الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغموض التعليق جاء من أنه لم يرد للحسن ولا للصحيفة ذكر.
وشرح هذا التعليق كما يأتي: قال في " عون المعبود ":
(وفي سنن أبي داود في باب اتخاذ المساجد في الدور: عن سمرة بن جندب أنه كتب إلى بنيه: (أما بعد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم. . .) الحديث فثبت أنه كان عند أبناء سمرة صحيفة من سمرة، وأنهم جمعوا ما كتب إليهم سمرة فصارت هذه المكاتيب بمنزلة الصحيفة والكتاب.
وأما قول المؤلف: (دلت هذه الصحيفة. . .) فوجه دلالتها وتعلقها بالباب أن هذا اللفظ الذي رواه سليمان بن سمرة عن أبيه بقوله (أما بعد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم. .) من ألفاظ الصحيفة التي أملاها سمرة ورواها عنه ولده سليمان، فأراد أبو داود أن سليمان بن سمرة كما صح سماعه من أبيه بهذه الصحيفة وغيرها كذلك الحسن البصري صح سماعه بهذه الصحيفة وغيرها من سمرة؛ لأن كلا منهما أي سليمان بن سمرة وكذا الحسن بن يسار من الطبقة الثالثة، فدل ذلك أن الحسن سمع من سمرة كما أن سليمان بن سمرة سمع من أبيه سمرة؛ لأنهما من الطبقة الثالثة فلما سمع سليمان من أبيه سمرة فلا مانع أن يكون الحسن سمع منه، وأن أبا داود من القائلين بأن الحسن البصري ثبت سماعه من سمرة. .) (1).
(1)" عون المعبود " 1/ 369 - 370.
مخطوطات كتاب سنن أبي داود
ذكر بروكلمان وفؤاد سزكين مواضع وجود مخطوطات كاملة ومخطوطات ناقصة من هذا الكتاب، وقد كدت أنقل ذلك بأرقامه وعدد صفحات الموجود منه، ولكني لم أجد في ذلك كبير فائدة فرأيت أن أشير إلى أماكن وجودها، وبإمكان الراغب في الاطلاع عليها أن يرجع إلى هذين الكتابين:
برلين - ميونخ - باريس - يني جامع - أيا صوفيا - نور عثمانية - كوبريلي - مراد ملا - سليم آغا - شهيد علي - حكيم - الفاتم - جار الله - حسن حسني - الحميدية - خالد أفندي - مهرشاه - لاله لي - فيض الله رئيس الكتاب - مكتبة جامعة إستامبول - عاطف - أنقرة صائب الرباط - تشستر بيتي - منجانا - تيمور - طلعت - بلدية الإسكندرية - الأوقاف ببغداد - عليكرة - سبحان - بريل - بودليانا - الجزائر - دمشق - حلب - داماد زاده - سليمانية - يوسف آغا - تلمسان - مكتبة القرويين بفاس - مكتبة جامع الزيتونة - بنيكيبور - آصفية - رامبور - المتحف البريطاني.
وكنت أتمنى لو أنه كان بإمكاني أن أتعرف إلى كل من هذه المخطوطات وبأية رواية هي؟ وهناك مخطوطات أخرى في غير هذه الأمكنة ولكننا لم نقف عليها.
ولعل من أهمها تلك المخطوطة النفيسة التي وقف عليها الصديق العلامة الزميل الدكتور محمد مصطفى الأعظمي وقد أخبرني أنها موجودة في المكتبة المحمودية في المدينة المنورة، وقد ابتدأت بأحاديث من الباب الذي يسبق باب (من ترك القراءة في صلاته) وانتهت بباب (صوم الدهر تطوعا). وهي برواية أبي بكر محمد بن بكر. . ابن داسة وعليها سماعات وقراءات، وعورضت النسخة بأصل الشيخ أبي الحسن ماسرجسي رحمه الله وذكر الاختلاف بهامش النسخة.
ولعل من أهم هذه المخطوطات مخطوطة نفيسة لا أدري مكان وجودها على وجه اليقين وإن كنت أظن أنها موجودة في مكة وقد وقفت على أمرها من نظري في نسخة سنن أبي داود المطبوعة التي كان يملكها الشيخ عبد الظاهر أبو السمح. إمام الحرم المكي رحمه الله، فقد قابل بعض طلبة العلم نسخة السنن المطبوعة بإشراف محمد محيي الدين عبد الحميد على هذه المخطوطة وقد نظرت فيها وأفدت منها كثيرا.
طبعاته
طبع هذا الكتاب مرات عديدة، ولكنه لم يطبع حتى الآن طبعة محققة. ونورد فيما يأتي الطبعات التي ذكرها سركيس وبروكلمان وسزكين وسنزيد عليها ما وقفنا عليه. وكنت أود أن أتكلم على كل طبعة بكلمة وصفية نقدية، غير أن ذلك لم يتيسر لي الآن؛ لأنني لم أستطع رؤية جميع هذه الطبعات وقد تتهيأ لي فرصة في المستقبل لذلك:
1 -
طبع بجزأين في المطبعة الكاستيلية بمصر سنة 1280 هـ بعناية الشيخ نصر الهوريني رحمه الله (1).
2 -
وذكر بروكلمان (2) أنه طبع سنة 1271 - 1272 في دهلي بالهند.
3 -
وطبع بجزأين مع شروح على الهامش في الهند بدلهي سنة 1283.
4 -
وطبع جزء واحد منه مع شروح على الهامش في دهلي سنة 1890 م وعدد صفحاته 168.
5 -
وطبع بجزء واحد في لكناو سنة 1840.
6 -
وطبع في لكناو سنة 1877 - 1888.
(1) انظر " مقدمة محيي الدين عبد الحميد " ص 19.
(2)
انظر " تاريخ الأدب العربي " 3/ 187.
7 -
وطبع في لكناو سنة 1305.
8 -
وطبع بجزء واحد في حيدر آباد سنة 1321 هـ وصفحاته 393.
9 -
وطبع بجزأين مع شرح لأبي الحسنات محمد الفنجاني وذلك في لكناو سنة 1318 هـ.
10 -
وذكر بروكلمان أنه طبع أيضا بهامش شرح الموطأ للزرقاني سنة 1310 هـ - 1320 هـ في القاهرة.
11 -
وطبع بأربعة أجزاء مع شرح واسع جيد وهو " عون المعبود " في الهند سنة 1323، وسنتحدث عن هذا الشرح فيما بعد، والذي يهمنا هنا هو متن أبي داود، وأستطيع أن أقرر أن هذه الطبعة هي أصح ما رأيت من الطبعات وأفضلها وأكثرها تحقيقا.
فقد ذكر الشارح الأستاذ العظيم الآبادي أنه ظفر بإحدى عشرة نسخة من سنن أبي داود وكلها من رواية اللؤلؤي إلا نسخة واحدة فهي من رواية ابن داسة.
فقابل هذه النسخ بعضها على بعض ورجع إلى عشرات الكتب الأمهات من كتب الأئمة المتقدمين، واستطاع أن يميز رواية اللؤلؤي وأن يورد كل الروايات التي وصلت إليه وقال:(فصار هذا المتن والشرح جامعا لرواية ابن داسة وابن العبد وابن الأعرابي أيضا، بل فيه بعض رواية الرملي أيضا لكنه قليل جدا)(1).
ويبدو أنه قد بذل غاية الجهد، ولولا أن هذه الطبعة حجرية على الطريقة التي لا يزال إخواننا الهنود يجرون عليها في الطباعة وأنها خالية من الترقيم لكان ينبغي أن يعتمد عليها جل الاعتماد.
12 -
وطبع في مصر سنة 1371 هـ - 1952 م طبعة سقيمة تجارية في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وكتب على هذه الطبعة: (تعليقات لفضيلة الأستاذ الشيخ أحمد سعد علي من علماء الأزهر الشريف) كذا كتب على الورقة الغلاف.
والجدير بالذكر أن التعليقات نادرة وهي قليلة القيمة العلمية، والأستاذ المذكور وقع بلقب (رئيس التصحيح بمطبعة مصطفى البابي الحلبي) وهذه الطبعة جمعت مساوئ عدة من رداءة الورق وسوء الحرف وازدحام الصفحات وخلوها من الترقيم والتنقيط وقد ظهرت في جزأين صفحات الأول 595 وصفحات الثاني 680.
13 -
طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد طبع هذا الكتاب على ورق صقيل وبحرف جميل بتحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله.
(1)" عون المعبود " 4/ 549.
وكانت طبعته الأولى سنة 1354 هـ - 1935 م. وذكر في المقدمة أنه رجع إلى مخطوطات ومطبوعات ولكنه لم يذكر بالتفصيل ما هي هذه المخطوطات التي رجع إليها وأين مكان وجودها، ويبدو أنه بالغ في ذلك مبالغة ظاهرة، ويكاد يظن المرء أن الرجل لم يرجع إلا إلى مطبوعة اعتمدها وأدخل فيها شيئا من التعديلات التي أخذها عن مطبوعة أخرى؛ لأن الجهد الذي يبذله الإنسان لا بد أن يظهر له أثر ولا سيما بالنسبة لمن عانى أمور التحقيق وقد صدرت هذه الطبعة في أربعة أجزاء مرقمة الأحاديث واستعمل المحقق فيها علامات الترقيم.
ولكننا لا نجد في حواشيها إلا تعليقات يسيرة جدا وليس في هذه التعليقات تخريج للأحاديث النبوية؛ لأنه فيما يبدو لم يكلف نفسه في الطبعة الأولى عناء الرجوع إلى كتاب المنذري الذي أتيح له فيما بعد أن ينقل منه ثم صدرت الطبعة الثانية سنة 1369 هـ - 1950 م.
وفي هذه الطبعة أضاف إلى متن الكتاب إضافات كان يضعها بين معقوفتين ولم يذكر عنها شيئا في المقدمة كما أضاف إلى تعليقاته تخريجا للأحاديث وهو مأخوذ بحذافيره من كتاب المنذري ولم يذكر عنه شيئا في المقدمة، والحق أنني وقفت على كثير من سرقات الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد وادعائه كلام غيره لنفسه وظلم العلماء الأقدمين وكتبت ما واجهته من ذلك في دراسة كنت أعددتها لكتاب شرح قطر الندى لابن هشام من نحو عشرين سنة سقت الأدلة الكثيرة، وما كنت أحب أن أذكر ذلك بعد أن توفي إلى رحمة الله غفر الله لنا وله، ولكن الشيء الذي راعني هو أن ينقل تعليقات الحافظ المنذري بكاملها وبحروفها دون أن يشير إلى ذلك في المقدمة.
ولو أنه فعل ذلك لأعطى لهذه التخريجات من القوة والرجحان والتوثيق شيئا كثيرا ذلك؛ لأن المنذري حافظ عظيم ومن المشتغلين بالسنة فعندما يكون تخريج الحديث منسوبا إليه فإن ذلك أدعى لأن يقبله القارئ ويتبناه عن قناعة لا تتوافر إلا للقلة من العلماء المحققين أمثال المنذري رحمه الله.
ويفيد في هذا المجال أن نقرر أن المنذري رحمه الله ذكر في مقدمة " مختصره " نهجا علميا دقيقا فقال: (وأذكر عقيب كل حديث من وافق أبا داود من الأئمة الخمسة على تخريجه بلفظه أو نحوه)(1). ولم يذكر الأستاذ المحقق مثل ذلك، فأوهم بإغفاله ذلك أن الحديث مخرج عند من ذكرهم المنذري ونقلهم عنه المحقق مخرج بلفظه وربما لا يكون كذلك أما الشروح التي ذكرها الأستاذ المحقق رحمه الله فعلى الرغم من أنها في غاية الإيجاز فإنها كذلك مأخوذة غالبا من شرح الخطابي بالحرف الواحد ولم ينسبها إليه، فأوهم أنها من عنده.
(1)" مختصر المنذري " 1/ 13.