الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1) سورة إبراهيم الآية 17
16 -
الحياة الدنيا دار الزوال والفناء وليست دار بقاء:
قال الله سبحانه وتعالى حكاية عن المؤمنين الذين استنصر بهم فرعون أمام وبحضرة الناس كلهم وقد هددهم وتوعدهم فقالوا: {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (1).
قال ابن كثير: أي: (لن نختارك على ما حصل لنا من الهدى واليقين، {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} (2) أي، فافعل ما شئت وما وصلت إليه يدك {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (3) أي: إنما لك تسلط في هذه الدار، وهي دار الزوال، ونحن قد رغبنا في دار القرار. . .) (4).
وقال تعالى في ذم الدنيا: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (5).
وقال سبحانه: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ} (6).
وقال تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (7){ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} (8).
(1) سورة طه الآية 72
(2)
سورة طه الآية 72
(3)
سورة طه الآية 72
(4)
تفسير ابن كثير، جـ5، ص298.
(5)
سورة آل عمران الآية 185
(6)
سورة الحديد الآية 20
(7)
سورة النجم الآية 29
(8)
سورة النجم الآية 30
وأخرج مسلم بسنده من حديث المسور بن شداد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع (1)» .
والحياة الدنيا فيها الوفاة الكبرى والوفاة الصغرى، فالنوم وفاة والقيام من النوم بعث ونشور، قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ} (2). وفي النوم تقبض أرواح العباد، ومن شاء الحق أن يمسك روحه في حال نومه أمسكها، ومن شاء بقاءها ردها إلى الأجل الذي حدده الله، وكفى بالقيامة الصغرى وهو الموت منغصا في هذه الدار، دار الحياة الدنيا التي ليست بدار قرار.
قال ابن القيم: (. . . ولا يستقيم الزهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين: النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها، ونقصها وخستها، وألم المزاحمة عليها والحرص عليها، وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد، وآخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والأسف، فطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها، وهم في حال الظفر بها، وغم وحزن بعد فواقا، فهذا أحد النظرين.
(1) صحيح مسلم، جـ4، ص2193، كتاب الجنة وصفة نعيمها.
(2)
سورة الأنعام الآية 60