الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لم يذكر صراحة في الروايات رسالة مكتوبة من ابي بكر إلى هرقل.
وعثرنا إلى الآن على القصة في
رواية عبادة بن الصامت
وهشام بن العاص رضي الله عنهما.
والطبراني يذكر قصة صور الأنبياء في قصة دحية بن خليفة الكلبي، سفير النبي عليه السلام إلى هرقل. لا ندري هل وقعت الحادثة في كلتي المرتين، أو هو سهو من راوي الطبراني الذي ينسبها إلى دحية بدل أعضاء سفارة أبي بكر.
نذكر أولا رواية الدينوري التي هي أقدم الروايات وهي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، ثم تليها رواية هشام بن العاص وهي أكمل:
رواية عبادة بن الصامت
وذكر عن عبد الله (؟ عبادة) بن الصامت قال: وجّهني أبو بكر الصديق رضي الله عنه سنة استخلف إلى ملك الروم لأدعوه إلى الإسلام أو آذنه بحرب. قال: فسرت حتى أتيت القسطنطينية. فأذن لنا عظيم الروم. فدخلنا عليه مجلسنا ولم نسلّم. ثم سألنا عن أشياء من أمر الإسلام. ثم صرفنا يومنا ذلك. ثم دعا بنا يوما آخر، ودعا خادما له فكلّمه بشيء. فانطلق، فأتاه بعتيدة فيها بيوت كثيرة، وعلى كل بيت باب صغير. ففتح بابا منها، فاستخرج خرقة سوداء فيها صورة بيضاء كهيئة رجل أجمل ما يكون من الناس وجها، مثل دارة القمر ليلة البدر. فقال:
أتعرفون هذا؟ قلنا: لا. قال: هذا أبونا آدم عليه السلام. ثم ردّه مكانه، وفتح بابا آخر فاستخرج خرقة سوداء فيها صورة بيضاء كهيئة شيخ جميل الوجه، في وجهه تقطيب كهيئة المحزون المهموم. فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا. قال: هذا نوح. ثم فتح بابا آخر فاستخرج خرقة سوداء فيها صورة بيضاء على صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء. فلما نظرنا إليه بكينا. فقال: ما لكم؟ فقلنا: هذه صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فقال: أبدينكم أنها صورة نبيكم؟
قلنا: نعم هي صورة نبينا كأنا نراه حيّا. فطواها وردّها، وقال: أما أنها آخر البيوت، إلّا أني أحببت أن أعلم ما عندكم. ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه خرقة سوداء فيها صورة بيضاء أجمل ما يكون من الرجال وأشبههم بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال: هذا إبراهيم. ثم فتح بيتا آخر فاستخرج صورة رجل آدم كهيئة المحزون المفكر، ثم قال:
هذا موسى بن عمران. ثم فتح بيتا آخر، فاستخرج صورة رجل له ضفيرتان، كأن وجهه دارة قمر، ثم قال: هذا داوود. ثم فتح بيتا آخر فاستخرج صورة رجل جميل على فرس له جناحان، ثم قال: هذا سليمان، وهذه الريح تحمله. ثم فتح بيتا آخر فاستخرج صورة شابّ جميل الوجه، في يده عكازه، وعليه مدرعة صوف، ثم قال: هذا عيسى روح الله وكلمته. ثم قال: إن هذه الصورة (؟ الصور) وقعت إلى الاسكندر، فتوارثها من بعده حتى أفضت إليّ.
نقل السيد أحمد خان في ترجمته للقرآن الكريم بلغة اردو نصا بدون ذكر مصدره يتعلق برواية عبادة بن الصامت رضي الله عنه، نترجمه حرفيا إلى العربية:«عن عبادة بن الصامت قال: بعثني أبو بكر الصديق في السنة الأولى من خلافته إلى الروم. فلما كان قريبا من القسطنطينية-[كأنه يريد بلدة إفسوس، المسماة سلجوق الآن، قريبا من إزمير]- رأى جبلا أحمر، وقالوا لنا: إن أصحاب الكهف فيه. وكان هناك كنيسة. وأهل الكنيسة أرونا سربا في الجبل. فذهبوا معي فيه. وكان هناك باب من حديد. فلما فتحوه وصلنا إلى مكان وسيع. وكان هناك ثلاثة عشر رجالا مستلقين على ظهورهم، كأنهم نيام، في طراوة كاملة كأنهم أحياء. وكان على وجه أحدهم جراحة، كأنها حديثة العهد. ولما سألتهم، قالوا: إنّا قرأنا في كتبنا أن هذه الأجساد منذ أربع مائة سنة قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وأنهم أنبياء بعث كل واحد منهم في عصره. لا نعرف أكثر من ذلك» .