الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فذكر الحديث وهو في باب الوزراء من كتاب الامارة لأبي بكر بن أبي شيبة. وأشهد فيه عمر، وليس في القوم. فانطلقا إلى عمر ليشهداه.
فلما سمع عمر ما في الكتاب تناوله من أيديهما ثم تفل عليه فمحاه.
فتذمّرا، وقالا له مقالة سيئة. فقال: إن رسول الله كان يتألفكما، والإسلام يومئذ قليل، وإن الله قد أعزّ الإسلام، فاذهبا فاجهدا عليّ جهدكما. لا أرعى الله عليكما إن أرعيتما.
288 من الخليفة أبي بكر إلى خالد
طب ص 2016، 2023- 2026
ولما فرغ خالد من أمر اليمامة، كتب إليه أبو بكر وخالد مقيم باليمامة:
سر إلى العراق حتى تدخلها. وابدأ بفرج الهند- وهي الابلّة-، وتألّف أهل فارس، ومن كان في ملكهم من الأمم.
وكان فرج الهند أعظم فروج فارس شأنا وأشدها شوكة وكان صاحبه يحارب العرب في البر، والهند في البحر
…
ولما نزل خالد موضع الجسر الأعظم اليوم بالبصرة
…
أرسل معقل بن مقرن المزني إلى الأبلة
…
فخرج معقل حتى نزل الأبلة فجمع الأموال والسبايا. قال أبو جعفر (الطبري) : وهذه القصة في أمر الابلة وفتحها خلاف ما يعرفه أهل السير (أن فتح الأبلة كان في أيام عمر على يدي عتبة بن غزوان في سنة أربعة عشر) .
(288/ ألف) كتاب أبي بكر إلى خالد ومن معه باليمامة يسيّرهم إلى العراق
كتاب الردّة للواقدي، ص 166- 168- الأزدي، ورقة 16/ ب- 17/ ألف- السنن الكبرى للبيهقي، 9/ 179.
بسم الله الرحمن الرحيم.
من عبد الله بن عثمان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى خالد ابن الوليد ومن معه من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان:
أما بعد: فالحمد لله الذي أنجز وعده، وصدّق عبده، وأعزّ أولياءه، وأذلّ أعداءه، وأظهر دينه وهزم الأحزاب وحده. وقد وعد الله المؤمنين وعدا لا خلف فيه، وقولا لا ريب فيه، وقد فرض الجهاد على عباده فرضا مفروضا. فقال تبارك وتعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ، وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.
وقد أخبرنا الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم: أن الشهداء يوم القيامة يحشرون وسيوفهم على عواتقهم، وأوداجهم تشخب دما فلا يتمنّون على الله شيئا إلا أعطاهم إياه، حتى يوفوا أمانيّهم وما لم يخطر على قلوبهم. فما من شيء يتمنّاه الشهداء يومئذ بعد دخول الجنّة، إلا أن يردّوا إلى الدنيا فيقرضوا بالمقاريض في ذات الله، لعلمهم ثواب الله.
فثقوا، عباد الله! بموعود الله، وأطيعوه فيما فرض عليكم. وارغبوا في الجهاد رحمكم الله، وإن عظمت فيه المؤنة وبعدت فيه المشقة، وفجعتم فيه بالأموال والأنفس والأولاد. انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا، وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
ألا! وإني قد أمرت ابن الوليد بالمسير إلى العراق، ليلحق بالمثنّى بن حارثة، فيكون له عونا على محاربة الفرس. ولا يبرحها حتى يأتيه أمري فسيروا معه، رحمكم الله، ولا تتناءوا عن المسير فإنه سبيل يعظم الله فيه الأجر والثواب، ويزيد فيه الحسنات لمن حسنت بالجهاد نيتّه، وعظمت في الخير رغبته.
كفانا الله وإياكم المهم من أمر الدنيا والدين.
والسلام.
(7- 9) سورة 2، آية 216
(18- 20) سورة 9، آية 41
ولكثرة الفروق مع رواية الواقدي، ننقل نص الأزدي كاملا بدل الإشارات إلى اختلاف الروايات:
بسم الله الرحمن الرحيم.
من عبد الله أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن الوليد ومن معه من المهاجرين والأنصار والتابعين بالإحسان.
سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فالحمد لله الذي أنجز وعده، ونصر دينه، وأعزّ وليّه، وأذلّ عدوّه، وغلب الأحزاب وحده. فإن الله الذي لا إله إلا هو وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ، وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (سورة النور 24/ 55) . وعدا لا خلف له، ومقالا لا ريب فيه. وفرض على المؤمنين الجهاد فقال عزّ من قائل: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (سورة البقرة 2/ 213) . فاستتمّوا موعد الله إياكم، وأطيعوه فيما فرض عليكم وإن عظمت فيه المؤنة، واشتدّت فيه الرزية، وبعدت فيه الشقّة، وفجعتم في ذلك بالأموال والأنفس. فان ذلك يسير في عظيم ثواب الله. لقد ذكر لنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يبعث الشهداء يوم القيامة شاهرين سيوفهم، لا يتمنّون على الله شيئا إلّا آتاهموه حتى أوتوا أمانيهم وما لم يخطر على قلوبهم. فأي شيء يتمنى الشهيد بعد دخول الجنة (آتاه) إلّا أن يردّهم الله إلى الدنيا فيقرضوا بالمقاريض في الله، لعظيم ثواب الله. انفروا رحمكم الله في سبيل الله. ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة التوبة 9/ 41) .
فقد أمرت خالد بن الوليد المسير إلى العراق. فلا يتوجّه حتى يأتيه