الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 -
سهام الإصابة في الدعوات المستجابة، للسيوطي (1).
(1) انظر لهذه الكتب ولطائفة أخرى مقدمة: حلية الأبرار وشعار الأخيار (الأذكار النووية) ص 11.
المبحث الثاني: معنى الدعاء في اللغة والشرع:
قالي الخطابي: أصل هذه الكلمة مصدر من قولك دعوت الشيء أدعوه دعاء، أقاموا المصدر مقام الاسم. تقول: سمعت دعاء كما تقول: سمعت صوتا، وكما تقول: اللهم اسمع دعائي، وقد يوضع المصدر موضع الاسم، كقولهم: رجل عدل، وهذا درهم ضرب الأمير، وهذا ثوب نسج اليمن (1).
قال الزمخشري: " دعوت فلانا وبفلان: ناديته وصحت به، وما بالدار داع ولا مجيب، والنادبة تدعو الميت: تندبه، تقول: وازيداه. ودعاه إلى الوليمة، ودعاه إلى القتال، ودعا الله له وعليه، ودعا الله بالعافية والمغفرة والنبي داعي الله (2).
(1) شأن الدعاء ص3.
(2)
أساس البلاغة مادة دعو، ص189.
وفي قاموس (1). الفيروزآبادي. " الدعاء: الرغبة إلى الله تعالى، دعاه دعا ودعوى ".
ثم قال: دعيت لغة في دعوت (2).
وفي لسان العرب (3)، لابن منظور:
" الدعاء: الرغبة إلى الله عز وجل، دعاه دعاء ودعوى، حكاه سيبويه، في المصادر التي آخرها ألف التأنيث، وأنشد لبشير بن النكت:
(1) مادة د ع و.
(2)
القاموس مادة: دع و.
(3)
مادة د ع و.
ولت ودعواها شديد صخبه
…
ذكر على معنى الدعاء
وفي اللسان أيضا: والدعاء: واحد الأدعية، وأصله دعاو؛ لأنه من دعوت، إلا أن الواو لما جاءت بعد الألف همزت.
وتقول للمرأة: أنت تدعين، وفيه: لغة ثانية: أنت تدعوين، وفيه لغة ثالثة: أنت تدعين بإشمام العين الضمة، والجماعة: أنتن تدعون مثل الرجال سواء.
قال ابن بري: قوله في اللغة الثانية: أنت تدعوين لغة غير معروفة (1).
وفي باب الدال والعين وما يثلثهما يقول الفيومي: ودعوت الله أدعوه دعاء: ابتهلت إليه بالسؤال، ورغبت فيما عنده من الخير، ودعوت زيدا: ناديته وطلبت إقباله، ودعا المؤذن الناس إلى الصلاة، فهو داعي الله، والجمع دعاة وداعون، مثل قاضي وقضاة وقاضون
(1) مادة د ع و.
والنبي داعي الخلق إلى التوحيد (1).
ومما سبق يتبين لنا دلالة لفظ الدعاء في العربية وأنه:
سؤال العبد ربه.
- النداء.
- طلب الإقبال.
وقد لاحظ الشيخ محمد رشيد رضا (2).، أن الدعاء في أصل اللغة النداء والطلب، وهما قسمان: عادي وعبادي.
وجعل العادي ما كان موجها من الداعي إلى مثله من الطلب، وكان المدعو قادرا على تلبية طلبه بمقتضى الأسباب العادية.
أما العبادي فهو ما توجه به الداعي إلى من يعتقد أن له سلطانا وقدرة فوق الأسباب المألوفة.
معنى الدعاء في الشرع:
المراد بالدعاء في اصطلاح الشرع: سؤال العبد ربه حاجته.
وهذا التعريف هو محصلة ما وقفت عليه من تعاريف العلماء للدعاء.
قال الخطابي: ومعنى الدعاء: استدعاء العبد ربه عز وجل العناية، واستمداده إياه المعونة (3).
(1) المصباح المنبر في غريب الشرح الكبير ص 183.
(2)
في تعليقه على صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان، ص343.
(3)
شأن الدعاء، ص 3.
قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي: حقيقة الدعاء: مناداة الله تعالى لما يريد من جلب منفعة، أو دفع مضرة من المضار والبلاء بالدعاء، فهو سبب لذلك واستجلاب لرحمة المولى، كما أن الترس لرد السهم والماء لخروج النبات من الأرض (1).
قال الفخر الرازي في تفسيره: حقيقة الدعاء: " استدعاء العبد ربه جل جلاله العناية واستمداده المعونة (2) " وهو تعريف الخطابي بحروفه.
وحده الشيخ علي القاري الهروي بقوله: " هو طلب الأدنى بالقول من الأعلى على جهة الاستكانة "(3).
(1) انظر: مقدمة الترغيب في الدعاء والحث عليه. ص 54، لعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي.
(2)
مفاتيح الغيب 5/ 106.
(3)
مرقاة المفاتيح، شرح مشكاة المصابيح 5/ 33.