الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النائم الطيران، وليس بطائر، فأكثر ما فيه أنه اعتقد أمرا على خلاف ما هو، فيكون ذلك الاعتقاد علما على غيره، كما يكون خلق الله سبحانه وتعالى الغيم علما على المطر، والجميع خلق الله تعالى، ولكن يخلق الرؤيا والاعتقادات التي جعلها علما على ما يسر بغير حضرة الشيطان، ويخلق ما هو علم على ما يضر بحضرة الشيطان، فينسب إلى الشيطان مجازا لحضوره عندها، وإن كان لا فعل له حقيقة) (1).
وأخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات. قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة (2)» .
(1) صحيح مسلم بشرح النووي، جـ15، ص17.
(2)
صحيح البخاري، كتاب التعبير، باب المبشرات (فتح الباري، جـ12، ص 375 رقم 6990).
7 -
رؤيا الأنبياء والصحابة:
1 -
رؤيا إبراهيم عليه السلام: قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (1){فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (2){وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} (3){قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (4).
قال ابن كثير: قال عبيد بن عمير: " رؤيا الأنبياء وحي. . . "(5).
(1) سورة الصافات الآية 102
(2)
سورة الصافات الآية 103
(3)
سورة الصافات الآية 104
(4)
سورة الصافات الآية 105
(5)
تفسير ابن كثير، جـ 7، ص 23.
وهو حديث أخرجه البخاري بسنده من حديث عبيد بن عمير قال: إن رؤيا الأنبياء وحي ثم قرأ {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} (1).
2 -
رؤيا يوسف عليه السلام. قال تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (2){قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا} (3).
وقوله تعالى: {يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} (4).
3 -
رؤيا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (5){وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} (6).
(1) سورة الصافات الآية 102
(2)
سورة يوسف الآية 4
(3)
سورة يوسف الآية 5
(4)
سورة يوسف الآية 100
(5)
سورة الأنفال الآية 43
(6)
سورة الأنفال الآية 44
(7)
سورة الإسراء الآية 60
وأخرج البخاري بسنده من حديث عائشة أنها قالت: «أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فإنه لا يرى رؤيا إلا جاءته مثل فلق الصبح. . . (2)» .
4 -
رؤيا الصحابة:
أخرج البخاري في صحيحه في باب التواطؤ على الرؤيا حديثا بسنده من حديث ابن عمر أن ناسا أروا ليلة القدر في السبع الأواخر، وأن أناسا أروها في العشر الأواخر فقال النبي صلى الله عليه سلم:«التمسوها في السبع الأواخر (3)» .
وقال صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة (4)» .
(1) سورة الفتح الآية 27
(2)
صحيح البخاري، كتاب التعبير، الباب الأول (فتح الباري، جـ12، ص351، رقم 6982).
(3)
صحيح البخاري، كتاب التعبير، باب التواطؤ على الرؤيا (فتح الباري، جـ12، ص 379).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أنس في كتاب التعبير، باب من رأى النبي في المنام (فتح الباري، جـ12، ص 383).