الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود (الكثير الشعب) من الصوف المبلول فتقطع معها العروق والعصب. . . (1)»
(1) جمع د. عمر الأشقر، روايات هذا الحديث نقلا عن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وتصحيحه لمجموع رواياته تبعا لابن القيم والذهبي والحاكم انظر القيامة الصغرى للأشقر ص20، ط. الثانية، 1408هـ، وذكره ابن كثير بطوله ورواياته في التفسير 3/ 408، 4/ 414.
12 -
الإنسان يحيد عن الموت:
مهما تحصن الإنسان من الموت، ومهما هرب منه أو حاد عنه فإنه سيأتيه، أو سيلحقه، أو سيقابله: -
قال القرطبي: أي إن فررتم منه فإنه ملاقيكم، ويكون مبالغة في الدلالة على أنه لا ينفع الفرار منه، قال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
…
ولو رام أسباب السماء بسلم
وقال طرفة:
كفى بالموت فاعلم واعظا
…
لمن الموت عليه قد قدر
فاذكر الموت وحاذر ذكره
…
إن في الموت لذي اللب عبر
كل شيء سوف يلقى حتفه
…
في مقام أو على ظهر سفر
والمنايا حوله ترصده
…
ليس ينجيه من الموت حذر (2)
(1) سورة الجمعة الآية 8
(2)
تفسير القرطبي، جـ18، ص96، 97.
وقال تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} (1).
قال ابن كثير: أي: " لا يغني حذر وتحصن من الموت، والمشيدة: المنيعة "(2).
وقال القرطبي: (. . . أصح هذه الأقوال وأبينها وأشهرها أنهم خرجوا فرارا من الوباء، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: خرجوا فرارا من الطاعون فماتوا، فدعا الله نبي من الأنبياء أن يحييهم حتى يعبدوه فأحياهم الله. . وقال عمرو بن دينار في هذه الآية: وقع الطاعون في قريتهم فخرج أناس وبقي أناس، ومن خرج أكثر ممن بقي، قال: فجنا الذين خرجوا ومات الذين أقاموا؛ فلما كانت الثانية خرجوا بأجمعهم إلا قليلا فأماتهم الله ودوابهم، ثم أحياهم فرجعوا إلي بلادهم وقد توالدت ذريتهم. وقال الحسن: خرجوا حذارا من الطاعون فأماتهم الله ودوابهم في ساعة واحدة، وهم أربعون ألفا)(4).
(1) سورة النساء الآية 78
(2)
تفسير ابن كثير، جـ2، ص317.
(3)
سورة البقرة الآية 243
(4)
تفسير القرطبي، جـ3، ص232.