الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا (1)» . وقال تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (2){لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} (3)
(1) ذكره ابن النحاس في مشارع الأشواق، جـ2، ص694، 695 وذكر المحقق أنه عند أحمد في المسند 1/ 266، وابن أبي شيبة في الجهاد 5/ 290، والطبراني في تفسيره 7/ 388، وموارد الظمآن ص288، والمستدرك 2/ 74، ومجمع الزوائد 5/ 294، وقال: رجاله ثقات، وحسنه الألباني في الصحيح رقم 3636.
(2)
سورة الحج الآية 58
(3)
سورة الحج الآية 59
القسم الثاني: النوم
1 -
تعريف النوم
هو: استرخاء أعصاب الدماغ برطوبات البخار الصاعد إليه، وقيل: هو أن يتوفى الله النفس من غير موت، قال تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ} (1) الآية، وقيل النوم: موت خفيف، والموت نوم ثقيل، ورجل نؤوم، ونومة: كثير النوم، والمنام: النوم. قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ} (2)،
(1) سورة الزمر الآية 42
(2)
سورة الروم الآية 23
{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} (1)، {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (2)(3).
وقال الرازي: (النوم معروف وقد نام ينام فهو نائم، وجمعه نيام وجمع النائم: نوم على الأصل، ونيم على اللفظ، ويقال يا نومان للكثير النوم. . وتناوم أرى أنه نائم وليس به. . . ونامت السوق أي كسدت. . .)(4).
والسبات: ضرب من الإغماء يعتري اليقظان مرضا، فشبه النوم به وقيل السبات الراحة، جعل النوم سباتا أي سبب راحة (5).
والنوم هو: النعاس، نام ينام نوما ونياما، والاسم: النيمة، وهو نائم إذا رقد، ورجل نائم، ونؤوم، ونومة. .
وفي التنزيل العزيز {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا} (6) جاء في التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم رآهم في النوم قليلا، وقص الرؤيا على أصحابه فقالوا:(صدقت رؤياك يا رسول الله. . .)(7).
قال سيد قطب على الآية {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} (8)
(1) سورة النبأ الآية 9
(2)
سورة البقرة الآية 255
(3)
المفردات للراغب، ص 510، ط. دار المعرفة.
(4)
مختار الصحاح للرازي ص686، ط. 1398هـ.
(5)
البحر المحيط لأبي حيان، جـ6، ص504، ج8، ص 410.
(6)
سورة الأنفال الآية 43
(7)
لسان العرب، جـ 12، ص 595 - 599.
(8)
سورة الأنعام الآية 60
فهي الوفاة إذن حين يأخذهم النعاس؛ هي الوفاة في صورة من صورها بما يعتري الحواس من غفلة، وما يعتري الحس من غفلة، وما يعتري العقل من سكون، وما يعتري الوعي من سبات- أي انقطاع- وهو السر الذي لا يعلم البشر كيف يحدث، وإن عرفوا ظواهره وآثاره، وهو " الغيب " في صورة من صوره الكثيرة المحيطة بالإنسان. . وهؤلاء هم البشر مجردين من كل حول وطول- حتى من الوعي- ها هم أولاء في سبات وانقطاع عن الحياة، ها هم أولاء في قبضة الله- كما هم دائما في الحقيقة- لا يردهم إلى الصحوة والحياة الكاملة إلا إرادة الله. . .) (1).
ثم يقول: والنوم انقطاع عن الحس والوعي والشعور، فهو سبات. . . (2)
وقال ابن كثير على الآية {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (3) السنة هي الوسن والنعاس ولذلك قال: {وَلَا نَوْمٌ} (4) لأنه أقوى من السنة. . . (5)
وهو حالة طبيعية تتعطل معها القوى بسبب ترقي البخارات إلى الدماغ. وفي المصباح: النوم غشية ثقيلة تهجم على القلب فتقطعه عن المعرفة بالأشياء، ولذلك قيل: أنه آفة، لأن النوم أخو الموت (6). وهو
(1) في ظلال القرآن، جـ2، ص 1121.
(2)
في ظلال القرآن، جـ5، ص 2569.
(3)
سورة البقرة الآية 255
(4)
سورة البقرة الآية 255
(5)
تفسير ابن كثير، جـ1، ص 455.
(6)
التعاريف للمناوي، جـ 2، ص 713، التعاريف للجرجاني، جـ2، ص 317.
آية من آيات الله، قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} (1).
والنوم وفاة، قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى} (2).
وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها، بما تحفظ به عبادك الصالحين» . قال ابن كثير: (قال تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة بأنه المتصرف في الوجود بما شاء، وأنه يتوفى الأنفس الوفاة الكبرى، بما يرسل من الحفظة الذين يقبضونها من الأبدان، والوفاة الصغرى عند المنام. .).
(1) سورة الروم الآية 23
(2)
سورة الأنعام الآية 60
(3)
سورة الزمر الآية 42