الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثامن: في بيان الأدلة المثبتة للدعاء بعد المكتوبة.
المبحث التاسع: في ذكر ما ورد عن الصحابة من الدعاء بعد المكتوبة.
وبعد ذلك الخاتمة.
وأسأل الله بأسمائه وصفاته أن يجنبنا الزلل، ويصرف عنا الزيغ، ويلهمنا السداد، وأن يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،
مدخل في أهمية الموضوع، وسبب الكتابة فيه
موضوع الدعاء من الموضوعات التي عني بها المحدثون وغيرهم، وسنذكر إن شاء الله طرفا من جهود المحدثين في هذا السبيل، في المبحث الأول بحول الله وقوته.
وموضوع البحث، يتعلق بجزئية من جزئيات هذا الموضوع الكبير الواسع المتشعب، وهي:
الدعاء بعد الصلاة المكتوبة ومدى مشروعية ذلك:
وكنا نقرأ الأحاديث الواردة في فضل الدعاء دبر الصلاة، ونسمعها من أهل التذكرة، فنفهم منها أن الدعاء بعد الصلاة سنة، وأنه من فضائل الأعمال، وأشرف الطاعات التي يثاب عليها العبد، ويؤجر عليها الداعي.
وكان أن رأيت كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى يذهب فيه إلى أن الدعاء قبل السلام لا بعده، وأن دبر الصلاة معناه
آخرها قبل السلام لا بعده؛ لأن دبر كل شيء منه، كدبر الحيوان، وبناء على ذلك فإن الدعاء بعد الصلاة لا يشرع، وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم رأيت كلاما للإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد يذهب فيه مذهب شيخه، أو يقاربه، ويقول فيه: إن الدعاء بعد السلام ليس فيه حديث صحيح ولا حسن، وأن عامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما هي داخل الصلاة لا خارجها.
ولما كان الدعاء بعد الصلاة مما يفعله المصلون في كل مكان وزمان، ولا يرى الناس إلا أنه سنة نبوية، وشريعة مرضية، رأيت أن أبحث هذه المسألة بحثا يكشف عن حقيقتها، ويذهب بما تعلق بها من ظنون.
ومما ضاعف الاهتمام بهذا الموضوع، ما سمعته من بعض الفتاوى لبعض أجلاء أهل العلم، يذهب فيه مذهب ابن تيمية وابن القيم يرحمهما الله تعالى.
وهذه الدراسة هي - فيما أحسب - أول دراسة تتفرغ لهذا الموضوع، وتتخصص فيه، وتقصر عنايتها عليه، وأرجو أن تكون وافية بالغرض، قائمة بالمقصود، محققة للمرجو منها، والله المسئول أن يهدينا للحق ويعيننا عليه. ويصرف عنا الخطأ والضلال، ونسأله أن ينفع بهذا البحث، ويثيب عليه بما هو أهله.