الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2)
كذا في بق وفي بس: لأسقف بني الحارث بن كعب.
(3- 5) بق: كهنتهم ورهبانهم وأهل بيعهم ورقيقهم وملتهم وسواطهم وعلى كل ما تحت أيديهم من قليل وكثير
…
وجوار الله.
(6)
بس: راهب عن- كاهن على
(7- 8) بق: []
(8- 9) بق: أصلحوا
…
عليهم غير متقلبين.
96- 97 نسختان لمكتوب النبي صلى الله عليه وسلم إلى نجران
تاريخ النسطوريين (في مجموعة تأليفات الآباء الشرقيين orient.pat. ج 13 ص 600- 618) ، ولا يوجد أدنى شبهة في أن هذين النصين من الموضوعات، راجع أيضا القطعة 102.
ظهور الإسلام ثبّته الله ونصره
في أيام إيشوعيب الجدالي كان ظهور شريعة الإسلام. في سنة خمس وثمانين وتسع مائة للإسكندر، وسنة إحدى وثلاثين لملك أبرويز بن هرمز، وسنة اثنتي عشرة لهرقليس ملك الروم، ظهر بأرض تهامة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم عليه السلام؛ ودعا العرب إلى عبادة الله تعالى. وأطاعه أهل اليمن، وقاتل من كان بمكة، وجعل دياره بيثرب، وهي مدينة قنطورا سريّة إبراهيم وسمّاها المدينة. والعرب على ما يحكى من ولد إبراهيم، الذي ولد من هاجر بعد إسماعيل، واسمه لاعارز. ولما اتصل خبره بملك الروم لم يحفل به، واتّكل على قول المنجّمين الذين كانوا معه.
وقوي أمر محمد بن عبد الله وزاد. فلما كان في السنة الثامنة عشرة لهرقليس ملك الروم، وهي السنة التي ملك فيها أردشير بن شرويه كسرى أبرويز، ساد العرب وقوي الإسلام، وامتنع هو من الخروج والحروب، وصار ينفذ أصحابه. وقصده أهل نجران مع السيد الغسّاني النصراني بهدايا وألطاف، وبذلوا له المعاونة والمعاضدة والمقاتلة بين يديه إن أمرهم. فقبل ما حملوه؛ وكتب لهم عهدا
وسجلا، وكذا فعل عمر بن الخطاب أيام خلافته.
نسخة عهد وسجلّ، من محمد بن عبد الله عليه السلام لأهل نجران، وسائر من ينتحل دين النصرانية في أقطار الأرض، نسخ من دفتر وجد ببرمنثا (؟) عند حبيب الراهب في سنة خمس وستين ومائتين، وذكر الراهب أنه من بيت الحكمة، وكان يتولى حفظ ما فيه قبل أن يترهب، وأنه في جلد ثور قد اصفرّ مختوم بخاتمة عليه السلام نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب أمان من الله ورسوله، للذين أوتوا الكتاب من النصارى، من كان منهم على دين نجران، أو على شيء من نحل النصرانية.
كتبه لهم محمد بن عبد الله، رسول الله إلى الناس كافة؛ ذمّة لهم من الله ورسوله، وعهدا عهده إلى المسلمين من بعده. عليهم أن يعوه، ويعرفوه، ويؤمنوا به، ويحفظوه لهم، ليس لأحد من الولاة، ولا لذي شيعة من السلطان وغيره نقضه، ولا تعدّيه إلى غيره، ولا حمل مؤونة من المؤمنين، سوى الشروط المشروطة في هذا الكتاب. فمن حفظه ورعاه ووفى بما فيه، فهو على العهد المستقيم والوفاء بذمّة رسول الله. ومن نكثه وخالفه إلى غيره وبدّله فعليه وزره؛ وقد خان أمان الله، ونكث عهده وعصاه، وخالف رسوله، وهو عند الله من الكاذبين. لأن الذّمّة واجبة في دين الله المفترض، وعهده المؤكد. فمن لم يرع خالف حرمها. ومن خالف حرمها فلا أمانة له، وبرىء الله منه، وصالح المؤمنين.
فأما السبب الذي استوجب [به] أهل النصرانية الذمة من الله ورسوله والمؤمنين، فحق لهم لازم لمن كان مسلما، وعهد مؤكّد لهم على أهل هذه الدعوة، ينبغي للمسلمين رعايته، والمعونة به، وحفظه، والمواظبة عليه، والوفاء به، إذ كان جميع أهل الملل، والكتب العتيقة، أهل عداوة لله ورسوله، وإجماع بالبغضاء والجحد للصفة
المنعوتة في كتاب الله، من توكيده عليهم في حال نبيّه. وذلك يؤذن عن غشّ صدورهم، وسوء مأخذهم، وقساوة قلوبهم، بأن عملوا أوزارهم وحملوها، وكتموا ما أكده الله عليهم فيها بأن يظهروه، ولا يكتموه، ويعرفوه، ولا يجحدوه. فعملت الأمم بخلاف ما كانت الحجة به عليهم؛ فلم يرعوه حقّ رعايته، ولم يأخذوا في ذلك بالآثار المحدودة، وأجمعوا على العداوة لله ورسوله، والتأليب عليهم، والتزيين للناس بالتكذيب والحجة ألّا يكون الله أرسله إلى الناس بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، يبشر بالجنة من أطاعه، وينذر بالنار من عصاه. فقد حملوا من ذلك أكثر ما زيّنوا لأنفسهم من التكذيب، وزينوا للناس [من مخالفة] فعله، ودفع رسالته، وطلب الغائلة له، والأخذ عليه بالمرصاد.
فهمّوا برسول الله، وأرادوا قتله، وأعانوا المشركين من قريش وغيرهم على عداوته، والمماراة في نقضه وجحوده، واستوجبوا بذلك الانخلاع من عهد الله، والخروج من ذمّته. وكان من أمرهم في يوم حنين، وبني قينقاع، وقريظة، والنضير، ورؤسائهم، ما كان من موالاتهم أعداء الله من أهل مكة على حرب رسول الله، ومظاهرتهم إياهم بالمادّة من القوة والسلاح، إعانة على رسول الله وعداوة للمؤمنين.
خلا ما كان من أهل النصرانية: فلما لم يجيبوا إلى محاربة الله ورسوله، لما وصفهم الله من لين قلوبهم لأهل هذه الدعوة، ومسالمة صدورهم لأهل الإسلام. وكان فيما أثنى الله عليهم في كتابه، وما أنزله من الوحي، أن وصف اليهود وقساوة قلوبهم، ورقة قلوب أهل النصرانية إلى مودّة المؤمنين فقال: «لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدنّ أقربهم مودّة للّذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسّيسين ورهبانا وأنّهم لا يستكبرون
…
الصّالحين» . وذلك أنّ أناسا من النصارى، وأهل الثقة والمعرفة بدين الله، أعانونا على إظهار هذه الدعوة، وأمدّوا الله ورسوله فيما أحبّ؛ من إنذار الناس وإبلاغهم ما أرسل به.
وأتاني السيد، وعبد يشوع، وابن حجرة، وإبراهيم الراهب، وعيسى الأسقف، في أربعين راكبا من أهل نجران، ومعهم من جلّة أصحابهم، ممن كان على ملّة النصرانية في أقطار أرض العرب وأرض العجم. فعرضت أمري عليهم، ودعوتهم إلى تقويته وإظهاره والمعونة عليه. وكانت حجة الله ظاهرة عليهم. فلم ينكصوا على أعقابهم، ولم يولّوا مدبرين، وقاربوا ولبثوا، ورضوه وأرفدوا وصدّقوا، وأبدوا قولا جميلا ورأيا محمودا، وأعطوني العهود والمواثيق، على تقوية ما أتيتهم به، والردّ على من أبي وخالفه؛ وانقلبوا إلى أهل دينهم، ولم ينكثوا عهدهم، ولم يبدّلوا أمرهم، بل وفوا بما فارقوني عليه، وأتاني عنهم ما أحببت من إظهار الجميل، وحلافهم على حربهم من اليهود، والموافقة لمن كان من أهل الدعوة، على إظهار أمر الله، والقيام بحجّته، والذبّ عن رسله. فكسّروا ما احتجّ به اليهود في تكذيبي، ومخالفة أمري وقولي.
وأراد النصارى من تقوية أمري. ونصبوا لمن كرهه، وأراد تكذيبه وتغييره، ونقصه وتبديله وردّه. وبعث الكتب إليّ كلّ من كان في أقطار الأرض، من سلطان العرب من وجوه المسلمين، وأهل الدعوة بما كان من تجميل رأي النصارى لأمري، وذبّهم عن غزاة الثغور في نواحيهم، والقيام بما فارقوني عليه وقبلته، إذ كان الأساقفة والرهبان لذلك منّة قوية في الوفاء بما أعطوني من مودّتهم وأنفسهم، وأكدوا من إظهار أمري، والإعانة على ما أدعو إليه وأريد إظهاره، وأن يجتمعوا في ذلك على من أنكر، أو جحد شيئا منه، وأراد دفعه وإنكاره، وأن يأخذوا على يديه ويستدلّوه، ففعلوا واستدلّوا واجتهدوا؛ حتى أقرّ بذلك مذعنا، وأجاب إليه طائعا
أو مكرها، ودخل فيه منقادا [أو] مغلوبا، محاماة على ما كان بيني وبينهم، واستقامة على ما فارقوني عليه، وحرصا على تقوية أمري، ومظاهرتي على دعوتي. وخالفوا في وفائهم اليهود والمشركين من قريش، وغيرهم. ونزّهوا نفوسهم عن رقة المطامع التي كانت اليهود تتّبعها وتريدها؛ من الأكل للربا، وطلب الرشا، وبيع ما أخذه الله عليهم بالثمن القليل «فويل لهم ممّا كتبت أيديهم، وويل لهم ممّا يكسبون» . فاستوجب اليهود ومشركو قريش وغيرهم، أن يكونوا بذلك أعداء الله ورسوله لما نووه من الغشّ، وزيّنوا لأنفسهم من العداوة، وصاروا إلى حرب عوان، مغالبين من عاداني، وصاروا بذلك أعداء الله ورسوله وصالح المؤمنين.
وصار النصارى على خلاف ذلك كله، رغبة في رعاية عهدي، ومعرفة حقّي، وحفظا لما فارقوني عليه، وإعانة لمن كان من رسلي في أطراف الثغور، فاستوجبوا بذلك رأفتي ومودّتي، ووفائي لهم بما عاهدتهم عليه، وأعطيتهم من نفسي، على جميع أهل الإسلام، في شرق الأرض وغربها، وذمّتي، ما دمت وبعد وفاتي إذا أماتني الله، ما نبت الإسلام، وما ظهرت دعوة الحق والإيمان، لازم ذلك من عهدي للمؤمنين والمسلمين، ما بلّ بحر صوفة، وما جادت السماء بقطرة، والأرض بنبات، وما أضاءت نجوم السماء، وتبيّن الصبح للسائرين. ما لأحد نقضه، ولا تبديله، ولا الزيادة فيه، ولا الانتقاص منه، لأنّ الزيادة فيه تفسد عهدي، والانتقاص منه ينقض ذمّتي. ويلزمني العهد بما أعطيت من نفسي. ومن خالفني من أهل ملّتي، ومن نكث عهد الله عز وجل وميثاقه؛ صارت عليه حجة الله، وكفى بالله شهيدا.
وإنّ السبب في ذلك ثلث (كذا) نفر من أصحابه سألوا كتابا لجميع أهل النصرانية، أمانا من المسلمين، وعهدا ينجز لهم الوفاء بما عاهدوهم، وأعطيتموه إياه من نفسي، وأحببت أن أستتمّ الصنعة
في الذمّة، عند كل من كانت حاله حالي، وكفّ المؤونة عني، وعن أهل دعوتي في أقطار أرض العرب، ممن انتحل اسم النصرانية وكان على مللها، وأن أجعل ذلك عهدا مرعيا، وأمرا معروفا، يمتثله المسلمون، ويأخذ به المؤمنون. فأحضرت رؤساء المسلمين، وأفاضل أصحابي، وأكدت على نفسي الذي أرادوا، وكتبت لهم كتابا، يحفظ عند أعقاب المسلمين، من كان منهم سلطانا أو غير سلطان. فإنّ على السلطان إنفاذ ما أمرت به، ليستعمل بموافقة الحق الوفاء، والتخلي إلى من [التمس] عهدي، وإنجاز الذمّة التي أعطيت من نفسي، لئلا تكون الحجة عليه مخالفة أمري. وعلى السوقة أن لا يؤذوهم، وأن يكملوا لهم العهد الذي جعلته لهم، ليدخلوا معي في أبواب الوفاء، ويكونوا لي أعوانا على الخير، الذي كافيت به من استوجب ذلك مني، وكان عونا على الدعوة، وغيظا لأهل التكذيب والتشكيك، ولئلا تكون الحجة لأحد من أهل الذمّة على أحد ممن انتحل ملّة الإسلام، مخالفة لما وضعت في هذا الكتاب؛ والوفاء لهم بما استوجبوا مني واستحقّوا، إذ كان ذلك يدعوا إلى استتمام المعروف، ويجرّ إلى مكارم الأخلاق، ويأمر بالحسنى، وينهى عن السوء، وفيه اتّباع الصّدق، وإيثار الحق إن شاء الله تعالى.
(13)
ساد، وفي الطبعة: سار
(17)
في الطبعة: فعله
(18)
سقط [] من الأصل.
(49)
والتزيين، كذا على الهامش، وفي النص: الراس- ألا، في الطبعة: لا
(52)
(من مخالفة) ، سقطت هذه العبارة أو مثلها من النص
(56)
في الطبعة: الانجداع من
(57)
والنضير، في الطبعة: والنضر.
(70)
في الطبعة: هذا الدعوة.
(74)
في الطبعة: من ملة أصحابهم.
(86)
في النص: وبث الكتب.
(93- 94) في الطبعة: ويستذلوا- واستذلوا
(94)
في الطبعة: وأجاب الله