الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكونه كثيفا واسعا.
هذا من وجه. ومن وجه آخر فيه تشبه بنساء الإفرنج، وقد قال صلى الله عليه سلم:«من تشبه بقوم فهو منهم (1)» وقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تشبه بغيرنا (2)» وبمعنى هذين الحديثين عدة أحاديث.
فما كان من زي الكفار فإن المسلمين منهيون عنه، يدل على ذلك ما يثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب إلى المسلمين المقيمين ببلاد فارس: إياكم والتنعم وزي أهل الشرك. ورواه الإمام أحمد في المسند بإسناد صحيح ولفظه: ذروا التنعم وزي العجم. ورواه أيضا في " كتاب الزهد" بإسناد صحيح ولفظه: إياكم وزي الأعاجم ونعيمها.
قال ابن عقيل رحمه الله تعالى: " النهي عن التشبه بالعجم للتحريم ". وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى " التشبه بالكفار منهي عنه بالإجماع ". والسلام عليكم.
مفتي الديار السعودية
(1) أخرجه أحمد وأبو داود
(2)
أخرجه الترمذي عن ابن عمر
الصلاة في المزبلة
لا تصح
من محمد بن إبراهيم إلي فضيلة قاضي محكمة المذنب المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إليكم ما وردنا من مقبل ابن الشيخ محمد الصالح المقبل بخصوص صلاة بعض الجماعة لديكم في تلك الأرض التي يذكر أنها موضع أسمدة بعد ما أزالوا عنها الأشياء التي عليها وذلك أثناء عمارة مسجدهم الجامع.
للاطلاع على ما ذكره، فإن كان صحيحا، وكانوا إذا انتهى عمار مسجدهم سيتركون تلك البقعة لتعود مزبلة وملقى للقمائم كحالتها الأولى. فالظاهر أن الصلاة لا تصح في تلك البقعة؛ لما ورد من النهي عن الصلاة في المزبلة. قال الفقهاء: ولا فرق بين الطاهر منها والنجس، لما روى ابن عمر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى في سبع مواطن: المزبلة، والمجزرة، وقارعة الطريق، والحمام، ومعاطن الإبل، وفوق ظهر بيت الله (1)» وهذا الحديث وإن كان فيه مقال إلا أن أكثر الأصحاب عملوا به، وعللوا ذلك بعلل مذكورة في مواضعها.
أما لو غيرت تلك البقعة فزال عنها اسم المزبلة كليا فقد ذكر الفقهاء رحمهم الله أن الصلاة تصح فيها، كما تصح في موضع
(1) أخرجه الترمذي بسند ضعيف عن ابن عمر.