الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
368/ بعد السطر الأخير يزاد:
367/ ألف/ 1 خطبته أثناء مرض الموت
به ص 1006- طب ص 1801- 1804- أنساب الاشراف للبلاذري، 1/ 546- 547، 565 ع، 583- إمتاع الأسماع للمقريزي، 1/ 537، 544- 545- صحيح البخاري 63/ 8/ 1، 2، 3- 64/ 83/ 18، 76/ 22- راجع أيضا مسلم بن الحجاج، مالك، ابن حنبل. انظر:
Hamidullah، The Episode of the Project of aWritten- Testament by the Prophet on his Death- Bed، in Journal of Pakistan Historical Society، October 1983، p.XXXI، 227- 242-
Hamidullah، Le Prophete de l، Islam، sa vie et son oeuvre، paris، s 1902 1907.
لما اشتد وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يقدر أن يقوم من فراشه، ويؤمّ صلاة الجماعة. ومع ذلك دعاه واجبه تجاه الأمة أن يأمر أزواجه أن يغسلنه. ثم خرج وصعد المنبر قبل الظهر وتكلّم إلى وقت الظهر. فنزل وصلّى بالناس. ثم صعد المنبر بعد الصلاة وداوم في كلامه وتعليمه حتى لم يقدر أن يتكلّم. فحملوه إلى فراشه، فاغمى عليه.
وهذه الخطبة الطويلة مملوءة بالاحكام السياسية وإشارات إلى الخلافة والإدارة العامة. ذكرها جميع المحدّثين والمؤرخين، ولكن لم يقدر الرواة من صحابته أن يحفظوه كاملا. ولم يصل إلينا إلا اقتباسات نذكرها في فصول، تليها بعض التشريحات لنا، والله المستعان: وهو نوع تكميل لخطبته في حجة الوداع وآخر خطبة ألقاها، كما يظهر، يوم الخميس، ثم لحق ربه يوم الاثنين بعد ثلاثة أيام:
إن علي بن أبي طالب خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا. فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاثة أيام عبد العصا، وإني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفى من وجعه هذا. إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت. اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله فيمن هذا الأمر (أي أمر الحكومة
والخلافة) ؟ إن كان فينا، علمنا ذلك. وإن كان في غيرنا، علمناه فأوصى بنا. فقال علي: إنّا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها، لا يعطيناها الناس بعده. وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم. (البخاري 64/ 83/ 18) -[بدل أن يقول:
«لا نحتاج أن نسأله فإنه سمّاني ولي عهده عند غدير خم بقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه» ، يقول سيدنا علي: لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده] .
ثم غمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به الوجع، فقال:
اهريقوا عليّ من سبع قرب من آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم. قالت عائشة: فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمر بن الخطاب، ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول: حسبكم، حسبكم
…
الفضل بن عباس قال جاءني (رسول) رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت إليه موعوكا قد عصب رأسه. فقال: خذ بيدي يا فضل.
فأخذت بيده (فانطلق) حتى جلس على المنبر. قال: فقال لي: ناد في الناس. فاجتمعوا إليه. (الطبري، ص 1801) -[في غسله ذكر الطب النبوي وهو طب المستقبل لنا إن شاء الله. وفيه ذكر كيف فاق الناس في أداء واجبات الرعية حتى في شدة مرضه] . فقال:
أما بعد أيها الناس فأني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. [هذا هو المنهج المسنون لخطباء الأمة: الحمد لله والاستعانة منه] .
ثم كان أول ما تكلّم به أنه صلى على أصحاب أحد، واستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم (الطبري وابن هشام) . [من لم يشكر الناس لم يشكر الله. ويجب أن لا ننسى من ساعدنا بماله ونفسه حتى بعد موته] .
ثم قال: إن عبدا من عباد الله خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. ففهمها أبو بكر وعرف أن نفسه يريد، فبكى وقال:
نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا. فقال صلى الله عليه وسلم: على رسلك يا أبا بكر. (ابن هشام والطبري) . [فيه ذكر أن خير الآخرة خير وأبقى من خير الدنيا] .
ثم قال: إن هذه الأبواب اللافظة في المسجد فسدّوها إلا باب أبي بكر، فاني لا أعلم أحدا كان أفضل في الصحبة عندي يدا. وإني لو كنت متخذا من العباد خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا، ولكن صحبة واخاء ايمان حتى يجمع الله بيننا. وسأله أحد سبب سد بعض الأبواب وفتح أخرى، فقال: ما فتحتها ولا سددتها عن أمري (أي: بل من أمر الله) . وقال عمر: دعني يا رسول الله أفتح كوّة أنظر إليك حين تخرج الى الصلاة.
فقال: لا. (ابن هشام والطبري والمقريزي) . [لا يريد أن يسمّي أحدا كولي العهد، فتصير سنة نبوية الى قيام القيامة ولن يقدر المسلمون أن يغيّروا منهج الحكومة. بل يفضل أن يوصي الناس أن يختاروا خيرهم للدين. ويذكر فضائل أبي بكر. وفي سد الابواب وإبقاء باب أبي بكر رمز لطيف لخلافة أبي بكر. كان بيت عائشة رضي الله عنها في شرق المسجد، فيخرج النبي عليه السلام منه ويدخل رأسا في الصف الأول فيؤم الناس. وبيت أبي بكر كان في غرب المسجد، وكان كذلك يدخل في الصف الأول. فأبقى بابه كما هو حتى يدخل رأسا في الصف الأول فيؤم صلاة الجماعة كالخليفة بعد وفاة النبي عليه السلام أيضا] .
ثم خاطب الأنصار: إنكم من أحبّ الناس إليّ. ولولا الهجرة لكنت من الأنصار. ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني، وموعدكم الحوض. يا معشر المهاجرين، استوصوا بالأنصار خيرا، فان الناس يزيدون، وأن الأنصار على هيئتها لا تزيد. وإنهم كانوا عيبتي التي أويت إليها، ونعلي التي أطأ بها، وكرشي التي آكل فيها. فاحفظوني فيهم، فأكرموا كريمهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. (ابن هشام، والطبري بين آخرين) . [بعد تأمير أبي بكر، يقول لا يكون الخلافة في الأنصار رغم فضائلهم. لعل السبب هو النزاع بين الأوس
والخزرج: لو كان الخليفة من الأوس لا يقبله الخزرج، وكذلك لو كان من الخزرج لا يقبله الأوس. وفعلا حاول الأنصار في سقيفة بني ساعدة لخلافة سعد بن عبادة الخزرجي. ولم يقبل سعد خلافة أبي بكر، فلم يبايعه ولا لعمر رضي الله عنهم. ولم يهجه أبو بكر رغم عدم بيعة سعد بن عبادة له لأن النبي عليه السلام كان أمر:«وتجاوزوا عن مسيئهم» ] .
ثم ذكر أسامة بن زيد، فقال: أنفذوا بعث أسامة، - وكرّر ذلك ثلاثا- فلعمري لقد قلتم في إمارة أبيه من قبل. وإنه والله لخليق للامارة كما كان أبوه خليقا لها. وإن كان لمن أحبّ الناس إليّ. (ابن هشام، والطبري والمقريزي) . -[تعليمات للسياسة الخارجية مع الروم البيزنطينيين وكانوا قد قتلوا سفيرا للنبي عليه السلام. وكذلك فيه تصريح أنه لا يوجد فرق بين الذي تولّد حرا وبين من كان عبدا ثم أعتقه مولاه.
وكذلك بين أبناء الأحرار وأبناء العبيد المحررين. إنما المؤمنون إخوة] .
إنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم. فمن كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليستقد منه. ألا وإن الشحناء ليست من طبعي ولا من شأني. ألا وإن أحبّكم إليّ من أخذ مني حقا إن كان له، أو حلّلني فلقيت الله وأنا أطيب النفس- (وفي رواية: طيب النفس) - وقد أرى أن هذا غير مغن مني حتى أقوم فيكم مرارا- قال الفضل: ثم نزل فصلّى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، فعاد المقالة الأولى في الشحناء وغيرها.
فقام رجل فقال: يا رسول الله إن لي عندك ثلاثة دراهم. فقال: أعطه يا فضل. فأمرته فجلس. - ثم قال: يا أيها الناس، من كان عنده شيء فليؤدّه، ولا يقل: فضوح الدنيا. ألا إن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة. (فقام رجل، فقال: يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله. قال: ولم فعلتها؟ قال: كنت إليها محتاجا. قال: خذها منه يا فضل) . ثم قال: يا أيها الناس، من خشي من نفسه شيئا فليقم أدع له. فقام رجل فقال: يا رسول الله إني لكذّاب، إني لفاحش وإني لنؤوم. فقال: اللهم ارزقه صدقا وإيمانا، وأذهب عنه النوم إذا أراد. ثم
قام رجل فقال: لا والله إني لكذاب، وإني لمنافق، وما شيء- أو: إن شيء- إلا قد جنيته. فقام عمر بن الخطاب فقال: فضحت نفسك أيها الرجل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة. اللهم ارزقه صدقا وإيمانا، وصيّر أمره إلى خير. فقال عمر: كلمه. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: عمر معي، وأنا مع عمر، والحقّ مع عمر حيث كان. (الطبري ص 1802- 1803) -[إذا كان رئيس الدولة يعدل ولو على نفسه، يعدل من دونه من الموظفين وتصلح أحوال الرعية. ولو ظلم الرئيس، ظلم أكثر من دونه. ولنا أسوة حسنة فيما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم] .
خارطة المسجد النبوي وبيوت أزواج النبي عليه السلام
(1/ ألف) بيت ام المؤمنين عائشة رض (1/ ب) بيت فاطمة وعلي رض (ثم الزور لزوّار النبي) .
(2)
بيت أم المؤمنين سودة رض (3) بيت ذو طابقين لام المؤمنين حفصة رض
(4)
أم المؤمنين زينب بنت خزيمة/ ثم ام سلمة رض (5) ام المؤمنين زينب بنت جحش رض
(6)
أم المؤمنين جويرية رض (7) ام المؤمنين ام حبيبة رض
(8)
ام المؤمنين ميمونة رض (9) المشربة ذات طابقين لخزانة الدولة.
إن ام المؤمنين صفية رض وام المؤمنين مارية القبطية رض سكنتا في محلّين آخرين من البلدة.
وسيدنا علي وفاطمة رض سكنا في حارة بني قينقاع بعد جلائهم.