الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحياء من جنايات وغيرها. .
يقول ابن القيم: (للنفس أربع دور، كل دار منها أعظم من التي قبلها.
الدار الأولى: في بطن الأم، وذلك الحصر والضيق والغم والظلمات الثلاث) (1).
(1) الروح، ص 155.
ثانيها: تعلق الروح بالبدن بعد خروجه إلى الأرض:
يقول ابن القيم: (والدار الثانية: هي الدار التي نشأت فيها وألفتها واكتسبت فيها الخير والشر، وأسباب السعادة والشقاوة)(1).
وقال ابن أبي العز: (الدور الثلاث: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار؛ وقد جعل الله لكل دار أحكاما تخصها، وركب هذا الإنسان من بدن ونفس، وجعل أحكام الدنيا على الأبدان، والأرواح تبع لها. . .)(2).
والروح في الحياة الدنيا مدبرة للبدن وهي التي تفارقه بالموت (3).
والروح ملازمة للبدن في دار الحياة الدنيا ملازمة تامة إلا في
(1) الروح، لابن القيم، ص 156.
(2)
شرح العقيدة الطحاوية، ص 452.
(3)
انظر رسالة العقل والروح، مجموعة الرسائل المنيرية 2/ 36 (القيامة الصغرى للأشقر، ص 85).
حالتين: حال النوم، وحال الموت.
ثالثا: تعلق الروح بالبدن في الحياة الدنيا حال النوم:
قال ابن القيم: (والروح لها بالبدن تعلق من وجه ومفارقة من وجه، والنوم شقيق الموت. .)(1).
قال ابن القيم: (وإذا كان النائم روحه في جسده وهو حي، وحياته غير حياة المستيقظ، فإن النوم شقيق الموت)(3).
وقال ابن القيم أيضا: (. . . ذكر سبحانه وفاتين؛ وفاة نوم، ووفاة موت، وذكر إمساك المتوفاة، وإرسال الأخرى، ومعلوم أنه سبحانه يمسك كل نفس ميت سواء مات في النوم، أو في اليقظة، ويرسل نفس من لم يمت، فقوله: {يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} (4) يتناول من مات في اليقظة ومن مات في المنام) (5).
قال ابن كثير: (يخبر تعالى أنه يتوفى عباده في منامهم بالليل، وهذا هو التوفي الأصغر. . .)(6).
(1) الروح لابن القيم، ص58.
(2)
سورة الزمر الآية 42
(3)
الروح لابن القيم، ص58.
(4)
سورة الزمر الآية 42
(5)
الروح لابن القيم، ص27.
(6)
تفسير سورة الأنعام، الآيتان 60، 61، تفسير القرآن العظيم لابن كثير، ج2، ص138.
وقال ابن القيم: وفيها ثلاثة أدلة:
1 -
الإخبار بتوفي الأنفس بالليل.
2 -
بعثها إلى أجسادها بالنهار.
3 -
توفي الملائكة له عند الموت (1).
وقال ابن تيمية: (والنائم يحصل له في منامه لذة وألم، وذلك يحصل للروح والبدن. . .)(2).
والرؤيا في المنام على ثلاثة أنواع:
1 -
رؤيا من الله. . وهي الصحيحة.
2 -
رؤيا من الشيطان.
3 -
رؤيا من حديث النفس. . . (3)
(1) الروح، ص240.
(2)
مجموع فتاوى ابن تيمية، جـ4، ص275، 276.
(3)
الروح لابن القيم، ص39.
رابعا: تعلق الروح بالبدن بعد الحياة الدنيا حال الموت (البرزخ):
والموت هو مفارقة الروح للبدن حال انتهاء الأجل بقضاء وقدر من الله فيرسل ملك الموت فيقبضها، فتأخذها ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب- على التفصيل الذي مر في مبحث (كيف يموت الإنسان؟).
وبعد مفارقة النفس للبدن لها به تعلق في البرزخ، لأنها وإن
فارقته وتجردت عنه، فإنها لم تفارقه فراقا كليا بحيث لا يبقى لها التفات إليه، وقد وردت الأحاديث والآثار بما يدل على ردها إليه في أحوال وأوقات، لكن هذا الرد رد خاص لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة. . . (1)
قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (2).
قال ابن القيم: (الميت إذا أعيدت روحه إلى جسده، كانت له حال متوسطة بين الحي وبين الميت)(3) وقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعادة الروح إلى البدن وقت السؤال كما ورد في حديث البراء بن عازب الذي تقدم.
قال ابن أبي العز: (. . . وجعل أحكام البرزخ على الأرواح، والأبدان تبع لها. . .)(4).
وقال القرطبي: انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقته، وحيلولة بينهما، وتبدل حال، وانتقال من دار إلى دار " (5).
(1) الروح لابن القيم، ص58.
(2)
سورة السجدة الآية 11
(3)
الروح لابن القيم، ص58.
(4)
شرح العقيدة الطحاوية، ص452.
(5)
التذكرة، ص4.
خامسا: تعلق الروح بالبدن يوم البعث:
يقول ابن القيم: (وهو أكمل أنواع تعلقها بالبدن، ولا نسبة