرن الحادي عشر الهجري فألف تقي الدين بن عبد القادر التميمي الداري الغزي المصري الحنفي المتوفى سنة 1005 هـ كتابه " الطبقات السنية في تراجم الحنفية "، وهو أكبر موسوعة في تراجم الحنفية، وقد أوعى فيه وأجاد كما يقول حاجي خليفة (1)، ثم ألف نور الدين علي بن سلطان (محمد سلطان) الهروي القاري المتوفى سنة 1014 هـ كتاب الأثمار الجنية في أسماء الحنفية (2).

* * *

القرن الثالث عشر:

وفي القرن الثالث عشر الهجري شغل أبو الحسنات محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي المتوفى سنة 1304 هـ بهذا الأمر، ورأى أنه لو جمع رجال المذهب في كتاب فسيصير المجموع أكبر، لا ينتفع به إلا الأندر، ففرقهم في أكثر من كتاب، فصنع لرجال الهداية كتاب " مقدمة الهداية "، وجعل له ذيلا سماه " مذيلة الدراية "، وأفرد لتراجم شراح الجامع الصغير وأرباب المتون المشهورة وأصحاب الكتب المعروفة رسالة سماها " النافع الكبير "، وذكر من له أو لكتابه ذكر في شرح الوقاية كما ذكر شراح الوقاية ومحشى شرح الوقاية وشراح النقابة في مقدمة شرحه لشرح الوقاية المسمى " بالسعاية في كشف ما في شرح الوقاية "، ثم اطلع على كتاب الكفوي ولخص منه تراجم الفقهاء دون حذف ما يتعلق بها، ثم حذف الفوائد الفقهية وزاد بعد ذلك عليها، وسمى عمله هذا " الفوائد البهية في تراجم الحنفية "، فرغ منه سنة 1292 هـ (3).

* * *

هذا مبلغ ما وصل إليه علمنا من كتاب تراجم الفقهاء، ولعل ما لم يصل إلينا كثير حافل بالتراجم العلمية، والفوائد والنكت الفقهية، وهذا الذي عرفناه من كتب تراجم الفقهاء، كثير منه نعرفه بالاسم فقط أما أصوله فقد عدت عليها العوادي، وفقدناها فيما فقدنا من تراثنا العظيم.

(1) انظر مقدمة تحقيق الطبقات السنية 13 - 16.

(2)

البدر الطالع 1/ 445 خلاصة الأثر 3/ 185 الفوائد البهية 3، 8.

(3)

الفوائد البهية 3، 4، 348، معجم المطبوعات 1595.

ص: 258

ولا يتيسر لنا معرفة القيمة الحقيقية للبقية بين أيدينا إلا بدراستها، والتعرف إلى منهجها، ولعل لنا عودة إلى هذا الأمر، يتاح لنا فيها أن ندرس كتب التراجم في كل مذهب من المذاهب الأربعة على حدة، حتى نميز المعالم المشتركة، والخصائص التي يتفرد بها كل كتاب؛ لنستطيع بعد ذلك أن نسجل وصفا تحليليا لتراجم الفقهاء المسلمين، وعسى أن يكون في هذا ما يدفع إلى قراءة هذا التراث ودرسه والإفادة منه، والله من وراء القصد.

ص: 259

عبد الفتاح محمد الحلو

كلية اللغة العربية بالرياض

ص: 259

الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو

1 -

تخرج من كلية العلوم سنة 1961 م.

2 -

نال درجة الدكتوراه في الأدب العربي منها سنة 1974 م.

3 -

يعمل بمعهد المخطوطات - جامعة الدول العربية، وهو الآن معار إلى كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية بالرياض.

4 -

ألف كتاب شعراء هجر عن شعراء المنطقة الشرقية من المملكة في القرون الأربعة الأخيرة.

5 -

حقق من الكتب الأدبية: التمثيل والمحاضرة للثعالبي، وديوان ابن المقرب، وريحانة الألبا للشهاب الخفاجي، ونفحة الريحانة للمحبي، ودمية القصر للباخرزي.

6 -

حقق في اللغة الجزأين الثالث والعشرين من كتاب تاج العروس للزبيدي.

7 -

حقق من كتب تراجم الفقهاء طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (بالاشتراك والطبقات السنية في تراجم الحنفية للتميمي).

8 -

يتابع نشر بعض بحوثه في المجلات العلمية والأدبية.

ص: 260

مجلة البحوث الإسلامية

محمد الصباغ

أبو داود

حياته وسننه

الإشراف الفني

جمال النهري

ص: 261

مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن الشريعة المطهرة تقوم على المصدرين الخالدين: كتاب الله وسنة رسوله وفيهما الهدى والفلاح. من تمسك بها لم يضل، ولا يدعهما إعراضا عنهما إلا زائغ هالك.

وقد حفظهما الله عز وجل من عدوان المعتدين، وتحريف المغرضين، فتكفل الله سبحانه بحفظ الذكر الحكيم {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1)، وهيأ للسنة رجالا يذبون عنها افتراء المفترين وينقونها عن الزيف والدخيل حتى استبان الصحيح من السقيم واتضحت معالم الطريق. ووصلت إلينا كتب السنة متواترة لأصحابها بعد أن استغرقوا وسعهم وبذلوا جهدهم ولم يدعوا وسيلة من وسائل التثبت والتيقن إلا سلكوها. فجزاهم الله خير الجزاء وأحسن مثوبتهم في دار كرامته.

وإن مما يحق لنا أن نفخر به أعظم الفخر تلك الإنجازات العظيمة التي حققها أولئك العلماء في ميدان التحقيق والتنقيح حتى غدت قواعد المصطلح مثلا يحتذى.

ومن أهم كتب السنة الكتب الستة، وهي: الصحيحان وسنن النسائي وسنن أبي داود وجامع الترمذي وسنن ابن ماجه.

وقد أصبح لهذه الكتب من المنزلة الرفيعة ما جعل بعض العلماء يطلق عليها اسم الصحاح (2)، ولم يزاحم هذه الكتب إلا مسند أحمد وموطأ مالك وسنن الدارمي، ولكل منها مزية. . . ومهما يكن من أمر فقد غدت هذه الكتب التسعة من أشهر كتب السنة ومصادر لفهم الدين

(1) سورة الحجر الآية 9

(2)

" كشف الظنون " 1/ 1004.

ص: 262

أصوله وفروعه ومن أجل ذلك فقد حظيت بعناية المسلمين على مر العصور دراسة وشرحا واستنباطا وتخريجا واختصارا وفهرسة. . . .

وبحثي المتواضع هذا محاولة في دراسة " سنن أبي داود " وبيان منزلة هذا الكتاب وذكر خصائصه والتعريف بمؤلفه.

ويقع في بابين:

الأول: في حياته.

الثاني: في سننه.

وأرجو أن يكون كلامي تذكيرا لأهل العلم بواجب خدمة هذه الكتب وحثا لأولي الأهلية على القيام بهذا الواجب، ولعل من أهم مجالات الخدمة التي نتطلبها تخريج أحاديث هذه الكتب وتحقيق الحكم عليها.

وأنا أعرف أن ذلك مطلب ليس يسيرا ولا هينا، ذلك لأن الحديث الواحد قد يكون مرويا بأسانيد متعددة، فإذا كان سنده في كتاب ضعيفا فليس يبعد أن يكون واردا في كتاب آخر معتمدا بسند قوي.

من أجل ذلك ينبغي أن نقرر أن هذا الحديث بهذا السند يستحق هذا الحكم، والذي يخفف من الحرج أمران:

أولهما: عندما نحكم على حديث بأنه ضعيف بسبب ضعف سنده لا نكون قد أخطأنا.

هذا والمشكلة تكون كبيرة عندما ندخل في الدين ما ليس منه أما أن نحكم على حديث بالضعف بسبب ضعف سنده فهذا أمر طبيعي، ويبقى هذا الحكم ساريا حتى نقف على طريق آخر صحيح له. وإذا بذل المرء جهده ومستطاعه كان مأجورا إن شاء الله ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

وثانيهما: أنه مما يخفف من الحرج والمشقة أننا إذا جرينا على هذا النهج في الكتب الأخرى نستطيع بوساطة الفهارس العديدة أن نتبين بسهولة بالغة إن كان هذا الحديث مثلا مرويا في كتاب آخر بسند صحيح.

وأحسب أن العقل الإلكتروني يساعد في هذا المجال إن استخدام مساعدة فعالة.

وأنا أسأل الله أن يشرفني بالانضواء تحت لواء الخادمين لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المدافعين عنها العاملين بها إنه سبحانه خير مسؤول.

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (1) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الرياض في 20 صفر سنة 1394 هـ.

محمد بن لطفي بن عبد اللطيف بن ياسين الصباغ

(1) سورة البقرة الآية 201

ص: 263

الباب الأول

أبو داود

حياته

عصره

ولد أبو داود في مطلع القرن الثالث الهجري وتوفي في أواخره.

والقرن الثالث هو العصر العلمي الذهبي في تاريخنا كله، وقد أتيح للمؤلف رحمه الله أن يشهد نضج الحضارة الإسلامية في هذا القرن، كما أتيح له أن يعيش هذا العصر الذي ازدحم بالعبقريات والموهوبين الأفذاذ في شتى شؤون الفكر.

ويكفينا للدلالة على ذلك أن نذكر من أعلام هذا القرن الأسماء الآتية:

ففي الحديث:

كان البخاري ومسلم ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل والترمذي والنسائي.

وفي الفقه:

كان الربيع والمزني صاحبا الشافعي وداود الظاهري وغيرهم.

وفي الشعر:

كان علي بن الجهم وابن الرومي والبحتري وابن المعتز.

ص: 264

وفي العلم بالأدب:

كان المبرد وابن قتيبة والجاحظ وثعلب والفراء، وغيرهم كثير. وهكذا. .

ولا شك في أن أبا داود كان واحدا من هؤلاء العمالقة الأفذاذ في هذا العصر.

وكانت الحضارة قد بدأت تؤتي ثمارها وتنضج نضجا رائعا ترك أطيب الأثر في حياة المسلمين والدنيا كلها.

وما نزال معجبين بهذه الحضارة التي أينعت ثمارها وامتدت ظلالها في هذا القرن فكان هذا التراث العظيم الذي ما زالت الأجيال وستبقى تعيش مفيدة من مائدته.

ولد أبو داود سنة 202 في ظل الخليفة العباسي العالم المأمون، وإن استعراض أسماء الخلفاء الذين جاءوا إلى سدة الخلافة خلال حياة أبي داود ليشعرنا بفخامة العصر الذي كان فيه.

فبعد المأمون (ت 218) جاء للخلافة للمعتصم (ت 227) ثم الواثق (ت 232) ثم المتوكل (ت 247) ثم المنتصر (ت 248) ثم المستعين (ت 252) ثم المعتز (ت 255) ثم المهتدي (ت 256) ثم المعتمد على الله (ت 279).

وهذا الأخير حجر عليه أخوه الموفق واستبد بالأمر دونه، ولم يصبح خليفة، وللموفق مع أبي داود أخبار سنذكر طرفا منها فيما بعد.

ومن المعروف أن اضطراب شؤون الدولة العباسية قد بدأ بمقتل المتوكل سنة 247 هـ، فلقد أراد أن يكفكف من غلواء العسكريين الأتراك الذين بدأ تسلطهم أيام المعتصم فلم يفلح.

وإن عصرا هذا وزنه لا نستطيع أن نلم بجميع الجوانب فيه بكلمة مستعجلة.

ويكفينا أن نذكر بشأنه الأمور المقررة الآتية:

1 -

التناحر بين أفراد الأسرة الحاكمة كان على أشده.

2 -

سيطرة العناصر الأعجمية عموما والتركية خصوصا كان أمرا واضحا.

3 -

الثورات في أطراف الدولة الإسلامية.

4 -

الثورة في قلب الدولة وفي العراق بصورة خاصة.

5 -

الصراع النصراني - الإسلامي في الحدود الشمالية الغربية.

6 -

تسلط رجال الفرق الضالة على بعض الخلفاء وممارسة لون من الاستبداد الفكري ومقاومة العلماء وسجنهم.

7 -

قيام نزعات فكرية متعددة، وبعضها هدام خطير.

ص: 265

ولولا أن الحياة الاجتماعية كانت تسير بوجه عام على سنن الإسلام العظيم، وأن الحياة الفكرية والعلمية كانت تقوم بمهمتها في الهداية والإرشاد وإقامة الحجة على أحقية الإسلام، لكانت الحياة السياسية تلقى لونا قاتما بعض الشيء على هذا العصر الموار.

ص: 266

اسمه. نسبه. نسبته

هو أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي السجستاني.

وعمران هذا ذكر ابن عساكر وابن حجر أنه قتل مع علي بن أبي طالب بصفين. وأبو داود عربي صميم من الأزد (1)، والأزد قبيلة معروفة في اليمن (2).

والسجستاني نسبة إلى البلد سجستان، وهي بكسر السين وفتحها، والكسر أشهر، والجيم مكسورة فيهما (3)، ولم يذكر ياقوت في " معجم البلدان " إلا كسر السين (4).

وقد ذكرت الكتب التي ترجمت له أنها بلد يتاخم أطراف مكران والسند، وقررت أنه ما وراء هراة (5)، وذكر ياقوت أنها ناحية كبيرة وولاية واسعة وأنها جنوبي هراة، ووصف حسن جوها وثمراتها وسكانها وعاداتهم (6) وقد وهم من زعم أن سجستان قرية من قرى البصرة (7).

وذكر الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله في مقدمته لكتاب " موارد الظمآن " أن سجستان هي بلاد الأفغان الآن (8) وهي في الحقيقة القسم الجنوبي من بلاد الأفغان.

(1) انظر في " أمراء البيان " لمحمد كرد علي ص 503 تحقيقا في هذا الموضوع.

(2)

جاء في " القاموس ": الأزد أبو حي باليمين، ومن أولاده الأنصار كلهم.

(3)

انظر " تهذيب الأسماء واللغات " للنووي القسم الأول 2/ 224.

(4)

انظر " معجم البلدان " لياقوت 3/ 190.

(5)

انظر " تذكرة الحفاظ " للذهبي ص 591.

(6)

انظر " معجم البلدان " 3/ 190 - 192.

(7)

انظر " وفيات الأعيان " و " تذكرة الحفاظ " و " معجم البلدان ".

(8)

انظر " موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان " للهيثمي ص 18، 3/ 191 - 192.

ص: 266

ويقال له السجستاني والسجزي وهي نسبة على غير القياس قال فيها المنذري: وهو من عجيب التغيير في النسب (1).

وقيل: السجزي نسبة إلى سجز وهي سجستان (2).

(1)" مختصر المنذري لسنن أبي داود " 1/ 12.

(2)

" تهذيب الأسماء واللغات " للنووي 2/ 224.

ص: 267

نشأته

ولد أبو داود سنة 202 هـ كما ذكرنا وتلقى العلم على علماء بلده، ثم ارتحل وطوف بالبلاد في طلب العلم وتحصيل الرواية فزار العراق والجزيرة والشام ومصر وكتب عن علماء هذه البلاد جميعا. قال الخطيب:(وكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين والجزريين)(1).

وليس من شك في أن هذه الرحلات قد وسعت من أفقه وأطلعته على ألوان الثقافة في عصره في كل أنحاء العالم الإسلامي.

والبلاد التي سكنها كثيرة نذكر منها ما وصل إليه علمنا وهي:

سجستان التي كانت بلده والتي نسب إليها، وخراسان، والري (2) وهراة (3) والكوفة التي دخلها سنة 221 كما ذكر الخطيب - (4)، وبغداد التي قدم إليها مرات، وآخر مرة زارها كانت سنة 271 هـ، وطرسوس التي أقام بها عشرين سنة (5) ودمشق التي سمع الحديث فيها كما يذكر ابن عساكر (6)، ومصر أيضا، والبصرة التي انتقل إليها بطلب من الأمير أبي أحمد الموفق الذي جاء إلى منزله في بغداد واستأذن عليه ورجاه أن يتخذ البصرة وطنا ليرحل إليه طلبة العلم من أقطار الأرض فتعمر بسببه فإنها قد خربت وهجرت وانقطع الناس عنها لما جرى عليه من فتنة الزنج.

(1)" تاريخ بغداد " 9/ 55.

(2)

" تهذيب الأسماء واللغات " 2/ 224.

(3)

" تهذيب تاريخ ابن عساكر " 6/ 244

(4)

" تاريخ بغداد " 9/ 55.

(5)

" تهذيب الأسماء " 2/ 224.

(6)

" تهذيب ابن عساكر " 6/ 244.

ص: 267

وهذا الخبر يدل على أن شهرة أبي داود قد طبقت الآفاق، فالناس يعرفون له قدره وفضله وشهرته، وأحست الدولة بذلك فطلبت إليه أن يرحل إلى البصرة البلدة المنكوبة لتعود إليها الحياة ولتعمر من جديد.

وفي هذا دلالة على طبيعة حضارتنا ومنزلة العلم والعلماء فيها، فإن سكنى مثل أبي داود فيها كان العلاج لرد العمران إلى بلد مخرب مهجور. وهكذا فقد وفق الله أبا داود أن يكون شخصية علمية مرموقة في عصره كان لها أكبر الأثر على الناس في عصره والعصور التي تلت.

ص: 269

علمه

كان أبو داود أحد حفاظ الإسلام، وكان من أوسع العلماء معرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهه وعلله ومتونه ورجاله.

ويبدو أن علماء عصره كانوا يعرفون مكانته العلمية الكبرى ويقدرونه حق قدره؛ يدل على ذلك عدد من الأخبار:

منها ما ذكروا من أن أحمد بن حنبل روى عنه حديثا، وكان أبو داود شديد الاعتزاز به.

ومنها ما ذكروا من أن سهل بن عبد الله التستري جاء إلى أبي داود. فقيل: يا أبا داود هذا سهل جاءك زائرا، فرحب به وأجله.

فقال له سهل: يا أبا داود لي إليك حاجة.

قال: وما هي؟

قال: حتى تقول قد قضيتها مع الإمكان.

قال: قد قضيتها مع الإمكان.

قال: أخرج إلي لسانك الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله، فأخرج إليه لسانه فقبله (1).

وكان علمه متعدد الجوانب، فهو - مع تخصصه في الحديث - فقيه عظيم، وقد عده الشيخ أبو الحسن الشيرازي في طبقات الفقهاء من جملة أصحاب أحمد بن حنبل، وكذا أبو يعلى في.

(1)" مختصر المنذري " 1/ 7 - 8 و " تهذيب التهذيب " 4/ 172 و " وفيات الأعيان " 2/ 404.

ص: 269

وأبو داود ناقد كبير، وليس هذا غريبا على إمام من أئمة الحديث، لأن هذا العلم يربي في أتباعه حاسة النقد، وقد استطاع أن يبلغ مستوى راقيا من رهافة الحس ودقة النقد، وسنرى في دراستنا لكتاب " السنن " نماذج من نقده العميق، ولكنني هنا أود أن أشير إلى مجال سبق إليه أبو داود ويحسب بعض الباحثين أنه جديد وأن الأقدمين لم يعرفوه، وذلك هو نقد الكتابة وتقدير عمرها بالنسبة إلى الحبر القديم والحديث، يدل على ذلك خبر جاء في كتاب " الميزان " للحافظ الذهبي وهو:

(قال زكريا بن يحيى الحلواني: رأيت أبا داود السجستاني قد جعل حديث يعقوب بن كاسب وقايات (1) على ظهور كتبه، فسألته عنه فقال: رأينا في مسنده أحاديث أنكرناها، فطالبناه بالأصول، فدافعنا، ثم أخرجها بعد، فوجدنا الأحاديث في الأصول مغيرة بخط طري؛ كانت مراسيل فأسندها وزاد فيها) (2).

وتقدير العمر بالنسبة للحبر أمر يتصل بتقدير العمر بالنسبة إلى الورق ولا أستبعد أن تكون هناك حوادث من هذا القبيل في حياة صاحبنا العلمية، والله أعلم.

ومما يدل على مكانته العلمية ثناء العلماء عليه وسنذكر بعضه في الفقرة الآتية:

(1) أي أغلفة يغلف بها الكتب.

(2)

" الميزان " للذهبي 4/ 451.

ص: 270

ثناء العلماء عليه

كان الثناء عليه من قبل المعاصرين له والذين جاءوا من بعده منصبا على ناحيتين:

سعة علمه ودقة تحقيقه.

وكرم أخلاقه وتقواه.

فلقد كان رحمه الله مثلا عاليا في صفتي المحدث القوي وهما العدالة والضبط.

وسنورد شذرات من أقوالهم.

1 -

قال أبو بكر الخلال:.

أبو داود سليمان بن الأشعث، الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعها أحد في زمانه، رجل ورع مقدم (1).

(1)" تاريخ بغداد " 9/ 57 و " تهذيب التهذيب " 4/ 172 و " تهذيب ابن عساكر " 6/ 244.

ص: 270

2 -

وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي:

سليمان بن الأشعث أبو داود السجزي، كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله وعلمه وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع، كان من فرسان الحديث.

3 -

وقال إبراهيم الحربي:

ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود النبي عليه السلام الحديد.

4 -

وهذه الكلمة رويت أيضا عن أبي بكر الصغاني.

5 -

وقال موسى بن هارون الحافظ (1):

خلق أبو داود في الدنيا للحديث، وفي الآخرة للجنة. ما رأيت أفضل منه (2).

6 -

وقال علان بن عبد الصمد:

كان من فرسان هذا الشأن (3). 7 - وقال أبو حاتم بن حبان (4):

كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا نسكا وورعا وإتقانا، جمع وصنف وذب عن السنن (5).

8 -

وقال أبو عبد الله بن منده (6):

الذين أخرجوا وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة: البخاري ومسلم، وبعدهما أبو داود والنسائي (7).

9 -

وقال الحاكم:

أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة (8).

(1) هو الحافظ موسى بن هارون الحمال البغدادي البزاز توفي سنة 294 هـ، (وانظر " تذكرة الحفاظ " 669).

(2)

" طبقات الشافعية " 2/ 293، " تهذيب التهذيب " 4/ 172، " تهذيب ابن عساكر " 6/ 244.

(3)

" تهذيب التهذيب " 4/ 172، " تهذيب الأسماء واللغات " 2/ 224.

(4)

هو أبو حاتم محمد بن حبان البستي الشافعي صاحب " الصحيح " توفي سنة 354 هـ.

(5)

" تهذيب التهذيب " 4/ 172، و " الخلاصة " للخزرجي ص 127.

(6)

هو أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ المتوفى سنة 396 هـ.

(7)

" تهذيب التهذيب " 4/ 172.

(8)

" تهذيب التهذيب " 4/ 172.

ص: 271

10 -

وقال محمد بن مخلد:

كان أبو داود يفي بمذاكرة مائة ألف حديث وأقر له أهل زمانه بالحفظ (1).

11 -

وقال ابن ماكولا:

هو إمام مشهور (2).

12 -

13 - وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر بن صدقة (3) يرفعان من قدره بما لا يذكران أحدا في زمانه مثله (4).

14 -

وقال الذهبي (5):

وبلغنا أن أبا داود كان من العلماء حتى إن بعض الأئمة قال: كان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، وكان أحمد يشبه في ذلك بوكيع، وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور، ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة، وعلقمة بعبد الله بن مسعود. وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله (6).

ولم يرض السبكي في " طبقاته " أن يمضي بالسلسلة إلى نهايتها، بل اختار الوقوف عند ابن مسعود (7).

ونقل ابن العماد عن الذهبي أيضا قوله في أبي داود:

كان رأسا في الحديث، رأسا في الفقه، ذا جلالة وحرمة وصلاح وورع حتى إن كان يشبه بأحمد (8).

15 -

وقال ابن الجوزي (9):

كان عالما حافظا عارفا بعلل الحديث، ذا عفاف وورع وكان يشبه بأحمد بن حنبل (10).

وسيمر بنا عند الكلام على " السنن " مزيد من الثناء على أبي داود وشهادات أهل العلم بفضله.

(1)" تهذيب التهذيب " 4/ 172.

(2)

" تهذيب ابن عساكر " 6/ 244.

(3)

هو الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي توفي سنة 293.

(4)

" تهذيب ابن عساكر " 6/ 244 و " تهذيب التهذيب " 4/ 171.

(5)

هو الإمام الحافظ مؤرخ الإسلام الناقد محمد بن عثمان الذهبي الشافعي الدمشقي توفي سنة 748 هـ.

(6)

" تذكرة الحفاظ " ص 592.

(7)

" طبقات الشافعية " 2/ 296.

(8)

" شذرات الذهب " 2/ 167.

(9)

هو عبد الرحمن بن علي إمام مشهور كثير التصنيف توفي سنة 597.

(10)

" المنتظم " 5/ 97.

ص: 272