الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليك. فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فإنك في كنف من المسلمين وعدد، يكفي حصار دمشق. فابعث سراياك في أرض حمص ودمشق وما سواهما من الشأم. ولا يمنعك قولي هذا أن تعري عسكرك فيطمع فيك عدوك، ولكن انظر برأيك فيما استغنيت عنه منهم فسيّرهم، وما احتجت إليه منهم فاحبسه عندك. وليكن فيمن يحبس عندك خالد بن الوليد فانه لا غنى بك عنه. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
353/ وكتاب عمرو بن العاص إلى أبي عبيدة بن الجرّاح يطلب الأوامر
الأزدي (مخطوطتا باريس) ورقة 29/ ب (54/ ألف- ب)
بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد فإن الروم قد أعظمت فتح دمشق وحمص في نواحي الاردن وفلسطين، وتكاتبوا وتوثقوا وتعاقدوا أن لا يرجعوا إلى النساء والأولاد حتى (خ: تعاقدوا لا يرجعون إلى النساء والأولاد أو) يخرجوا العرب من بلادهم. والله مكذّب قولهم وأملهم. ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا.
فاكتب إليّ برأيك في هذا الحدث. أرشد الله أمرك، وسدّدك، وأدام رشدك. والسلام عليك ورحمة الله.
353/ ز كتاب أبي عبيدة إلى عمر يخبره بالأخبار
الأزدي (مخطوطتا باريس) ورقة 34/ ب- 35/ ألف (62/ ألف- ب)
لعبد الله عمر أمير المؤمنين من أبي عبيدة بن الجرّاح. سلام عليكم
(خ: عليك) ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أمّا بعد فإن الروم قد أقبلت فنزلت فحلا. طائفة منهم مع أهلها. وقد سارع إليهم أهل البلد ومن كان على دينهم من العرب. وقد أرسلوا إليّ أن «اخرج من بلادنا التي تنبت الحنطة والشعير والفواكه والأعناب، فإنكم لستم لها بأهل. والحقوا ببلادكم بلاد البؤس والشقاء. فإن (خ: الشقاء والبؤس. وإن) أنتم لم تفعلوا سرنا إليكم بما لا قبل لكم به. ثم أعطينا الله عهدا ألّا ينصرف عنكم ومنكم عين تطرف» . فأرسلت إليهم: أمّا قولكم: «اخرجوا من بلادكم (خ: بلادنا) ، فلستم لها بأهل» ، فلعمري ما كنا لنخرج منها وقد دخلناها، وورثّناها الله منكم، ونزعها من أيديكم. وإنما البلاد بلاد الله، والعباد عباده، وهو ملك الملوك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء.
وأمّا ما ذكرتم من بلادنا، وزعمتم أنها «بلاد البؤس والشقاء» ، فقد صدقتم، وقد أبدلنا بها بلادكم بلاد العيش الرفيع، والسعر الرخيص، والفواكه الكثيرة فلا تحسبونا بتاركيها (خ: تاركيها) ، ولا منصرفين عنها.
ولكن أقيموا لنا. فو الله لا يجشمنكم (خ: لا يجشمكم) إتياننا.
ولنأتينكم إن أقمتم لنا.
فكتبت إليك حين نهضت إليهم متوكلا على الله، راضيا بقضاء الله، واثقا بنصر الله. كفانا الله وإياك والمؤمنين مكيدة كل كائد، وحسد كل حاسد. ونصر الله أهل دينه نصرا عزيزا، وفتحا يسيرا، وجعل لهم من لدنه سلطانا نصيرا.
(ودفع إلى نبطي من أنباط الشأم [نصراني] ، فأسلم على يدي عمر) .