الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتابك تذكر إعزاز الله أهل دينه، وخذلانه أهل عداوته، وكفايته إيّانا مؤنة من عادانا. فالحمد لله على إحسانه إلينا فيما مضى، وحسن صنيعته لنا (خ: إلينا) فيما غبر، الذي عافى جماعة المسلمين، وأكرم بالشهادة فريقا من المؤمنين. فهنيئا لهم برضا ربّهم، وكرامته إيّاهم. ونسئله أن لا يحرمنا أجرهم، ولا يفتنا بعدهم. فقد نصحوا لله، وقضوا ما عليهم.
ولربّهم ما كانوا (خ: لربهم كانوا) يعملون، ولأنفسهم كانوا يمهدون.
وقد فهمت ما ذكرت من الأرض التي ظهرتم (خ: ظهر) عليها وعلى أهلها المسلمون، فقالت طائفة: تقّر (خ: نقرّ) أهلها على أن يؤدّوا الجزية إلى المسلمين ويكونوا عمّار الأرض (خ: عمّال الأرض) ؛ وقالت طائفة: تقتسمهم. وإني نظرت فيما كتب (خ: كتبت) إليّ من هذا فعرق (فعرف؟) رأيي فيما سألتني عنه، إلا أني قد رأيت أن تقرّهم وأن يحمل الجزية عليهم. ونقسمها (؟ الجزية) بين المسلمين ويكونوا عمّار الارض، فهم أعلم بها وأقوى عليها من غيرهم. أرأيت لو أنّا أخذنا أهلها واقتسمناهم، من كان يكون لمن يأتي بعدنا من المسلمين؟ والله ما كانوا إذا ليجدوا إنسانا يكلمونه (خ: يكلموه) ولا يكلمهم، ولا ينتفعون بشيء من ذات يده. وإن هؤلاء يأكلهم المسلمون ما داموا أحياء. فاذا هلكنا وهلكوا (خ: هلكوا وهلكنا) ، أكل أبناؤنا أبناءهم أبدا ما بقوا، فكانوا عبيدا لأهل الاسلام أبدا ما دام دين الاسلام ظاهرا. فضع عليهم الجزية، وكفّ عنهم السبا، وامنع المسلمين من ظلمهم والاضرار بهم، وأكل أموالهم إلّا بحقّها.
353/ م كتاب صلح أهل حمص
الأزدي (مخطوطتا باريس) ورقة 41/ ألف (74/ ألف)
حمص
…
واشتد عليهم الحصار، وخشوا السبا، فأرسلوا إلى