الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ل) شروط اشترطها عمر رضي الله عنه على نصارى أهل الشام
تفسير ابن كثير، 2/ 347- 348، تحت الآية الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ بدون إسناد ولا مراجع
اشترط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الشروط المعروفة في إذلالهم وتصغيرهم وتحقيرهم. وذلك مما رواه الأئمة الحفاظ (؟) ، من رواية عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال:
كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى من أهل الشام:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا.
إنكم (أي المسلمين) لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا، وذرارينا، وأموالنا، وأهل ملتنا. وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية، ولا صومعة راهب. ولا نجدّد ما خرب منها، ولا نحيي منها ما كان خططا للمسلمين. وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل. وأن ننزل من مرّ بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم. ولا نؤوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا، ولا نكتم غشّا للمسلمين ولا نعلّم أولادنا القرآن (؟) ، ولا نظهر شركا، ولا ندعو إليه أحدا. ولا نمنع من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه. وأن نوقر المسلمين، وأن نقوم لهم من مجالنا إن أرادوا الجلوس. ولا نتشبّه بهم في شيء من ملابسهم في قلنسوة، ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر. ولا نتكلم بكلامهم (؟) ولا نكتني بكناهم، ولا نركب السروج، ولا نتقلد السيوف، ولا نتخذ شيئا من السلاح، ولا نحمله معنا، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية، ولا نبيع الخمور، وأن نجزّ مقاديم رؤوسنا وأن نلزم زيّنا حيثما كنا، وأن نشد الزنانير على أوساطنا، وأن لا نظهر
الصليب على كنائسنا، وأن لا نظهر صلبنا، ولا كتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم. ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيفا، وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين.
ولا نخرج سعانين، ولا بعوثا، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا. ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين، ولا أسواقهم، ولا نجاورهم بموتانا. ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين. وأن نرشد المسلمين، ولا نطلع عليهم في منازلهم.
قال: فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه: ولا نضرب أحدا من المسلمين. شرطنا لكم ذلك على أنفسنا، وأهل ملتنا. وقبلنا عليه الامان. فان نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا على أنفسنا، فلا ذمة لنا، وقد حلّ لكم منا ما يحل من أهل المعاندة والشقاق.