الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
النوم آية من آيات الله:
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} (1).
قال ابن كثير: أي: (ومن الآيات ما جعل لكم من صفة النوم في الليل والنهار فيه تحصيل الراحة وسكون الحركة وذهاب الكلال والتعب، وجعل لكم الانتشار والسعي في الأسباب والأسفار في النهار، وهذا ضد النوم. . .)(2).
وفي حالة النوم فإن القلم مرفوع عن المكلف؛ لكونه فاقد الأهلية ومعنى: رفع القلم عنه أي عدم كتابة الشر عليه دون الخير؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل (3)» .
وما ذاك إلا لأنه آية من آيات الله فهو حالة قد فقد المكلف وعيه فيها وإدراكه ومناط تكليفه، والروح قد فارقت البدن من وجه، ولها به تعلق من وجه آخر، وكنهه على الحقيقة لا يعلمها الإنسان لكنه آية عظيمة من آيات الله.
(1) سورة الروم الآية 23
(2)
تفسير ابن كثير، جـ6، ص 316.
(3)
رواه أحمد وأبو داود، والحاكم والترمذي وابن ماجه، وذكره الألباني في صحيح الجامع رقم 3506، 3507، 3508، ثم قال: صحيح.
ولكونه آية عظيمة فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقد رآه حقيقة. أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي. . . (1)» .
وفي رواية ثانية من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة (2)» .
وأخرج البخاري بسنده من حديث أبي قتادة قال: قال النبي في صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئا يكرهه، فلينفث عن شماله ثلاثا، وليتعوذ من الشيطان، فإنها لا تضره، وإن الشيطان لا يتراءى بي (3)» .
وهذه النصوص تدل على أن النائم يمر بأحوال مختلفة، منها ما هو بتدبير الله وتوفيقه مثل الرؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم، والرؤيا الصالحة والتي هي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، ومنها ما هو من فعل الشيطان عدو الإنسان اللدود.
ولذلك شرع قراءة آية الكرسي قبل المنام حتى لا يكون
(1) صحيح البخاري (فتح الباري، جـ12، رقم الصفحة 383، رقم الحديث 6993).
(2)
صحيح مسلم، (فتح الباري، جـ 12، ص 383، رقم 6994، 6995).
(3)
صحيح مسلم، (فتح الباري، جـ 12، ص 383، رقم 6994، 6995).