الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تضم بين دفتيها رسائل في مسائل بعينها، ضاعت أصولها، وحفظتها لنا هذه الكتب.
ويدل هذا الذي تقدم على مبلغ الفائدة التي يجنيها الفقيه والمتفقه من الرجوع إلى هذه التراجم ودراستها، بل إن المثقف المسلم لا يستطيع التعرف إلى صورة كاملة للفكر الإسلامي عبر قرونه المتطاولة إلا إذا عاد إلى كتب التراجم هذه ينبشها، ويلتقط اللمحة، والفكرة إثر الفكرة، حتى يكتمل تصوره لهذا الفكر في مراحله المختلفة، ولا أجد في نفسي اطمئنانا إلى كاتب يتصدر للفكر الإسلامي، وهو مبتوت الصلة بهذا التراث العظيم، بعيد عما فيه من ثروة فكرية، ونماذج للفكر الإنساني الرفيع، فلا بد من عودة إلى تراثنا في هذا الجانب نستلهمه ونفيد منه، ونيسر قراءته للناس.
أما عن جهود العلماء في تسجيل تراجم الفقهاء، فالحديث عنها يطول، وسأقصر حديثي هنا على ما عرفته من المصنفات لأئمة المترجمين للفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة، وهي على الترتيب الزمني: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.
ولقد كان الشافعية أسبق رجال المذاهب الفقهية إلى تدوين تراجم رجالهم، وتلاهم في هذا الحنابلة، وتبعهم المالكية أو واكبوهم، ثم جاء الحنفية في آخر المطاف ليسجلوا تراجم رجالهم، ولا ينقص هذا ما ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون (1/ 28) من أن الشيخ الإمام أبا بكر الحسن بن محمد بن الحسن الزبيدي النحوي المتوفى سنة 379 هـ قد ألف كتابا في أخبار الفقهاء المتأخرين من أهل قرطبة، وأن أبا عمر وأحمد بن محمد قد صنع منتخبا له، فربما كان كتاب الزبيدي في تراجم الفقهاء من المذاهب المختلفة؛ ذلك أننا لا نعرف الشيء الكثير عن المذهب السائد في الأندلس خلال القرن الرابع الهجري، ولا نستطيع القول بأن المذهب المالكي فرض سلطانه على الجزيرة في هذه الفترة المبكرة من حياتها الفقهية.
* * *
مصنفات الشافعية
ونبدأ بذكر مصنفات الشافعية في تراجم أهل مذهبهم:
القرن الخامس:
ففي القرن الخامس الهجري تصدى لهذا العمل رجال هم الإمام أبو حفص عمر بن علي المطوعي، المتوفى نحو سنة 440 هـ، حيث صنف للإمام أبي الطيب سهل الصعلوكي كتابا سماه " المذهب في ذكر
شيوخ المذهب " (1) والإمام الطيب الطبري القاضي المتوفى سنة 450 هـ، الذي صنف مختصرا ذكر فيه مولد الشافعي رضي الله تعالى عنه، وعد في آخره جماعة من أتباعه (2) والإمام أبو عاصم العبادي المتوفى سنة 458 هـ، حيث ألف كتابه الطبقات (3)، والإمام أبو إسحاق الشيرازي المتوفى سنة 476 هـ (4) وكتابه في تراجم الفقهاء يضم إلى الشافعية رجال المذاهب الأخرى (المالكية والحنابلة، والحنفية، والظاهرية) والحافظ أبو محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني المتوفى سنة 489 هـ، حيث ألف كتابه الطبقات (5) والقاضي أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الشيرازي المتوفى سنة 500 هـ، صاحب كتاب تاريخ الفقهاء (6).
* * *
القرن السادس:
وفي القرن السادس الهجري ألف المحدث أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي المعروف بفندق المتوفى سنة 565 هـ كتابا سماه وسائل الألمعي في فضائل الشافعي (7) ثم جمع الشيخ الإمام أبو النجيب السهروردي المتوفى سنة 563 هـ مجموعات في تراجم الشافعية (8).
* * *
القرن السابع:
وفي القرن السابع الهجري ألف الشيخ ابن الصلاح المتوفى سنة 643هـ كتابه، ولكن المنية عاجلته والكتاب مسودة، فأخذه الإمام أبو زكريا النووي المتوفى سنة 676هـ، واختصره وزاد أسام قليلة جدا، ومات أيضا وكتابه مسودة، فبيضه الحافظ أبو الحجاج المزي المتوفى سنة 742 هـ (9). كذلك ألف الشيخ عماد الدين بن باطيش المتوفى سنة 655 هـ، كتابه في تراجم الشافعية (10).
* * *
القرن الثامن:
وحفل القرن الثامن الهجري بمؤلفات ضخمة في تراجم الشافعية، فقد ألف تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي السبكي المتوفى سنة 771 هـ في طبقات الشافعية ثلاثة كتب: الطبقات الصغرى، وطبقات الفقهاء
(1) طبقات الشافعية الكبرى (الحلبي) 1/ 216.
(2)
المرجع السابق.
(3)
المرجع السابق.
(4)
المرجع السابق.
(5)
المرجع السابق.
(6)
المرجع السابق.
(7)
المرجع السابق.
(8)
المرجع السابق 1/ 217.
(9)
المرجع السابق.
(10)
المرجع السابق.
الشافعيين المعروف بالطبقات الوسطى، وموسوعته الضخمة طبقات الشافعية الكبرى (1) وألف جمال الدين عبد الرحيم بن حسن الأسنوي المتوفى سنة 772 هـ، كتابا في طبقات الشافعية، فرغ من تأليفه سنة 769 هـ، ورتبه على حروف الاشتهار، وذكر في كل حرف فصلين، أوله في رجال الشرح الكبير والروضة، والثاني في الزائد عليهما، ونقل من طبقات التفليسي لموسوي عمر بن بندار المتوفى سنة 672 هـ، وهي في مجلد ضخم ألفه قبل الأسنوي (2) ثم صنف الحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774 هـ، كتابه في طبقات الشافعية (3)، وصنف محمد بن الحسن بن عبد الله الحسيني الواسطي المتوفى سنة 776 هـ كتابه المطالب العلية في مناقب الشافعية (4)، وألف شمس الدين محمد بن عبد الرحمن العثماني قاضي صفد المتوفى سنة 780 هـ كتابا في طبقات الشافعية (5)، كما ألف القاضي شرف الدين أبو عبد الله محمد بن قطب الدين بن عبد الرحمن المتوفى في حدود سنة 800 هـ كتابه الكافي في معرفة علماء مذهب الشافعي (6)، وصنف سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقن المتوفى سنة 804 هـ، كتابا سماه العقد المذهب في طبقات حملة المذهب، من زمن الشافعي إلى سنة 780 هـ، ورتبه على ست وثلاثين طبقة (7).
القرن التاسع:
كذلك حظي القرن التاسع الهجري بمؤلفات كثيرة في تراجم الشافعية، فقد ألف الفيروزآبادي صاحب القاموس المتوفى سنة 817 هـ كتابه المرقاة الأرفعية (8)، وجمع الشيخ شهاب الدين بن أرسلان بن أحمد بن حسين الشافعي الرملي المتوفى سنة 844 هـ في ذلك كتابا (9)، ثم صنف القاضي تقي الدين أبو بكر بن أحمد بن شهبة الدمشقي الأسدي المتوفى سنة 851 هـ مصنفا رتبه على تسع وعشرين طبقة، وذيل عليه الشريف عز الدين حمزة بن أحمد الدمشقي الحسيني المتوفى سنة 874 هـ (10)، ثم ألف رضي الدين محمد بن أحمد بن عبد الله العزي العامري المتوفى سنة 864 هـ كتابه بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين (11)، وفي أخريات القرن التاسع ألف القاضي قطب الدين محمد بن محمد الخيضري المتوفى سنة 894 هـ كتابا سماه اللمع الألمعية لأعيان الشافعية (12).
* * *
(1) مقدمة التحقيق لطبقات الشافعية الكبرى 23 - 30.
(2)
كشف الظنون 1101، الدرر الكامنة (الهند) 2/ 354.
(3)
كشف الظنون 1101، الدرر الكامنة 1/ 373.
(4)
فهرس مخطوطات جامعة الدول العربية، قسم التاريخ.
(5)
كشف الظنون 1101.
(6)
فهرس التاريخ بدار الكتب المصرية.
(7)
كشف الظنون 1101 الضوء اللامع 6/ 101 فهرس دار الكتب المصرية
(8)
كشف الظنون 1101.
(9)
كشف الظنون 1101 الضوء اللامع 1/ 282.
(10)
كشف الظنون 1101 الضوء اللامع 11/ 21، 3/ 163 فهرس دار الكتب المصرية.
(11)
فهرس جامعة الدول العربية.
(12)
كشف الظنون 1101 الضوء اللامع 9/ 117 - 124.