الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال عكرمة: حتى من أطراف شعره.
وقال إبراهيم التيمي: من موضع كل شعرة، أي: من جسده، حتى من أطراف شعره.
وقال ابن جرير: أي من أمامه، وورائه، وعن يمينه، وشماله، ومن فوقه، ومن تحت أرجله، ومن سائر أعضاء جسده. . . (1)
(1) تفسير ابن كثير، جـ4، ص405.
2 -
الله حي لا يموت، بل هو المحيي والمميت:
الله هو الحي القيوم، ومن أسمائه: الحي، والحي في صفة الله عز وجل هو الذي لم يزل موجودا، وبالحياة موصوفا، فالحياة له صفة قائمة بذاته. . . (1)
ثم قال البيهقي: قال الله جل ثناؤه {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (2) وقال: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} (3) وقال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (4) فهو حي، وله حياة يباين بها صفة من ليس بحي. . . " (5).
قال ابن أبي العز الحنفي: إنه حي لا يموت؛ لأن صفة الحياة الباقية مختصة به تعالى دون خلقه فإنهم يموتون. . .
(1) الاعتقاد للبيهقي، ص18، ط. فيصل آباد.
(2)
سورة البقرة الآية 255
(3)
سورة طه الآية 111
(4)
سورة الفرقان الآية 58
(5)
الاعتقاد ص26.
واعلم أن هذين الاسمين أعني {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (1) مذكوران في القرآن معا في ثلاث سور وهما من أعظم أسماء الله الحسنى، حتى قيل: إنهما الاسم الأعظم، فإنهما يتضمنان إثبات صفات الكمال أكمل تضمن وأصدقه. . . واقترانه بالحي يستلزم سائر صفات الكمال ويدل على دوامها وبقائها وانتفاء النقص والعدم عنها أزلا وأبدا؛ ولهذا كان قوله {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (2) أعظم آية في القرآن، كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى هذين الاسمين مدار الأسماء الحسنى كلها وإليهما ترجع معانيها، فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة. . . " (3).
وقال سبحانه وتعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} (4).
وقال سبحانه وتعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (5).
قال ابن كثير: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (6) أي الحي في نفسه الذي لا يموت أبدا، المقيم لغيره، وكان عمر يقرأ:" القيام " فجميع الموجودات مفتقرة إليه، وهو غني عنها، ولا قوام لها بدون أمره " (7).
(1) سورة البقرة الآية 255
(2)
سورة البقرة الآية 255
(3)
شرح العقيدة الطحاوية، ص124، 125.
(4)
سورة الفرقان الآية 58
(5)
سورة البقرة الآية 255
(6)
سورة البقرة الآية 255
(7)
تفسير ابن كثير، جـ1، ص455.
وقال تعالى: {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} (1) قدير.
وقال تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2).
وقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (3).
وقال عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} (4).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: كذبني ابن آدم، ولم يكن له أن يكذبني، وآذاني ابن آدم، ولم يكن له أن يؤذيني؛ أما تكذيبه إياه فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من آخره. . . (5)» .
يقول تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا} (6){أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} (7).
يقول سيد قطب: وهو الذي يحي ويميت. . . " والحياة
(1) سورة الروم الآية 50
(2)
سورة غافر الآية 65
(3)
سورة غافر الآية 68
(4)
سورة الروم الآية 27
(5)
أخرجه البخاري في الصحيح في تفسير سورة البقرة، انظر تفسير ابن كثير، جـ5، ص246.
(6)
سورة مريم الآية 66
(7)
سورة مريم الآية 67