الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المؤمنين، ثم يغدر القوم فيرجعون فيكون مسيرك، أصلحك الله غنا (؟: عناء) وفضلا (ن: فصلا) . فأخذنا عليهم المواثيق المغلّظة بأيمانهم: لئن أنت قدمت عليهم فأمّنتهم على أنفسهم وأموالهم ليقبلنّ ذلك وليؤدّنّ الجزية وليدخلن فيما دخل فيه أهل الذمّة. ففعلوا. وأخذنا عليهم الأيمان بذلك. فان رأيت يا أمير المؤمنين أن تقدم علينا، فافعل.
فان في مسيرك أجرا وصلاحا (ن: صلاحا وأجرا) ، وعافية للمسلمين.
أراك الله رشدك. ويسّر أمرك.
والسلام عليك.
354- 355 كتاب عمر في عدم تقسيم المدن المفتوحة كسائر الغنيمة
بيو ص 81- 82
كتب أبو عبيدة إلى عمر رضي الله عنه بهزيمة المشركين، وبما أفاء الله على المسلمين، وما أعطى أهل الذمّة من الصلح، وما سأله المسلمون من أن يقسم بينهم المدن وأهلها والأرض، وما فيها من شجر أو زرع، وأنه أبى ذلك عليهم حتى كتب إليه فيه ليكتب رأيه فيه. فكتب إليه عمر:
إني نظرت فيما ذكرت مما أفاء الله عليك، والصلح الذي صالحت عليه أهل المدن والأمصار. وشاورت فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكلّ قد قال في ذلك برأيه، وإنّ رأيي تبع لكتاب الله تعالى. قال الله تعالى:
ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى، فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ. لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ
وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ.
- هم المهاجرون الأوّلون-
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ؛ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
- فإنهم الأنصار-
وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ.
- ولد آدم الأحمر والأسود، فقد أشرك الذين من بعدهم، في هذا الفيىء إلى يوم القيامة.
فأقرّ ما أفاء الله عليك في أيدي أهله، واجعل الجزية عليهم بقدر طاقتهم، تقسمها بين المسلمين ويكون عمار الأرض، فهم أعلم بها وأقوى عليها. ولا سبيل لك عليهم وللمسلمين معك أن تجعلهم فيئا، أو تقسمهم للصلح الذي جرى بينك وبينهم، ولأخذك الجزية منهم بقدر طاقتهم. وقد بيّن الله لنا ولكم، فقال في كتابه:
قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ.
فإذا أخذت منهم الجزية، فلا شيء لك عليهم ولا سبيل. أرأيت لو أخذنا أهلها فاقتسمناهم، ما كان يكون لمن يأتي بعد من المسلمين.
والله ما كانوا يجدون إنسانا يكلّمونه، ولا ينتفعون بشيء من ذات يده.
وإن هؤلاء ما يأكلهم المسلمون ما داموا أحياء. فإذا هلكنا وهلكوا أكل أبناؤنا أبناءهم أبدا ما بقوا. فهم عبيد لأهل دين الإسلام، ما دام دين الإسلام ظاهرا. فاضرب عليهم الجزية وكفّ عنهم السبي. وامنع المسلمين