الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
س:
متى يبدأ وقت التكبير المقيد أدبار الصلوات، وما دليل مشروعيته
ا؟
ج: المشروع للحاج أن يلبي من حين إحرامه إلى أن يرمي جمرة العقبة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكبر (1)» والتكبير المقيد للحج يبدأ من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق، وأما غير الحاج فيبدأ من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، ودليل مشروعية التكبير قوله تعالى:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (2) وقوله: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (3) ولفعل الصحابة رضي الله عنهم.
(1) صحيح مسلم الحج (1284)، سنن النسائي مناسك الحج (2998)، سنن أبو داود المناسك (1816)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 22)، سنن الدارمي المناسك (1876).
(2)
سورة البقرة الآية 203
(3)
سورة البقرة الآية 185
س:
هل يجوز الرمي في اليوم الثاني والثالث قبل الزوال
تيسيرا على المسلمين، كما أنني أنوي ذلك، وقد قال به بعض
العلماء. نرجو إفادتنا جزاكم الله خيرا.؟
ج: المسلم في عباداته يتحرى الاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم، والتأسي به، والله يقول:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (1)، ومحمد صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة يوم العيد ضحى، وأما يوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، فما كان يرمي إلا بعد زوال الشمس، ويقول ابن عمر رضي الله عنهما:" كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا " أخرجه البخاري. فكانوا يتحرون زوالها، فالواجب على المسلم أن يكون رميه بعد زوال الشمس لتكون عبادته وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم فيرجى القبول بإذن الله، وحتى يخرج من خلاف من يبطل ذلك، وفي حديث جابر رضي الله عنه قال:«رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ضحى، وأما بعد فإذا زالت الشمس (2)» أخرجه مسلم، ثم الرمي ابتدأ النبي وقته بعد الزوال، ولم يأتنا ما يدل على اختصاصه بالنهار، ولهذا أفتي بجواز الرمي ليلا، فما دام الليل موجودا، والإنسان يمكنه أن يرمي بالليل، فالحمد لله، والأمر ميسر، ولا ينبغي للمسلم أن يخالف السنة، والله جل وعلا معطيه صحة وسلامة وعافية، والعبادة ينبغي لمن ابتدأ بها أن يكملها ويتمها، ويحذر من أسباب
(1) سورة الأحزاب الآية 21
(2)
صحيح مسلم الحج (1299)، سنن الترمذي الحج (894)، سنن النسائي مناسك الحج (3063)، سنن أبو داود المناسك (1971)، سنن ابن ماجه المناسك (3053)، سنن الدارمي المناسك (1896).