الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال تعالى: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا} (1).
قال ابن كثير: (ثم أخبرهم أن فرارهم ذلك لا يؤخر آجالهم، ولا يطول أعمارهم، بل ربما كان ذلك سببا في تعجيل أخذهم غرة، ولهذا قال: {وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا} (2) أي بعد هربكم وفراركم. . " (3).
وقال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} (4).
(1) سورة الأحزاب الآية 16
(2)
سورة الأحزاب الآية 16
(3)
تفسير ابن كثير، جـ6، ص391.
(4)
سورة ق الآية 19
13 -
المؤمن يفرح عند الموت بلقاء الله:
أعظم من فرح عند موته بلقاء ربه هو محمد بن عبد الله حبيب الله وخليله، فقد ثبت أنه خير فاختار الرفيق الأعلى.
وأخرج البخاري بسنده من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت؟ قال: ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه
مما أمامه، فأحب لقاء الله، وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضره بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله، وكره الله لقاءه (1)».
قال الأشقر: " ولذلك فإن العبد الصالح يطالب حامليه بالإسراع به إلى القبر شوقا منه إلى النعيم، بينما العبد الطالح ينادي بالويل من المصير الذاهب إليه، ففي صحيح البخاري وسنن النسائي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها، أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق (2)» (3).
وقالت عائشة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: وأخذته بحة يقول: «مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا قالت: فظننت أنه خير يومئذ (4)» .
(1) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، (فتح الباري، جـ11، ص357).
(2)
صحيح البخاري، كتاب الجنائز، قول الميت وهو على الجنازة: قدموني. (فتح الباري، ج3 ص184) النسائي، 4/ 14.
(3)
القيامة الصغرى للأشقر، ص28.
(4)
صحيح البخاري، (فتح الباري، ج11، ص357).