الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتكلم العباس فقال: إن محمدا منا في عز من قومه ومنعه في بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه.
فقالوا له: سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله.
فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن، ودعا إلى الله، ورغب في الإسلام، ثم قال: أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم.
فأخذ البراء بن معرور يده، ثم قال: نعم والذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما تمنع منه أزرنا (كناية عن النساء) فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة (السلاح) ورثناها كابرا عن كابر.
فقال أبو الهيثم بن التيهان: يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها (يعني اليهود) فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا، فتبسم الرسول وقال: بل الدم الدم والهدم الهدم (أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتكم) أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم.
ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكد يقر قراره في المدينة حتى آخى بين المهاجرين والأنصار وكان نصيب كعب بن مالك (شاعرنا) من تلك المؤاخاة أخوته لطلحة بن عبيد الله.
الغزوات التي شهدها كعب
وحينما بدأ الرسول صلوات الله وسلامه عليه غزواته ليحق الحق ويبطل الباطل، كان كعب بن مالك واحدا من أولئك البواسل الذين خاضوا مع الرسول غزواته في سبيل الله إلا غزوة بدر وتبوك، وذلك ما يحدث به كعب نفسه فيقول: ما تخلفت عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط غير أني كنت قد تخلفت في غزوة بدر، وكانت غزوة لم يعاقب رسول الله أحدا تخلف عنها، وتخلفت في تبوك وكنت قويا ميسورا. .!
وشهد كعب بن مالك غزوة أحد وأبلى فيها أحسن البلاء، وكان قد لبس لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولبس الرسول لأمته، وقد جرح كعب في أحد أحد عشر جرحا وثبت على الرغم من جراحه وحينما صاح الكفار: قتل محمد، ودقت الصيحات أسماع كعب راح يفتقد القتلى والجرحى فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ورأى عينيه تزهران (تضيئان) من تحت المغفر، فنادى بأعلى صوته: يا معشر المسلمين أبشروا