الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*وفي سنة ثلاث عشرة أيضا توغل مسلمة في بلاد الترك، فقتل منهم خلقا كثيرا، ودانت له تلك الممالك من ناحية بلنجر وأعمالها (1).
*وفي سنة إحدى وعشرين ومائة غزا مسلمة الروم، ففتح حصن مطامير (2).
(1) البداية والنهاية ج9 ص304:
(2)
: البداية ج9 ص326:
رواية الحديث عن الخليفة الخامس
أرأيت. . . إنها سلسلة طويلة من المعارك والغزوات والحروب، وإنها لسلسلة كثيرة الحلقات. وكأنما نذر مسلمة نفسه للجهاد والقتال، واتخذ مسكنه في ساحات الكفاح والنضال، ومع ذلك كان عالما محدثا، روى الحديث عن خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز، وروى عنه الأحاديث جماعة منهم: عبد الملك بن أبي عثمان، وعبد الله بن قرعة، وعيينة والد سفيان بن عيينة، وابن أبي عمران، ومعاوية بن خديج، ويحيي بن يحيي الغساني (1).
ويظهر أن اتصال مسلمة بن عبد الملك بالحاكم العادل، المخلص الأمين، خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز كان من أقوى الأسباب في تكوين شخصية مسلمة، تكوينا باهرا رائعا؛ لأني أومن بأن عمر بن عبد العزيز كان رجلا تتمثل فيه نفحات إلهية من الخير والبر والتوفيق، وأن الذين اتصلوا به وأخذوا عنه واقتبسوا منه هداهم الله، ووهبهم توفيقا ورشادا. ولعل مسلمة قد عبر عن شيء من هذا القبيل حينما دخل على عمر بن عبد العزيز وهو في ساعاته الأخيرة فقال له في تأثر عميق بليغ: جزاك الله، يا أمير المؤمنين عنا خيرا، فقد ألنت لنا قلوبا كانت قاسية، وجعلت لنا في الصالحين ذكرا (2).
وهذه عبارة تدل على أن ملامح من شخصية مسلمة كان الفضل فيها لخامس الراشدين رضوان الله تبارك وتعالى عليه.
(1) البداية والنهاية ج9 ص328
(2)
العقد الفريد ج3 ص183:
على فراش الموت بين مسلمة وعمر بن عبد العزيز
ومن: المواقف الخالدة الباقية بين مسلمة وعمر ما رواه ابن عبد ربه، وهو أن مسلمة بن عبد الملك، دخل على عمر بن عبد العزيز في المرض الذي مات فيه، فقال له: يا أمير المؤمنين، إنك فطمت أفواه ولدك عن هذا المال، وتركتهم عالة، ولا بد لهم من شيء يصلحهم، فلو أوصيت بهم إلي أو إلى