الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النظر الثاني: في الآخرة وإقبالها ومجيئها ولا بد، ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت الذي بينه وبين ما هاهنا، فهي كما قال سبحانه {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (1)، فهي خيرات كاملة دائمة، وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة. . . إنها معبر وممر لا دار مقام ومستقر، وإنها دار عبور لا دار سرور، وإنها سحابة صيف تنقشع عن قليل، وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى آذن بالرحيل. . .) (2).
(1) سورة الأعلى الآية 17
(2)
الفوائد لابن القيم، ص177، 178.
17 -
الشهيد في سبيل الله لا يموت:
الشهيد في اللغة: يأتي بمعان عدة منها: الحاضر، والعالم، وبلاغ، وحافظ، الشهيد الذي يشهد بالحق، شركاء.
وفي الاصطلاح: الشهيد هو المستشهد في سبيل الله، قال تعالى {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (1).
ويأتي المعنى على أقوال عدة منها: -
(1) سورة النساء الآية 69
1) لأنه حي.
2) لأن الله وملائكته شهدوا له بالجنة.
3) لأن الملائكة تشهده.
4) لقيامه بشهادة الحق حتى قتل.
5) لأنه يشهد بما أعده الله له من الكرامة بالقتل.
6) لأنه شهد لله بالوجود والوحدانية والإلهية.
7) لسقوطه بالأرض وهي الشاهد له.
8) لأنه شهد له بوجوب الجنة.
9) من أجل شاهده وهو دمه.
10) لأنه شهد له بالإيمان وحسن الخاتمة (1).
قال ابن الفارس: " والشهيد: القتيل في سبيل الله والجمع شهداء.
وقال ابن النحاس: اعلم أن الشهادة رتبة عظيمة، ومنزلة جسيمة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم، ولا ينالها إلا من سبق له القدر بالفوز المقيم، وهي المرتبة الثالثة من مقام النبوة. .) (2).
والشهادة أنواع لكن ليسوا في المرتبة سواء، أعلاها
(1) تسلية أهل المصائب للمنجي الحنبلي، ص229.
(2)
مشارع الأشواق، جـ2، ص693 - 694، ط. الأولى، 1410هـ.
1 -
الشهيد في سبيل الله، وهو من أهريق دمه، وعقر جواده.
2 -
المطعون. 3 - المبطون. 4 - الغريق. 5 - صاحب الهدم.
6 -
صاحب ذات الجنب. 7 - الحريق. 8 - المرأة تموت وهي حامل. 9 - من قتل دون ماله. 10 - من قتل دون دمه. 11 - من قتل دون أهله. 12 - النفساء. 13 - من أصيب بالسل. 14 - من صرع عن دابته. 15 - من قتل دون مظلمته.
للشهادة في سبيل الله ثمرات عظيمة وكثيرة، لكن أعظمها:
الحياة بعد الاستشهاد، وبمعنى آخر الشهداء لا يموتون، بل هم أحياء لهم خصائص الأحياء:
1 -
فهم يرزقون عند الله.
2 -
وهم فرحون بما آتاهم الله من فضله.
3 -
وهم يستبشرون بمصائر من وراءهم من المؤمنين.
فهذه خصائص الأحياء من متاع، واستبشار، واهتمام، وتأثير، وتأثر. . . (1)
قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} (2). وقال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (3){فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (4){يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} (5).
(1) انظر كلاما لسيد قطب في طريق الدعوة، جـ1، ص343، ط. السادسة.
(2)
سورة البقرة الآية 154
(3)
سورة آل عمران الآية 169
(4)
سورة آل عمران الآية 170
(5)
سورة آل عمران الآية 171